للـــــــــــــ الإمام علي كرم الله وجهه . 1

فيمن ادعى فقدان بعض حواسه :

رفع إلى أمير المؤمنين (ع) أن رجلاً ضُرب على هامته فادعى (المضروب) أنّه لا يبصر شيئاً , وأنه لا يشم رائحة , وأنّه قد أُخرس فلا ينطق ...
فقال أمير المؤمنين (ع) إن كان صادقاً فيما ادعاه فقد وجبت له ثلاث ديات .
فقيل كيف يمكن التوصل إلى ذلك يا أمير المؤمنين حتى يتبين صدقه من كذبه؟
فقال (ع) : أمّا ما ادعاه في عينيه وأنه لا يبصر بهما شيئاً , فيمكن التأكد من ذلك أو عدمه , بأن يطلب من الرجل أن يرفع عينيه إلى عين الشمس , فإن كان صحيحاً لا يتمالك أن يغمض عينيه , وإن كان كما زعم لا يبصر بقيت عيناه مفتوحتين .
وأما ما ادعاه من فقدان المقدرة على الشم , فيجب تقديم حرّاق قريب من أنفه , فإن كان صحيحاً , وصلت رائحة الحرّاق إلى دماغه ودمعت عيناه ونحى رأسه .
وأمّا ما ادعاه من عدم القدرة على النطق فيمكن معرفة صحة ذلك أو عدمه بإبرة تغرز في لسانه فإن كان ينطق خرج الدم أحمر اللون , وإن كان كما ادعى خرج الدم أسود اللون ...

حكم الممسك والقاتل والناظر :

وقضى (ع) في رجل أمسك رجلاً حتى جاء آخر فقتله , ورجل ثالث ينظر إليه فلم يمنعه من القتل ,, وذلك أن يقتل القاتل , وتُفقأ عينا الذي نظر الحادث ولم يمنعه , وبالسجن المؤبد حتى الموت على الذي أمسك الرجل (المقتول) ...

في قتلى الجمل وصفين والنهروان :

وقضى (ع) في قتلى الجمل وصفين والنهروان من أصحابه ,,, أنّه نظر في جراحاتهم , فمن كان جرحه في الخلف دُفن ولم يُصلّ عليه , وقال هو الفار من الزحف ... ومن كان جرحه من الأمام صلّى عليه ودفنه ...

فيمن له رأسان وصدران :

وُلد في عهد أمير المؤمنين (ع) مولود له رأسان وصدران في جسد واحد , فسئل أمير المؤمنين : هل يورث ميراث اثنين أو واحد ؟
فقال : يُترك حتى ينام , ثم يصاح به , فإن انتبها جميعاً كان له ميراث واحد , وإن انتبه واحد وبقي الآخر كان له ميراث اثنين ...

أخبرني عن لاشيء :

في المناقب عن أمير المؤمنين (ع) قال :
كتب ملك الروم إلى معاوية * يسأله عن خصال , فكان فيما سأله : أخبرني عن لا شيء , فتحيّر . فقال عمرو بن العاص : وجّه فرساً فارهاً إلى عسكر علي ليُباع , فإذا قبل الذي معه يقول بلا شيء ,,, فعسى أن تخرج المسألة ...
فجاء الرجل إلى عسكر أمير المؤمنين علي (ع) فمرّ به ومعه قنبر , فقال (ع) : يا قنبر ساومه , فقال قنبر : بكم الفرس , قال بلا شيء , قال (ع) : يا قنبر خذه منه , قال : أعطني لا شيء , فأخرجه إلى الصحراء وأراه السراب فقال ذلك لا شيء ..
قال الرجل : وكيف ! , قال (ع) : أما سمعت الله تعالى يقول : {يحسبه الظمآن ماءً ، حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً} ...

بماذا عرفت ربّك ؟

روى الصّدوق باسناده عن زياد بن المنذر عن الباقر عن آبائه عليهم السلام أنّ رجلاً قام إلى أمير المؤمنين (ع) فقال يا أمير المؤمنين بماذا عرفت ربّك ؟
قال (ع) : بفسخ العزائم ونقض الهمم . لمّا هممتُ فحيل بيني وبين همي ، وعزمت فخالف القضاء عزمي , علمت أنّ المدبر غيري ...
قال فبماذا شكرتَ نعماءه؟
قال (ع) : نظرت إلى بلاءٍ قد صَرَفَهُ عنّي وأبلى به غيري، فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته ...
قال فبماذا أحببت لقاءه ؟
قال (ع) : لمّا رأيته قد اختار لي من دين ملائكته ورسله وأنبيائه ، علمت أنّ الذي أكرمني بهذا لا ينساني فأحببت لقاءه ...

