الأخ أسامة كتب الآية الكريمة
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لك قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
ثم سأل :
- اقتباس :
- السؤال أن كان آدم أول الخلق فبأي أرض سوف يفسد وإذا كان آدم أول البشر فدماء من ستسفك
نرحب بك أخي أسامة ..
أولاً أحب أن أبدأ الرد بذكر الآية الكريمة التالية عن خلق آدم عليه السلام
( وإذ قال ربك للملائكة إني خالقٌ بشراً من طين فإذا سويته فقعوا له ساجدين )
لا حظ معي أخي أسامة في هذه الآية الكريمة مايلي :
1- إن الله سبحانه وتعالى لم يذكر أي شيئ هنا عن اعتراض أو عصيان الملائكة
2- الله سبحانه وتعالى يتحدث هنا عن خلق بشر
لننظر بكلمة خلق وكلمة بشر ودلالتهم اللغوية
الخلق : هو إبداع شيئ لم يكن موجوداً
بشر : الشيء الظاهري ومن ذلك بشرة الجلد أي ظاهره
فهنا يتحدث سبحانه وتعالى عن خلق بشر من طين وهذا أول خلق لآدم عليه السلام قبل جعله خليفةً له حيث خلقه خلقاً جديداً
يقول تعالى :
( ثم أنشأناه خلقاً آخراً )
والآن مالفرق بين الخلقين
الخلق الأول هو خلق آدم بشراً من طين أي خلقه جسداً يعلم علم الظاهر دون الباطن بينما كانت الملائكة مخلوقة من نور لطيف تعلم العلم الروحاني الباطني وهذا العلم بطبيعته لا يحتاج إلى الاختبار والامتحان أو العمل لأنه علم غير متصل بالمادة الكثيفة بل بالروح النورانية اللطيفة على عكس ذلك لا يكون العلم الظاهري إلا بالتعلم لاتصاله بالمادة الكثيفة لذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يمتحن الملائكة بالأعمال التي تعلم أن التكليف بها والاختبار لابد أن تجعل المكلف يقصر أو يخطأ
لهذا قالوا
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
أما قوله سبحانه وتعالى
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
أي أنه سبحانه وتعالى سيؤيده بالعلم الباطني كما أيد الملائكة بهذا العلم وعلى هذا الأساس سيجعله خليفة ً له وإماما على الملائكة
من هنا نفهم قوله سبحانه وتعالى
( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )
أي أن طاعة الملائكة كانت لآدم بعد أن أمده الله سبحانه بالعلم الباطني الروحاني كما يقول سبحانه وتعالى
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31
صدق الله العظيم
إذا ما يمكن أن نستنجه هو
1- الخلق الأول كان خلقاً لبشر وتعليمه العلم الظاهري الذي لابد له من امتحان عبر العمل وبالتالي التعرض للخطأ والزلل
2- تعليم آدم العلم الباطني الروحاني وجعله خليفة لله وإماما على الملائكة التي لم تعد تعترض بعد ذلك
دمتم بخير
ويا علي مدد