( مريم ) صبية في الثانية والعشرين من العمر من إحدى قرى ريف حمص ( قرية العثمانية الواقعة شرقي حمص بحوالي 60 كم على طريق المخرم الفوقاني ) خطبت لشاب من القرية ذاتها ولكنها كانت تميل إلى شابٍ قريب لها , الأمر الذي حاولت إيصاله لخطيبها بحوار هادئ , حوار لم يكن ليلقى إذناً صاغية لدى شقيقها الذي نفذ بها حكم الإعدام لجرم لم تقترفه .
وما أن سمع عبد اللطيف الأخ الأكبر لمريم بأن أخته ( على علاقة غرامية مع قريبه محمد ) حتى انهال بالضرب بـ ( كبل كهربائي على كافة أنحاء جسدها وحرقها بسيخ حديد بعد تسخينه على النار حتى فارقت الحياة ) ثم قام ( بالتهجم على منزل محمد وبحوزته قنابل دفاعية وبارودة آلية روسية وتهديد أصحاب المنزل بالقتل ) ليقوم بعد ذلك بإخفاء الجثة .
و قام عبد اللطيف بنقل مريم إلى منزله الريفي في القرية ذاتها مدعياً إسعافها لأحد مشافي المدينة , حيث قام بدفنها في مستودع يستخدمه ككراج لجراره الزراعي , وصب البيتون فوقها , ثم وبعد فترة قام بتبليط المكان لتختفي أية آثار للجثة , ومنذ حوالي الشهرين قام بالحفر مجدداً ونقل ما تبقى من رفات المغدورة بكيس ورميهم في نهر العاصي قرب جسر جبورين (شمالي حمص قرب تلبيسة ) .
فيما ادعى لأهله أن مريم هربت منه في المشفى إلى لبنان حيث تزوجت هناك , وشهدت بذلك زوجته ( التي رأت مقتل مريم وعلمت بدفنها في الكراج ) ليضع بروايته هذه تفسيراً مقنعاً لغيابها , وقد ساعده بذلك طغيانه وقوته أمام أشقائه الأصغر سناً منه , ووالديه الطاعنين بالسن .
كشف ملابسات الجريمة
معلومة " عن الغموض الذي يلف غياب مريم منذ أكثر من سنتين " عبر اتصال من شخص لم يكشف عن اسمه , وتحقيقات جادة قادها النقيب أسعد الشاويش بدأت بالمتابعة وجمع المعلومات قبل مواجهة " عبد اللطيف بها " الذي اعترف بتفاصيل جريمته , والمفاجأة كانت العثور على بقايا عظام بشرية في كراج مزرعته , إضافة إلى أسلحة حربية ( أربع قنابل دفاعية وإحدى عشرة صاعق مع فتيل , وبارودة روسية آلية عيار 7.62 مع مذخرين احتياط وثلاثمائة وثلاثين طلقة حية من نفس العيار ) .
كشف الطبيب الشرعي بسام المحمد لسيريانيوز عن البقايا المتبقية من الجثة , حيث تم إيجاد " عظمتين بطول 5 سم وعظمتين مفرغتين دائرتي الشكل بقطر 3سم وست أسنان بطول 1.5سم واثني عشر عظمة بطول 5سم وخمسة عظام بطول 1.5سم " ضمن الحفرة التي قام بدفنها بها في البداية , كمال تم إيجاد " ثمانية قطع عظمية من الجمجمة وجزء من الفك السفلي الأيمن وجزء من العظم الوجني اليمن وعظم جداري " وهذه البقايا تم العثور عليها في النهر حيث تم نقل بقايا الجثة .
محامية " بشاعة الجرم تنم عن روح إجرامية "
المحامية نهلا الزاهر وفي تعليقها على الجريمة قالت لسيريانيوز " بشاعة هذه الجريمة تنم عن الروح الإجرامية الموجودة لدى الشقيق القاتل , ويؤكد وجود السلاح الحربي بهذه الكمية هذه الروح , كما أن إخفاء الجثة بهذه الطريقة ينفي وجود أي دافع شريف للقتل , فلو كان ثمة دافع شريف لقام بقتل شقيقته على الملء ليفاخر بغسل عاره كما جرت العادة , لكن قتله شقيقته وإخفاء الجثة يدل على نية القتل العمد وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام ".
الجريمة التي لم تكتمل رغم كل محاولات الشقيق – القاتل بذلك , هي الثانية من نوعها في محافظة حمص , حيث سبق أن شهدت قرية الغنطو جريمة مشابهة حين أقدم أحد سكان القرية على قتل ابنته ورمي جثتها في العراء بريف طرطوس مدعياً بوجودها في مدرسة داخلية حيث بقيت الجريمة لأكثر من سنتين قبل الكشف عنها .