«إلى علي الجندي الذي رحل قبل أن يوزع إرثه من الدنان والقصائد»
هي الحرائق تسوقنا إلى مطالع الرماد
والمدارات بوح آخر...
هو النزيف المنكسر يقترب منا جميعاً
كأس ويباس على الشفاه...
سقف لانعطافك إلى ممالك التيه
خلف قفار الأزل...
الراية انكسرت .. أو نكست عند التخوم، وأنت
تعدّ كرنفال نزفك الحميم...
من يبقيك هناك ولست بقادر على البقاء؟
من قبرك إلى كرمة تفيض بالترحال
واليباس...
العمر مهمازك إلى الحضور
وفيك يبتدىء حضور القصيدة
والنفور إلى البحر
الصحراء والبحر قصيدتان ممهورتان بصهيل التمرد
لست رماداً... وليسوا حضوراً
نارك لا تنطفىء
ومداراتك مشتعلة بصخب الغانيات
خمرة ناضجة
وحدهم يسرحون في اليباس...
بينما تحمل وجع البراري
وتبدأ الترحال إلى مهوى قرط أضعته في
زاوية البحر...
خمرة ناضجة
أيلول ...حيث يطيب الشراب
وحيث البشارة تصطفيك سيد الدنان
تترجل عن كتف الدّن... وتراقص وعول الشعر
غربة تراقص هذا الحياء... فتنفلت الطيور
تؤوب مثل «سنونوة للضياء الأخير»
ثمة من تعانقك بقهقهات الحب
وثمة من تبعد عنك وحشة الترجل عن
صهوة الصحراء...
خمرة ناضجة
وطرفة بن العبد ينتظرك هناك على
باب خمرة معتقة...
تستأنس بالبرق
وما بين الضياء وشرفة العالم ترتشفان
خمرتكما...
لا ثالث لكما إلا النجوم
وبقايا غانيات يرفلن بالعطر وبالقبلات
من عنيزة امرىء القيس توزعها على المضارب
والصعاليك..
خطا كتبت علينا ولا رجوع إلى الاشتهاء....
عبثية الغياب تبعثر فيك رفض المضيّ
إلى مستقر الأسى...
إلى عشيقات كن بالأمن سرباً
من الانعتاق...
عشيات عنيزة رعاة ساهون عن ثغاء العشب
علي الجندي!
أراك بحاراً عتيقاً
توغل في الأعماق
والمرافىء موحشة
ولا مناديل تلوح