كلمة للسيد اللواء محمد مفضي سيفو في مهرجان النجمة المحمدية
في مهرجان النجمة المحمدية الثالث عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين...
أيها الإخوة الحضور...
إني لست خطيبا، بل أحب دائما أن أكون مستمعا، وهذه عادة من عملي السابق، فخلال 43 سنة من لم أتكلم إلا القليل الضروري واللازم والمنقذ لإنسان ما، أما الاستماع والإصغاء إلى الآخرين فهو مهنتي، وأحب أن أستفيد من الآخرين وأتعلم منهم، وكما يقول المثل الشعبي: (نحن نشتري ولا نبيع).
كلنا مجمعون على أن آل البيت هم نور الهدى والحياة، الحياة مستمرة وآل البيت مستمرون. أراد الأعداء أن يقطعوا سلسلة آل البيت ولكن الله منع ذلك.
أيها الحضور الكريم محبي السيدة زينب...
بادئ ذي بدء أود تقديم شكري الجزيل للدكتور عصام عباس على دعوته الكريمة لي لحضور هذه الاحتفالية السنوية. واستجابة لتمنيه علي بالكلام واحتراما للموقف الجليل والمناسبة المهيبة التي نحن بصددها اليوم قررت استثناء القاعدة التي أتبعها والمتضمنة عدم الجمع بين حضور المناسبة والكلام فيها، فمعذرة للاستثناء، ولكني أعد أن تكون كلماتي قليلة كوني لست خطيبا، ومعروف عني أني من المقلين في الكلام، إذ إني أحب الإصغاء.
أيها الأخوة والأخوات...
ورد في الحديث الشريف عن الرسول الأعظم(ص) ما يدل على أنه تارك فينا ولنا وللمستقبل كتاب الله وعترة النبي الأكرم بقوله: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي آل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي).
وكتاب الله هو القرآن الكريم الذي لا خلاف عليه بسوره وآياته وكلماته وإشاراته، وهو الدال على عظيم اهتمام الله سبحانه وتعالى بهداية البشرية إلى سواء السبيل، وجميع المسلمين متفقون عليه ومقرّون لما جاء فيه، لكن الخلاف ينحصر بتفسير وتأويل آياته وهذا حق لكل مجتهد.
والعترة الطاهرة ـ كما نعتقد ـ هم آل الرسول(ص) حصرا يتقدمهم أهل الكساء الذين ورد ذكرهم في آية المباهلة الكريمة، وكلكم تعرفونها كما أعتقد.
وكدلالة على حسن الصلة وعلى التقيد بمودة آل البيت التي طولبنا بها في القرآن الكريم يأتي احتفالنا اليوم بذكرى ولادة السيدة الجليلة زينب(ع) الذي إن دل على شيء فهو يدل على ما نكنه من احترام لتلك المرأة العظيمة لما قدمته من أعمال جليلة للحفاظ على بيت النبوة في الفترة العصيبة التي كان مطلوبا فيها القضاء على السلالة الطاهرة ورمزها.
لقد كان للسيدة المقدسة زينب(ع) الدور الهام في الحفاظ على السيرة النبوية الشريفة والدفاع عنها بقوة وصدق، وإليها يعود الفضل الأكيد بعد الله تعالى في الحفاظ على العترة الشريفة وإحاطتها بالعناية والرعاية حيث حمت رمز العترة بنفسها حين كان الأعداء يريدون به شرا، وحين ابتعد الأتباع وتخاذل الأعوان.
وبمناسبة الحديث عن العترة الطاهرة اسمحوا لي أن أنحو نحو جديدا عما هو متبع في مثل هذه الاحتفاليات المباركة. لقد تحدث ويتحدث الجميع عن مآثر أهل البيت الطاهر، وعن فضل السيدة المقدسة زينب وكفاحها المخلص تجاه الرسالة العظيمة التي آمنت بها. وفي هذا المقام أود أن أضيف بأن فضل آل البيت الشرفاء لن يتوقف لا سابقا ولا لاحقا، وأن الأعمال الطيبة التي تصدر عن آل البيت الأطهار هي التي تدل على صدق الصلة وصحيح الارتباط مع النسب النبوي الشريف، وأن القديم والحديث والماضي والحاضر لا بد أن يلتقيا ويستمرا من خلال العترة الطاهرة وأعمالها المجيدة.
أيها الحضور الكريم...
اسمحوا لي الآن أن أتكلم عن رمز من رموز آل البيت النبوي الشريف، وهو الإمام كريم آغاخان، الإمام التاسع والأربعون من نسل الإمام علي وفاطمة الزهراء(ع).
إن أعمال الخير النبيلة لهذا الإمام قد دخلت سورية من خلال تأسيس (شبكة الآغاخان للتنمية) في سورية التي تعمل في 37 دولة بالعالم، والتي تتكون من مجموعة من المؤسسات الخيرية والهيئات التنموية التي توجه نشاطاتها لخدمة الإنسان بغض النظر عن جنسه أو مذهبه أو دينه أو لونه.
