المحامي ليث هاشم وردة مشرف المنتدى القانوني
عدد الرسائل : 1590 العمر : 45 Localisation : إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم. وصية نابليون لكليبر تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: طقوس الزواج في الرقة ...... السبت نوفمبر 22, 2008 8:20 am | |
|
الرقة- سانا
يتميز الزواج بأنه حالة ارتباط له خصوصية كبيرة ليس بين الزوج والزوجة فقط بل تتعلق بالعلاقات الإنسانية التي تنشأ بين أسر مختلفة من حيث الروابط بين عادات وطباع وآراء قد تكون متباينة و الأثر الذي يتركه عقد الزواج في إذابة الكثير من الفوارق بين هذه الأسر وخلق حالات جديدة من التعامل بينها إلا أن عقد الزواج في محافظة الرقة والمنطقة الشرقية قد يتميز عن باقي المناطق الأخرى بسبب العادات الاجتماعية القبلية.
ويقول الباحث محمد العزو إن طقس الزواج في محافظة الرقة لا يختلف كثيراً عن غيره من المحافظات الأخرى وعلى الأخص المنطقة الشرقية حيث يفضل الآباء تزويج أولادهم من ضمن دائرة الأقارب الضيقة ويفضل أن يكون الانتماء إلى ناحية الأب وبالتالي لنفس عائلة العريس علماً أن الدين الإسلامي يوصي بالتباعد في الزواج لخلق عرى وعلاقات اجتماعية جديدة كما أن الزواج من الأقارب في المجتمعات العربية يكون أحياناً ناتجاً عن موقف طبقي من بعض العائلات التي تعتبر نفسها فوق العائلات الأخرى في المستوى من عدة نواح قد تكون ثقافية أو اقتصادية أو دينية لكن بشكل عام ثقافة الزواج عند أهل الرقة تتمثل بتفضيلهم الزواج من أشخاص يمتون إليهم بصلة القرابة المتينة وفي الأغلب تكون مثل هذه الزيجات ناجحة لأنها تقوي العلاقة بين الأسر وتنأى عن شبح الطلاق وتظل العروس تشعر بالسعادة لكونها تزوجت ضمن الأسرة التي ترتبط بها برابط القرابة وبهذه الحالة تشعر بأنها بقيت بالقرب من أهلها.
وأشار العزو إلى أن معيار الزواج في هذه المنطقة يتم وفق عدة أمور أهمها زواج الحيار وهو النوع الأول ويتم هذا الزواج عن طريق المفاوضات بين الأخ وأخيه وبين أبناء العمومة ولكن عقد الزواج لا يتم من قبل أحد العريسين بل يتم بين أبناء العم حيث يتخذ القرار بشأنهما منذ صغرهما من قبل والديهما وعندما يبلغ الشاب العشرين من العمر وتكون الفتاة قد بلغت سن الثامنة عشرة أو دون ذلك بسنة حينها يقوم والد الشاب بمشاورة أخيه ويتم تحديد موعد الزفاف.. والفتاة التي يتم حيارها لا يمكن لأحد من العشيرة أو حتى من أقاربها التقدم لخطبتها من أهلها. والنوع الثاني من الزواج يسمى بزواج البديلة أي أن يبادل أحدهم أخته بأخت قريبه أو صديقه دون أن يكون هناك مهر متفق عليه وحين يتم طلاق إحدى الزوجتين يتم أيضاً طلاق الزوجة البديلة الأخرى مباشرة وإذا حردت إحداهن وذهبت إلى بيت أبيها فإن الأخرى أيضاً تترك بيت زوجها وتذهب إلى بيت أبيها والعكس يصح على ذلك بخصوص هذا النوع من الزواج الذي يراه الكثيرون بأنه زواج مشكوك في شرعيته وقانونيته ولتفادي مثل هذه الشكوك لجأ الكثير ممن يتزوجون بهذه الطريقة إلى دفع مهر متفق عليه بين الاثنين ولكن بعد الزفاف يعيد كل منهم للآخر هذا المهر وهذا يعتبر نوعاً من الالتفاف والتحايل على الشرعية وعلى القانون وفي أيامنا هذه بطل هذا النوع من الزواج رغم وجود بعض آثاره في البيئات الفقيرة.
