إحياءً لذكرى بيتر ويلي: مرجعية في مجال القلاع الإسماعيلية
كاتب الموضوع
رسالة
المحب لله Admin
عدد الرسائل : 1272 تاريخ التسجيل : 31/01/2007
موضوع: إحياءً لذكرى بيتر ويلي: مرجعية في مجال القلاع الإسماعيلية الأربعاء يوليو 01, 2009 7:19 am
إحياءً لذكرى بيتر ويلي: مرجعية في مجال القلاع الإسماعيلية في العصور الوسطى حزيران ٢٠٠٩
توفيبيتر ويلي بسلام في منزله بالقرب من بوسيه في ويلتشاير وذلك بتاريخ 23 نيسان 2009 عن عمر يناهز السادسة والثمانين. ويعد بيتر ويلي مرجعية في مجال القلاع والحصون الإسماعيلية في القرون الوسطى. وقد اشتهر بمعرفته بخصوص القلاع الإسماعيلية البعيدة والتي تعتبر بحكم المنيعة في إيران وسورية وقد دَون هذه المعرفة في سلسلة من المقالات والمنشورات. لقد قام معهد الدراسات الإسماعيلية بالتعاون مع أي. بي. تورس
بدأ بيتر ويلي ببحثه في الآثار (الأركيولوجيا) في عام9 195، وذلك من خلال قيامه بأكثر من عشرين رحلة امتدت على مدى أربعين سنة، حيث حدد ووثق آثار العديد من القلاع الإسماعيلية. وقد صدر كتابه الأول: قلاع الحشاشين، في عام 1963، وتُرجم أيضاً إلى اللغة الفارسية. وبالإضافة إلى تأليف الكتب، ساهم الرائد ويلي بالمقالات التي نشرت في التايمز، و جوغرافيكال ماغزين (المجلة الجغرافية)، وإنسيكلوبيديا إيرانيكا )دائرة المعارف الإيرانية) حيث كتب عن الآثار النزارية الإسماعيليةفي إيران وسورية. وتعتبر كتاباته أيضاً سرداً شخصياً غنياً لمغامرات السفر في مواقع نائية وعن تواصله مع الناس المحليين.
تقدم أعمال الرائد ويلي سرداً يستحوذ على الذهن لتاريخ الإسماعيليين إبان العصور الوسطى وكفاحهم من أجل الأمان والحرية. إن الشجاعة والمكابدة والتحمل الذي أظهروه قد أصبح موضوعاً للعديد من الأساطير التي ما زالت مستمرة حتى اليوم. لقد وثّق بيتر ويلي عظمة الإسماعيليين العسكرية في بنائهم للقلاع التي بنيت منذ حوالي 1090 حتى هزيمتهم من قبل المغول عام 1258. فالإسماعيليون لم يحصروا قلاعهم في مناطق جبلية بعيدة يصعب الوصل إليها وحسب بل أمّنوا الوصول السهل إلى الغذاء والماء أيضاً مما مكنهم من تحمل الحصار الطويل. كانت هذه القلاع أكثر من مجرد أبنية حربية ودفاعية، لأنها كانت تشكل أيضاً مركز الحكومة الإسماعيلية المحلية وكان يوجد فيها مكتبات شاملة تحتوي على المخطوطات والأدوات العلمية القيمة.
وخلال دراسته في المدرسة كان لدى بيتر ويلي اهتمام بدراسة الآثار والمصنوعات اليدوية وخصوصاً القلاع التاريخية. وقد نشأ بالقرب من إيدج هيل في انكلترة حيث نشب أول نزاع في الحرب الأهلية الإنكليزية. واعتاد على قضاء العدي من الساعات في التأمل في مواقع الحروب القديمة، و"بنبش الأشياء" كما قال في مقابلة أجراها لموقع الإنترنت لمعهد الدراسات الإسماعيلية في عام 2008. ذهب بيتر ويلي للدراسة في كلية تشارترهاوس قبل الدراسة في كلية كرايست في كمبردج.
حصل بيتر ويلي على رتبة رائد خلال خدمته الحربية، ولكنه جُرح فعاد إلى كمبردج. وهنا، وبينما كان يدرس الفرنسية والألمانية أصبح مطلعاً على شعر حافظ وناصر خسرو من خلال دراسته لغوته. وقاده حبه للتاريخ وإعجابه بالثقافة الفارسية إلى الانقضاض على فرصة لزيارة والد أحد طلابه والذي كان سفيراً بريطانياً في طهران.
وبناءً على تشجيع مرشده الأكاديمي: الدكتور صموئيل م. ستيرن وهو الباحث المشهور في مجال الدراسات الإسلامية وخصوصاً في التاريخ الإسماعيلي، قرر الرائد ويلي أن ينتهز فرصة زيارته إلى إيران ليقوم ببحث عن القلاع الإسماعيلية. وكانت هذه الرحلة هي الأولى من عدة سفرات شاملة لإيران وسورية. وفي عام 1968 وسع دراساته لتشمل المناطق الشمالية من باكستان ومقاطعة بدخشان في أفغانستان. وقامت مؤسسة التراث الإيرانية ومعهد الدراسات الإسماعيلية بتمويل زياراته في عام 1997.
قام بيتر ويلي بالعديد من زياراته خلال العطلة الجامعية في كلية ويلينغتون حيث أصبح رئيساً لقسم اللغة الألمانية. وبعد تقاعده من ويلينغتون، قدم الرائد ويلي محاضرات في جامعة بريستول حول الفن في الشرق الأوسط والفن الإسلامي. إن تنوع عمل بيتر ويلي واهتماماته تنعكس في عمله كمستشار للعلاقات بين الأديان في أبرشية سالسبري، وفي تحقيقاته بخصوص الإساءة إلى حقوق المرأة في تركيا ، وتأثير تجارة المخدرات في أفغانستان وهذا البحث قام به لصالح المؤسسة العالمية ضد العبودية. وكان أيضاً عضواً في الجمعية الملكية للشؤون الآسيوية وباحث في الجمعية الملكية للجغرافية.
إن معهد الدراسات الإسماعيلية يقدم كل تقديره لهذا الباحث والمستكشف المتميز الذي كرس جلَ حياته من أجل دراسة القلاع الإسماعيلية في القرون الوسطى، فمن خلال قيامه بذلك قدم مساهمة حقيقيةً في مجال الدراسات الإسماعيلية. إن العديد من أصدقائه في معهد الدراسات الإسماعيلية سيفتقدونه.
سيقام حفل تأبيني للرائد بيتر ويلي في الخريف في كلية ويلينغتون.
إحياءً لذكرى بيتر ويلي: مرجعية في مجال القلاع الإسماعيلية