هلال رمضان بين الرفض للحسابات الفلكية والتأكيد على عدم تعارض العلم مع الدين

لن
تثني قدرة العلم في هذا العصر على تحديد توقيت ظهور هلال رمضان بدقة
الصائمين عن رصد هلال الشهر الفضيل ، حيث لا يصدق البعض الا "عينيهم" فيما
يعتبر البعض الاخر ان انتظار الهلال جزء من الطقوس الرمضانية التي يحب ان
يعيشها.

يقول أيهم ( 16 عام ) " على الرغم من ضيق صبري أحب أن أعيش
الطقوس الدينية في رمضان بكامل تفاصيله ابتداء من تعلق نظري بالسماء لرؤية الهلال
وانتهاء بنفس المشهد لإعلان ابتداء العيد "


ورأت
شيماء ( طالبة جامعية ) أن الحديث الشريف واضح" كذب المنجمون ولو صدقوا "، فكيف أثق
بالفلك والحديث ينهي عن تصديقه "

فيما وجد أسامة ( كلية بحوث )" لا أجد تعارض بين العلم والدين
فجمعيات الفلك تستطيع تحديد بداية رمضان بدقة ورغبتي برؤية الهلال لايعني معارضتي
لأرقام الفلك حديث تكذيب المنجمين تعود للسحرة وليس للعلم "


وكانت جمعية هواة الفلك قد أعلنت أن 22 آب هو أول أيام شهر
رمضان وسيكون بداية رمضان موحدا لدى كافة الدول العربية
ماعدى ليبيا التي تعتمد على تاريخ ولادة الهلال وليس الرؤية بالعين ، لافتا أن
الهلال لن يرى بهذا العام نتيجة غروبه قبل بـ 5 دقائق من غروب الشمس .

مواجهة للحقيقة العلمية

وعلى الرغم من تأكيدات العديد من الجمعيات على إستحالة رؤية
القمر هذا العام لغروبه قبل غروب الشمس بقي الكثير يقف موقفا مواجها لهذه الحقيقة
العلمية ( بحسب مدير جميعة هواة الفلك ) ومستعدين لقضاء الليل بأكمله بانتظار رؤية
الهلال.

يؤكد باسل المر " حتى لو أكد هذا الأمر جمعيات العالم أجمع
سأبقى محدقا بالسماء لأتأكد بنفسي ، والأخطاء الكثيرة التي ارتكبها العلم تجعلنا
نشك حتى بالبيديهيات التي ينادي بها"


أما سارة فقالت " بالحقيقة أنا مقتنعة بأن القمر لن يظهر لكن
تعودنا انتظاره خاصة أنه يجمع العائلة نحو هدف واحد "



وبهذا
الصدد قال محمد العصيري مدير جمعية هواة الفلك بلقاء مع سيريانيوز " لكل دولة
معيارها في تحديد اليوم الأول من أيام الشهر الفضيل وسورية تعتمد رؤية الهلال التي
تعني النظر باتجاه الغرب بعد غياب الشمس لمدة تتراوح بين 15 ـ 25 دقيقة ، وعلى
الرغم من أن الهلال لن يرى بالعين المجردة ومع ذلك
ستقوم برصد هلال شهر رمضان يوم الخميس 20 آب "

وتابع العصيري " لاتعارض بين العلم والدين وما نطلبه هو ضبط
رؤية القمر بضوابط علمية حرصا على عدم الوقوع بالخطأ أسوة بإحدى الدول العربية في
العام الماضي حيث صامت دولة بأكملها بناء على إفادة أحدهم بأنه رأى الهلال لكنه
فعليا رأى كوكب الزهرة الامع ".


وبالإجابة حول كيفية تجنب الخطأ قال " يسأل المتصل على وزارة
الأوقاف والذي قال بأنه رأى الهلال أربعة أسئلة أولها بأي اتجاه رآى الهلال لأن
الهلال لايرى إلا من جهة الغرب ،ثانيها مدة رؤية الهلال لأن الهلال لايستمر أكثر من
5ـ 20 دقيقة، أما السؤال الثالث ما حجم الهلال الذي هو بحجم شعر الإنسان ، وأخيرا
مدى انارة الهلال خاصة أن إنارة القمر تكون خافتة وليست لامعة كالزهرة "


ومن جهته قال الشيخ محمد رمضان سعيد البوطي باتصال مع سيريانيوز
" إن الحسابات الفلكية معتمدة وفق مبادىء قرآنية " الشمس والقمر بحسبان " إلا أن
اثبات الشهر يكون بالرؤيا ( صومو لرؤيته وافطروا لرؤيته) ، وهذا لايعني أننا
لانعتمد على الحسابات الفلكية لأنها دقيقة وتعتمد "