اظهرت نتائج اختبارات على اول لقاح بريطاني لإزالة آثار الولادة نجاحا ملحوظا مقارنة بالطريقة المتبعة حتى الآن لإزالة هذه الآثار بالليزر ما يترك ندوبا على الجلد وآثاراً جانبية قد يتعرض لها من تجرى لهم مثل هذه العمليات. كما ان مثل هؤلاء المرضى قد يخضعون لجراحات تجميلية للوجه أو يعطون جرعات عالية من السترويدات لإخفاء آثار الولادة.
لكن اللقاح الجديد الذي تم تطويره في مستشفى جامعة جيمس كوك البريطانية يمكنه إزالة هذه الآثار المحببة كثنار الفراولة والاوعية الدموية التي تتشكل بشكل غير طبيعي دون ان تترك اثرا لندبة.
ويقول الباحثون الذين طوروا هذا اللقاح ان 92 شخصا حضروا إلى المركز، وهو المكان الوحيد في اوروبا الذي يقدم هذا اللقاح، من شتى انحاء العالم للحصول عليه، كما ان 80% منهم اظهروا “تحسنا ملحوظا” مع شعور العديد منهم بعودة الحالة إلى طبيعتها ثانية بعد الحقنة.
واوضحوا ان حقن المضاد الحيوي “بليومايسين” (bleomycin) مباشرة في الاثر الولادي يمكنه ازالة تشوهات الاوعية الدموية حيث تتشكل الاوردة والشرايين واوعية الدم بهيئة غير عادية.
وقال جراح التجميل توبيان مور الذي يدير عيادة متخصصة لمعالجة آثار التشوهات الولادية “رغم ان هذا العلاج جديد، الا انه لم يجر اختباره من حيث الفاعلية والسلامة كما هو الحال مع العقارات الاخرى التي تمت دراستها، لكنه يقدم للمرضى بثقة منذ اربع سنوات”. واضاف “ان الفرق الذي لاحظناه عند بعض المرضى كان لافتا، حتى في تغير اسلوب حياتهم”.
والمعروف ان معظم آثار الولادة التي تظهر محببة مثل الفراولة تزول عند الاطفال بين سن 7 و9 سنوات، لكن بعض الناس يفضلون إزالة هذه الآثار اذا كان شكلها قبيحا أو تسبب مشاكل.
ويقول مور “ان العلاجات التقليدية يمكن ان تتضمن جراحة الليزر، وجراحة تجميل الوجه التي يمكن ان تترك ندوبا دائمة، أو جرعات عالية من السترويدات والتي يمكن ان تقود إلى مضاعفات اخرى. كما ان هناك نسبة 30% ايضا ممن يحتمل عودتهم من بين هؤلاء للجراحة مرة أخرى في بعض حالات تشوه الاوعية الدموية بعد الجراحة”.
واضاف “مع حقن البليومايسين، يحتاج المريض عادة إلى ثلاثة أو أربعة انواع من الادوية، ولأنها عملية تجرى في يوم واحد، فإنهم لا يحتاجون إلى المبيت في المستشفى”.
غير ان الجراح مور يحذر من ان هذا العلاج قد لا يكون مناسباً لأي شخص، لكنه اضاف “ان 81% من المرضى الذين شاهدناهم اظهروا تحسنا ملحوظا، وكان معدل عودتهم للعلاج بعد الجراحة منخفضا إلى نسبة 1% فقط”.
واضاف “ان هذا العلاج مميز، ويعطي نتائج طبيعية، وأهم ما فيه هو ان المرضى يقولون انهم يعودون للشعور بشكل طبيعي، وقد رأينا اشخاصا قيل لهم انه لا شيء آخر غير هذا اللقاح يمكن فعله لهم، وكانت النتائج ممتازة”.
دراسة حالة
كانت الرضيعة اليكسيس ريدر من اوائل المرضى الذين استفادوا من اللقاح الجديد.
وتقول والدتها ان هذه الطفلة امضت ثمانية اسابيع من الالم عندما حدث التهاب في أثر ولادي في كتفها وابطها، ولكن بعد ثلاث ساعات من حقنها بالبليومايسين بدا انها طفلة مختلفة.
واوضحت والدتها ان اليكسيس ولدت بأثر ولادي لم يكن يسبب ازعاجا في البداية، الا أن هذا الأثر حدث به التهاب بعد بضعة اشهر ولم يختف، لكنه كان يزداد كبرا في المساحة رغم انها كانت تعطى ثلاثة انواع من المضادات الحيوية على شكل كريم، غير انه لم يكن يبدو أن أياً منها كان قادرا على فعل شيء”.
وقد تم تحويل الطفلة اليكسيس إلى جراح التجميل توبيان مور في مستشفى جيمس كوك حيث أخبر والدتها عن اللقاح الجديد.
وتقول الام “قلت له إني مستعدة لقبول تجربة اي شيء لأن الطفلة كانت تعاني من الالم طوال ثمانية اسابيع، ولم تكن تنام جيدا، وكانت فقط تبكي طوال الوقت، ولم نكن حتى نستطيع رفعها لأن كل ملابسها كانت ملتصقة بها، كما أنها لم تكن تقدر على رفع ذراعها كما لو كانت مكسورة”.
وتضيف “بعد اخذ الحقنة عدنا إلى البيت، وخلال ثلاث ساعات كانت قادرة على رفع ذراعها، وكانت سعيدة”.
اما جيسيكا هوبر (19 عاما) وهي طالبة جامعية فقد اخذت عدة حقن لعلاج أثر ولادي ظهر عندها في الثامنة من عمرها.
وتقول “بصراحة كنت متوترة وخائفة إلى حد ما لأن العلاج جديد، لكني كنت مستعدة لتجربته لأن تلك العلامة كانت تؤلمني منذ ان ظهرت على جانب جسمي”.
وما زالت جيسيكا تحت العلاج لكنها تقول إن ما تلقته حتى الآن عزز ثقتها بنفسها.
وآثار الولادة هي رقع داكنة أو ملونة تظهر على الجلد اما مع وقت الولادة أو تتطور بسرعة بعد ذلك. ومعظم هذه الآثار غير مؤذية.
وتصيب آثار الولادة اكثر من طفل بين كل عشرة اطفال، وفي حالة الاوعية الدموية المشوهة اما أن تكون مستوية أو نافرة، ويكون لونها ورديا أو أحمر أو مزرقا. وهذه الآثار لا تورث، كما ان سببها لا يتعلق بأي شيء يحدث عند الأم أثناء فترة الحمل.