لقد أسس صاحب السمو هذه الشبكة الدولية الخاصة المكونة من مجموعة من الوكالات والمؤسسات التنموية الدولية لهدف واضح هو التعاطف مع الضعفاء من خلال تقوية المجتمعات والأفراد الذين لم يحالفهم الحظ لتحسين ظروفهم المعيشية وإتاحة الفرص أمامهم في المجتمع مستلهما في عمله هذا الدروس من حياة الرسول الأعظم والعترة الطاهرة لأنها حسب قوله: (تعطينا كل توجيه أساسي نتطلبه من أجل حل المشكلة بأنجح ما يمكن لعقلنا البشري وتفكيرنا أن يتصوره). ولهذا توجهت الشبكة إلى الإنسان وشاركت الدول الفقيرة الرعاية والمشاركة بتنمية القطاعات التي تعطي الطبقة الفقيرة كل أمل في المستقبل.
ومن أجل هذا تعمل وكالات الشبكة ومؤسساتها في سورية منذ عام2002م بموجب القانون رقم18 من أجل تحقيق المنفعة العامة لجميع المواطنين أيا كان أصلهم أو جنسهم أو دينهم، وتشتمل نشاطاتها التنموية على الصحة والتعليم والتنمية الريفية والاقتصادية والثقافية والشراكة مع المنظمات الأهلية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تنشط الشبكة في سورية في العديد من المجالات التنموية في مجالات عدة كالتعليم وخصوصا تأهيل المدرسين والمناهج والصحة وبالأخص من خلال تطوير التمريض في سورية ونظام ضبط الجودة في المشافي.
كما تحرص الشبكة على التنمية الثقافية في سورية من خلال العديد من المبادرات كترميم ثلاث قلاع في سورية هي: قلعة حلب وقلعة صلاح الدين وقلعة مصياف. ومن الجدير ذكره أن نشاط الشبكة قد امتد إلى تنمية المجتمع المحيط بتلك القلاع حيث لا يعقل أن تمتد اليد لترميم الحجر وتترك إصلاح حال البشر.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى التنمية الريفية ضمن مجال عمل الشبكة بالإضافة إلى التنمية المجتمعية حيث تقوم الشبكة حاليا بتطبيق تنمية المجتمع في السلمية ومصياف وحلب القديمة والحفة حيث ستركز على تطوير المجتمع من النواحي الاقتصادية والتعليمية والصحية والمجتمعية في هذه المناطق.
ولا يفوتنا الحديث عن نشاطات وحدة القروض الصغيرة في سورية حيث تعمل في خمس مناطق وتتعامل مع الفقراء وتقدم لهم القروض لتشجعهم على القيام بمشاريع وأعمال تدر عليهم الربح وتحسن وضعهم الاقتصادي.
أيتها الأخوات... أيها الإخوة... أيها الحضور الكريم...
لقد قصدت من تعداد بعض الأعمال التي تقوم بها شبكة الآغاخان للتنمية في سورية الدلالة على فضل السيدة المقدسة زينب(ع)، حيث إنه لولا كفاحها الصادق وحفاظها على العترة الطيبة الطاهرة لما كنا في هذا الاحتفال الآن، ولا كانت هناك إمامة عندما أراد الأعداء القضاء على الأصل والفرع. إن ما قامت به هو أمر وتوجيه من الله سبحانه وتعالى للحفاظ على السلالة الطاهرة التي خلقها الله نورا وهداية للبشرية جميعا...
فسلاما عليك أيتها السيدة المقدسة...
سلاما عليك أيتها السيدة الفاضلة...
سلاما عليك أيتها السيدة العظيمة التي تركت لنا وللأجيال القادمة المثل الأعلى في التضحية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعقيب للدكتور عصام عباس:
شكرا لسيادة اللواء محمد مفضي سيفو الممثل المقيم لشبكة الآغاخان للتنمية في سورية. وأقول لك: لقد تحدثت عن تلك المشاريع القيمة في كل أرجاء سورية، ونحن اليوم نجتمع على ذكر الطاهرة المقدسة زينب(ع)، وشبكة الآغاخان مدعوة من خلال هذا المهرجان إلى الاهتمام بمنطقة السيدة زينب، هذه المنطقة تحتاج إلى رعاية الشبكة التي لولا السيدة زينب لما كانت إمامة الآغاخان وإمامة الأئمة من بعد الإمام الحسين(ع)، لذلك نتمنى من شبكة الآغاخان ومن سمو الأمير كريم آغاخان أن يلتفت إلى منطقة السيدة زينب عمرانا ونظافة تتماشى مع قدسية هذه المنطقة.
جواب اللواء محمد مفضي سيفو:
إن شبكة الآغاخان دخلت إلى سورية عام2002م بعد توقيع البروتوكول ومذكرة التفاهم عام2001وأعمالها في سورية أعمال مستدامة وطويلة الأمد وغير محسوبة بمقدار أو زمان، لكن لا نستطيع أن نعمل في كل الأماكن في آن واحد، وقد قسمنا أعمالنا بشكل متتابع وكل فترة لنا عمل في مجال، وعملنا الآن في مجال تطوير التعليم والصحة والنواحي الثقافية بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ونحن مستمرون ففي كل شهر لدينا مشروع جديد، ونأمل أن نعمل مع إخواننا في منطقة السيدة زينب، لأن السيدة زينب(ع) عزيزة علينا وهي جزء أساسي من تراثنا الإسلامي، وشكرا.