اعلن علماء فرنسيون انهم سيبدأون قريبا بتصنيع قلب اصطناعي بانسجة حيوانية مؤكدين انه الاحدث في العالم متوقعين ان يصبح بالامكان زراعته لدى البشر خلال بضع سنوات. قال البروفسور الان كاربنتييه الاختصاصي في جراحة القلب والشرايين الذي يعمل على المشروع منذ 15 عاما انه سيتم انتاج 15 نموذجا لزرعها في اطار برنامج تجريبي خلال سنتين ونصف السنة. و أعلن كاربنتييه ان الامر لا يشكل سبقا وانما خطوة مهمة موضحا اننا ننتقل اليوم الى الابحاث البحتة ذات التطبق السريري بعد 15 عاما ننقل نتائج البحث الى الصناعة لصنع قلب اصطناعي يمكن زرعه لدى البشر. جرى العمل منذ الثمانينات على عدة مشاريع لصنع قلب اصطناعي ومعظمها بانتظار الانتقال الى مرحلة الزرع ولكن لا يبدو ان ايا منها نجح على حل المشكلات الاكثر تعقيدا كالالتهابات وتشكل الجلطات الدموية. لكن البروفسور كاربنتييه اكد ان القلب الذي اعده يقدم الحل لهذه المشكلة فهو يستخدم مواد حيوية بديلة يحتملها الجسم بصورة افضل, تصنع من انسجة حيوانية معالجة كيميائيا لتفادي رفض الجسم لها. وقال كاربنتييه انه اخترع هذه المواد قبل اكثر من ثلاثين عاما لصنع بدائل صناعية لصمامات القلب يتم بيعها اليوم في العالم اجمع مؤكدا انه بفضل هذه الانسجة لم يعد المرضى بحاجة الى تناول مضادات التجلط. يشبه القلب الاصطناعي القلب الطبيعي مع بطينين يعملان بصورة منفصلة ومع المجاري الدموية نفسها وتتيح مضختان داخليتان سحب الدم واعادة ضخه في الشرايين كما في الجسم البشري وتعمل صمامات على مرور الدم في اتجاه واحد وتزود بطاريات خارجية القلب الاصطناعي بالطاقة. تمت تجربة نماذج من القلب على خراف وعجول وخصوصا عبر "المحاكاة الرقمية" كما يقول كاربنتييه. وستقوم شركة كارما الطبية التابعة لمجموعة الدفاع والصناعات الفضائية "اي ايه دي اس" بتصنيع القلب الاصطناعي. وهناك منافسة شديدة لتصنيع قلوب اصطناعية ، ففي الولايات المتحدة حصلت شركة ابيوميد في العام 2006 على موافقة ادارة الاغذية والادوية لتصنيع "ابيوكور". لكن الادارة فرضت اجراء دراسة دقيقة لنتائج العمليات الجراحية. وتعمل خمسة فرق على مشاريع مماثلة في اليابان. و تعد عمليات زراعة القلوب الاصطناعية نادرة باعتبارها الملجأ الوحيد بعد فشل كل الوسائل الاخرى وتفيد بيانات حديثة ان 900 من هذه العمليات اجريت في العالم وبلغ متوسط الفترة التي عاشها المرضى بعدها اربع سنوات