إليك السفر..
بقلم الصحفي محي الدين اسماعيل
إليك المدى يسافر فوق الصقيع.. ومن مقلتيك يطلّ القمر..
إليك الغيوم تمدّ ذراعاً من الحب.. وقلباً من الخوف.. بقايا حنين وبعضَ الصور..
إليك المدى يسافر على راحتين.. راحة للهوى وراحة للحنوّ..
يمـدّ أصابعَ من الحزن, ويمسح عن جبهتك غبار المطر..
يقبّل ضوء الصباح المرفرف في ناظريك, ويرحل نحو السراب..
يعانق ذاك التراب..
يمرّغ صوت الصقيع ببعض الضباب..
متعب من البعد هذا المدى.. متعب من صقيع الزمان وصمت المكان..
وتلك الدروب على الأرجل الراحلة.. معلقة كالغبار على الأحذية البالية..
تظلّ تنادي العيون الحزينة:
خذيني بعيداً.. فحتى الدروب تملّ الدروب..
خذيني بعيداً.. فحتى المسافات تحلم حيناً, بأنها يوماً ستصبح أرملة للسفر..