في ستة سبحوا بالفرات فغرق أحدهم :

رُفع إلى أمير المؤمنين (ع) أن ستة نفر تعاطوا لعباً في نهر الفرات فغرق واحد منهم , فشهد ثلاثة على الاثنين أنهما أغرقاه , وشهد الاثنان على الثلاثة أنهم أغرقوه .
فقضى أمير المؤمنين (ع) بالدية أخماساً , ثلاثة أخماس على الاثنين بحسب الشهادة عليهما , وخمسان على الثلاثة بحسب الشهادة عليهم أيضاً ...

لا يخاف الله ويصلي بلا ركوع ولا سجود :

سُئل عليه السلام عن رجل لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولا يخاف الله , ويصلي فلا يركع ولا يسجد , ويأكل الميتة والدم , ويحب الفتنة ويبغض الحق , ويشهد بما لا يرى .
فقال (ع) : أمّ الرجل الذي لا يرجو الجنة ولا يخاف النار , فهذا رجل من أولياء الله لا يرجو الجنة ولا يخاف النار ولكن يخاف الله ويرجوه* .
*" ورد هذا المضمون في مناجاته عليه السلام حيث يقول : إلهي .. ما عبدتك طمعاً في ثوابك ولا خوفاً من عقابك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك " .
وأمّا أنه لا يخاف الله , فمعناه أنّه لا يخاف من ظلمه لأنه عادل .
وأمّا أنّه يصلي فلا يركع ولا يسجد فذلك في صلاة الجنازة ,
ويأكل الميتة والدم أي يأكل الجراد والسمك "وهما ميتة" ويأكل الكبد "وهو الدم" .
ويشهد بما لا يرى , أي يشهد بالجنة والنار وهو لم يرهما ...

البينة على من ادعى واليمين على من أنكر :

جاء رجل إلى أمير المؤمنين (ع) فادعى أنّ شاةً عنده لم يبعها ولم يهبها وهي عند فلان , فدعاه أمير المؤمنين (ع) فأقام الذي في يده الشاة بيّنة أنها له , ولدت له , لم يبعها ولم يهبها , فلم يقبل منه أمير المؤمنين (ع) البينة .
وقال : أنت مُدّعى عليه , وقد قال رسول الله (ص) : " البينة على من ادّعى , واليمين على من أنكر " ... ولمّا رفض هذا اليمين , قبل الإمام (ع) قول المدعي , وردّ عليه شاته ...

في مائدة وُجد عليها لحم :

وقضى (ع) في مائدة وُجد عليها طعام ولحم , ولم يعلموا أنّها مائدة مسلم , أو مائدة مجوسي يستحل أكل لحم الميتة ,
فقال (ع) : يوضع اللحم على النار فإن تقلّص وانقبض بعض إلى بعض فهو ذكي يُحل أكله , وإن لم يتقلّص فليس بذكي ولا يُحل أكله ...

فيمن أقرّ بالسرقة :

أتى أمير المؤمنين (ع) رجل وأقرّ بالسرقة , فقال له (ع): أتقرأ شيئاً من القرآن .!
قال : نعم , سورة البقرة .
قال (ع) : قد وهبت يدك لسورة البقرة .
فقال الأشعث بن قيس وكان حاضراً : أتعطّل حداً من حدود الله ؟!
قال (ع) : ما يدريك ما هذا ! إذا قامت البينة فليس للإمام أن يعفو , أمّا إذا أقرّ الرجل على نفسه فذاك إلى الإمام , إن شاء عفا وإن شاء قطع .

__________________

المصادر : (نهج البلاغة) . (كتاب محمد بن قيس البجلي) . (كتاب المعلى بن البصري) . (كتاب الترمذي) . (سيرة الحسين"ع" للشيخ عبدالله العلايلي) . (كتاب عجائب أحكام أمير المؤمنين "ع") . (الحق المبين في قضاء أمير المؤمنين "ع") .

سلمت يداك ياخي ليث

المرء يعرف بالأنام بفعله = = = و خصائلُ المرء الكريم كأصله

اصبرْ على حلو الزمان و مره = = = و اعلم بأن الله بالغ أمره
لا تستغب فتستغاب ، و ربما = = = من قال شيئا ً ، قيل فيه بمثله
و تجنب الفحشاء لا تنطق بها = = = ما دمت في جد الكلام و هزله
و إذا الصديق أسى عليكَ بجهله = = = فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل ، قد سبَّه = = = من لا يساوي غرزةً في نعله
البحر تعلو فوقه جيفُ الفلا = = = و الدّر مطمورا بأسفل رمله
وأعجب لعصفور يزاحم باشقاً = = = إلا لطيشته ، و خفة عقله
إياك تجني سكرامن حنظل ٍ = = = فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
في الجو مكتوب ٌ على صحف الهوى = = = من يعمل المعروف يجزى بمثله

مشكور اخي ليث

كل الشكر للاخوة

» للـــــــــــــ الإمام علي كرم الله وجهه . 2
» الإنصاف والتذكر: مقدمة إلى مثل الإمام علي كرم الله وجهه
» أقوال في الإمام علي ( كرم الله وجهه )
» لقاء مع الإمام علي كرم الله وجهه
» شعر للامام علي كرم الله وجهه