والنوع الثالث من الزواج يتمثل في قيام الاب بالبحث عن زوجة لابنه ضمن الأسر التي تربط أسرته بها علاقات زواج سابقة وفي حالة عدم توفر الفتاة الصالحة للزواج يصار إلى تأخير الزواج إلى حين العثور على الفتاة المناسبة وعند البدو يكثر هذا النوع من الزواج ومن الصعب جداً على الشاب أن يطلب من أسرته خطبة فتاة كان قد تعرف عليها سابقاً أو لاحقاً وتتم المفاوضات حول هذا النوع من الزواج أو غيره من أنواع الزواج العادي الذي يتم بطريقة دفع المهر بطريقة هادئة لكنها قد تستمر لفترة طويلة ففي البداية يقوم والد العريس بالتلميح أمام والد الفتاة المراد خطبتها ثم نراه بعد ذلك يتحدث مع زوجته ولأول مرة وفي حالة الاتفاق تبدأ الاستعدادات ويتفق الوالدان على المهر الذي يجب أن يدفع لأسرة الفتاة وقد يكون المبلغ كبيراً إذا كان العريس من عشيرة أخرى وقد يتحمل العريس كافة المصاريف أما العروس فلا تحصل من هذا المهر إلا القليل النادر عند عرب زور الرقة ولكن عند بدو عنزة قد يستخدم كامل المبلغ لشراء اللوازم البيتية التي ستأخذها العروس إلى بيتها الجديد وهذه اللوازم عند عرب زور الفرات تأخذها العروس من بيت أبيها إن كان غنياً أو حتى ميسور الحال.
وبعد أن يتم الاتفاق على الزواج ودفع المهر تقرأ الفاتحة ثم يكتب الكتاب بحضور الشيخ ووالد العروس والشهود وقد يظل هذا العقد دون تسجيل في المحكمة حتى فترة طويلة.
وتقام الاحتفالات بعد الكتاب بقليل في بيت العريس عند عرب زور الفرات سواءً كانوا فلاحين أم رعاة الماشية لكن عند البدو تقام لاحتفالات في بيت العروس وتدوم احتفالات الدبكة على أنغام الزمارة لأكثر من أسبوع ويكون الاحتفال مختلطاً رجالاً ونساء عند عرب زور الفرات لكنه عند البدو غير ذلك وطقوس الاحتفال عندهم تختلف عن طقوس عرب زور الفرات وقبل يومين من زفة العروس إلى بيت زوجها عند عرب زور الرقة تقام طقوس الحنة ضمن مسيرة احتفالية مشيا على الأقدام من بيت العريس إلى بيت العروس وبعد هذه الاحتفالية بيومين تزف العروس من بيت أبيها إلى بيت العريس وتردد النسوة الأناشيد المعهودة وهن يرافقن العروس إلى بيت زوجها.
وفي الماضي كانت طقوس الزفاف تختلف عن الحاضر حيث كانت العروس تزف على ظهور الخيل ضمن احتفالية كرنفالية جميلة مثل الطراد على الخيل ولعبة الحوري وهي تشبه لعبة الهوكي على العشب ولكن من على ظهور الخيل حتى وصولها إلى بيت عريسها وكان هذا البيت في السابق الخيمة العربية بيت الشعر إذ كان يتم تزيينه من الداخل كأن نقول عش الزوجية أما طريقة الزفاف الثانية فكانت تتم بواسطة العربات الخشبية التي كانت تجرها الخيول وبنفس الطريقة الأولى.
ويشير العزو إلى أنه بعد استقرار عرب زور الفرات أي أهل المنطقة كانت العروس تقاد مشياً على الأقدام من بيت أبيها إلى بيت عريسها بعد صلاة العصر ضمن احتفالية غنائية جميلة يرافقها عزف على الزمارة ونقر على الدف, وحين الوصول إلى بيت العريس وقبل أن تدخل العروس إلى غرفتها تكسر كأساً زجاجياً على عتبة الغرفة ثم تدخل إلى عش الزوجية ترافقها أختها أو والدتها أو صديقاتها يؤنسنها حتى دخول العريس عليها إذ يخرجن ويتركن الدار لأهلها والعروس لعريسها.
وفي اليوم الثاني يقوم أهل العريس بذبح النعاج وإقامة وليمة الثريد التي تسمى بالصبحة لأنها تتم صباح اليوم الثاني من زفة العروس.
ويرى العزو أن طقوس الزواج تغيرت في زمننا الحاضر حيث باتت تتشابه مع كل طقوس الزواج في المدن السورية الأخرى.. اليوم زيارة العريس والعروس ثمنها باهظ لكن في الماضي كان أهل الرقة يزورون العروسين ومعهم طبق من السياييل أي الأرغفة المغموسة بالسمن العربي أو بعض السكاكر الحلوة.
................................أجل إنني أنحني تحت سيف العناء ، ولكن صمتي هو الجلجلة ، وذل انحنائي هو الكبرياء ، لأني أبالغ في الانحناء ، .لكي أزرع القنـبـلة
| |
|