المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: أداء المعلاق الكبير السبت أكتوبر 04, 2008 5:56 pm | |
| [size=18]
[b]إذا مررت عزيزي القارىء بمشروع إنشائي، طريق، أو جسر، أو عقدة طرقية، فإن أول ما تفعله- أرجوك- هو أن تقرأ اللوحة التي تقدم معلومات أولية عن هذا المشروع، وستجد فيها، مثلاً، أن الكلفة الإجمالية لهذا المشروع هي كذا مليون ليرة سورية، ومدة التنفيذ اثنا عشر شهراً، وقد تصل إلى أربعة وعشرين شهراً في بعض المشاريع العملاقة، وغرامات التأخير المفروضة على المتعهد هي نسبة محددة من قيمة العقد عن كل يوم تأخير . فإذا عاودت المرور، مصادفة، بعد انتهاء المهلة المحددة، ووجدت كل شيء في مكان المشروع مثلما كان عليه أثناء مرورك الأول، فلا تزعل، ولا تقنط من رحمة الله، فأنا، أخوك الصغير، سأحكي لك عن مشروع طريق متحلق يحيط بمدينة إدلب أعلن عن بدء تنفيذه في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم (أو كما يقول أهل تونس: القرن الفارط!)، وكان المتعهد على ما يبدو على عجلة من أمره، فقلع عدداً لا يستهان به من أشجار الزيتون التي تقع ضمن المسار المحدد للمتحلق استعداداً لبدء التنفيذ .بعد القلع بسنة أو سنتين لاحظ الأهالي، ويا إلهي ما أذكى أولئك الأهالي! أن الجهات المعنية والمتعهد قد ضربوا صفحاً عن هذا المشروع العملاق، فزرعوا، على استحياء، بضع شجيرات زيتون بدلاً من الشجرات التي اقتلعت. وبعد حين وبضع سنين بدأت الشجيرات تطعم (أي تؤتي أكلها)، فباشر الجيران الآخرون بزراعة الأماكن التي شغرت في أراضيهم. وكبرت الشجيرات الأخرى، وأطعمت، وأكل منها الناس بضعة مواسم أخر،.. دواليك، حتى دخلنا في القرن الحالي، أو ما يسميه البعض الألفية الثالثة، ووقتئذ هبت الجهات المعنية والشركات الإنشائية والمتعهدون، هبة رجل واحد، وعاودوا اقتلاع الزيتونات، وأنشؤوا، خلال ما يقل عن ثماني سنوات (فقط لا غير) طريقاً محلقاً يفتح العين من العمى. ومع قدوم هذا الربيع الجميل ما ترى أهالي إدلب إلا وهم (يكزدرون) على المحلق، ويفلتون أولادهم - كما يغني زياد رحباني- على الحشيش.)هذا الأداء الحمش أسميناه بعد الاتكال على الله: أداء المعلاق الكبير) وهو أداء شائع كما تعلمونخطيب بدلة...................................أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ،ولكن صمتي هو الجلجلة ،وذل انحنائي هوالكبرياء ،لأني أبالغ في الإنحناء ، .لكي أزرع القنـبـلة | |
|