الأطفال.. الفتيات بكل طاقاتهم وحيويتهم ونشاطاتهم التي جميعنا يعرف أن لا حدود لها..
كيف يمضون أيام العطلة الصيفية وما الانشطة التي يقومون بها وهل تشبع وتلبي طاقاتهم وحيويتهم ورغباتهم وبذلك تكون قد سعت لايجاد التواصل الفكري والتربوي ويكونون مستعدين في العام المقبل لمتابعة الجد والاجتهاد بكل همة ونشاط.
في جولتنا نجد الكثير من الطلاب لايجدون مكانا للعب سوى الشارع الذي يضم شرائح مختلفة من الناس فيكون أسلوب المخاطبة به بأغلب الاحيان هو السباب والشتائم وكل شيء يتعلمه الطفل في بداية حياته ويترسخ بداخله.
سهام ونوس تقول: ان ابني في السابق كان يعاني من الخجل الشديد وكنت اتمنى ان يصبح اجتماعيا ويصبح لديه بعض الأصدقاء وحالتنا المادية جيدة لذلك عندما أصبح عنده أصدقاء ويأخذونه للعب ويجلسون معه على الكمبيوتر لم يخطر على بالي ابدأ انه سيصبح عبقريأ بكل انواع السباب والشتائم دون أن يشعر بأدنى خجل من ذلك كأن حياته كلها كان يقضيها بالشارع..
ولم يعد ذلك الفتى اللطيف والمهذب الذي يتمنى كل مدرسيه التعرف عليه وعلى اسرته ذلك بفضل تربيته الممتازه التي دائما كنت أمدح عليها..
أم وسام تقول : ابني وسام عنده اصدقاء المدرسة وهم جيران لنا وهو دائما معهم إما عندنا أو عندهم وبذلك لم اكن أشعر يوما أنه قد يتعرض لأمر, بدأ غيابه هو واصدقاؤه عن المنزل كثيرا وعندما أسالة اين كنتم?
كان يشعر في البداية بالارتباك واحس أنه يكذب علي لكن الآن بدأ يقول إنه ذهب واصدقاؤه للتجول في الشوارع وأنه أصبح شابا يجب ألا اخاف عليه ابدأ حتى أحسست بأحد الأيام أنه يدخن فسألته وصعقت من إجابته التي اكدت ذلك دون خجل أو شعور بالذنب.. فماذا أفعل..?
كان بأيام المدرسة طالبا مجتهدا ملتزما لايقوم بأي شيء سيئ لا لأسرته ولالدراسته..
أما غياث فكانت قصته قصة هكذا قالت والدته الشاكيه لنا انه كان في البداية يجلس على جهاز الكمبيوتر وذلك لساعات طويلة إلى أن جاءت العطلة الصيفية فبدأ يجلس لساعات أطوال دون أن يشعر بحاجته لا للنوم ولا للطعام..
وهكذا بدأ جسمه يعاني من الهزال والمرض إلى أن استيقظ بأحد الأيام وهو يعاني من ألم شديدفي عينيه فأخذته مباشرة إلى الدكتور الذي قال أنه يعاني من ضعف عينه والسبب بذلك هو جلوسه المتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل أمام جهاز الكمبيوتر.. فلم تعد توجد ولا اي لعبة في العالم إلاولدى ابني نسخة عنها, وبدأ ينسخ لأصدقائة ويحل كافة الألعاب ليبرهن لأصدقائه تفوقه الشديد بالكمبيوتر والعابه وبرامجه كافة.
الباحثة النفسية راميا العيرون تقول يعد وقت الفراع منطلق العطاء والابداع والابتكار في تاريخ الانسانية الطويل وهو منطلق التكوين الذاتي واعادة انتاج الحياة الذاتية في مستوياتها الروحية والمعرفية والهدر بوقت الفراغ لاتقل قيمته عن أهمية الهدر بوقت الدراسة والعمل لذلك يجب تنظيمه من حيث يفيد الفرد بما يعود عليه وعلى أسرته و وطنه بالنفع وعلى الأهل ترتيب اوقات ابنائهم وتنظيمها وأن يهيئ الاهل المناخ المناسب لممارسة النشاطات العلمية الحرة وتنمية ميول وقدرات الشباب واتاحة الفرص لهم للتعرف على بيئتهم والتفاعل معها واكتشاف مواهبهم ومهاراتهم العلمية وتشجيعهم على البحث العلمي وحثهم على المتابعة والمثابرة في كل شيء اضافة إلى تنمية القدرة على التواصل بتبادل الأفكار فيما بينهم وحب المطالعة والقراءة من خلال حضور المحاضرات النشاطات الثقافية المختلفة وكذلك التردد على النوادي الرياضية بالاضافة إلى مشاركة الأهل لأبنائهم بنشاطاتهم نفسها وان تكون مشتركة بين الأهل والأبناء.
وبذلك يكون الأهالي قد حموا أبناءهم من بعض المشكلات التي قد يتعرضون لها بسبب وقت الفراغ في عطلتهم الصيفية.
ميساء العجي
المصدر: الثورة