بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم
ياعلــــــــــــي مــــــــــــــدد
أخي الكريم FOX في البداية أود التوضيح لا أريد فهم كلامي على أنه مزايدة لا سمح الله
كنت قد سألت في مداخلتك الأخيره الأخ المحب لله
- اقتباس :
- هل ترى من العدل بمكان تطبيق شريعة دين معين على أفراد لا ينتمون لهذا الدين ؟ فهل ترى من العدل في الدول القومية الحالية المتعددة المذاهب و الطوائف أن تنتخب تشريع فئة معينة لتطبقه على البقية ؟ و هل ترضى أنت أن يطبق عليك تشريع دين آخر أو مذهب آخر غير دينك و مذهبك ؟
أم أنه يفضل التوصل الى قانون مدني علماني يتفق عليه الجميع و بكون مظلة توحد الجميع تحت سلطة الدولة و القانون )
الدين الإسلامي أقر بالحقوق والحريات وكفلها بالحماية وجعلها حقا مشروعاً لجميع قاطني الديار الإسلامية مسلمين وغيرهم وهذه الحقوق والحريات ما هي إلا مبادئ أساسية في الإسلام وجزء من العقيدة ومن ثم فهي ليست منحة من حاكم أو غيره بل هي فضل من الله سبحانه وتعالى
حتى لو كانت هذه الأقليات دينية أو أقليات عرقية قامت الشريعة الإسلامية بكل ما بوسعها للقضاء على هكذا تقسيم
لذلك لم تكن هناك تفرقه بسبب لون أو عرق أو لغة أو دين، فالجميع في الحقوق والالتزامات سواء إلا ما جاء به بنص صريح في القرآن أو عن الرسول عليه الصلاة والسلام مثل الأمور المتعلقة بالعبادات كالصلاة والزكاة والميراث.. وغيرها
أما القوانين المدنية والجنائية وغيرها، فيجري عليهم فيها ما يجري على المسلمين، تسوية بين أهل البلد الواحد. والحكم هنا يدور مع الأكثرية، كما تقضي بذلك مبادئ الديمقراطية، بشرط أن لا تجور الأكثرية على حقوق الأقلية.
ومما يلحق بالقوانين الدِّينية: القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية من الزواج والطلاق والمواريث وغيرها، فهذه تعامل معاملة الأمور الدِّينية الخالصة، ونترك لهم حرية تنظيمها وتقنينها بما يتناسب وعقائدهم. وقد أمرنا أن نتركهم وما يدينون
وخصوصا أن المسيحية لا تحتوي على تشريعات ملزمة لهم، ويستوي عندهم أن يكون القانون الذي يحكمهم قانون نابليون أو قانون محمد.
وبهذا يأخذ غير المسلمين أحكام الشريعة على أنها قانون عادي، ويأخذها المسلمون على أنها تنفيذ لشرع الله، وامتثال لأمر الله
كما أن بعض القوانين الجنائية المفروضة على المسلمين، لا تفرض على غيرهم، مثل عقوبة شرب الخمر، لأنها غير محرمة في دينهم ويوجد خلاف في تطبيق بعض الحدود على غير المسلمين
أما بالنسبة للوظائف فهناك مستويات للوظائف
وظائف لها طابع ديني : لا يفكر المسيحي ولا اليهودي أن يكون له النصيب فيها مثل الوظائف المتعلقة بالأمور الدينية للدين الإسلامي مباشرة كخدمة المساجد والخطابة وغيرها
وظائف متعلقة بأركان الإسلام الأخرى كالزكاة والحج وغيرها والإسلام أجاز للأقليات العمل بهذه المجالات ويأخذ العامل أجرته منها وهذه قمة التسامح
وظائف تحتاج للتخصص بالشريعة : مثل القضاء وهنا لا بد أن يكون القاضي عالم بالقرآن والسنة وهذا صعب على غير المسلم وليس محرماً والإسلام لا يمانع من أن يكون بعض القضاة من غير المسلمين، إذا مَلَك من المؤهلات ما يمكِّنه من هذا
على أن يترك القضاء في الأحوال الشخصية للقضاة المسلمين، لأن هذه الأحوال متعلقة بالجانب الدِّيني مباشرة ولهذا يجب أن تكون لغير المسلمين فيها محاكمهم الخاصة
وهناك وظائف تحتاج إلى تخصص في الشريعة وفقهها مثل (القضاء) فلهذا اشترط الفقهاء فيما مضى أن يكون القاضي مسلماً إذْ لا بد له أن يكون عالماً بالقرآن والسنة عالماً بالفقه وأصوله وهذا مما يتعسر على غير المسلم وليس محرماً أو ممنوعاً
وقد يتغير الاجتهاد في عصرنا الذي أصبح فيه القضاء جماعياً وغدت فيه المحكمة تتكون من عدة قضاة، وهنا يمكن أن يقال: لا مانع من أن يكون بعض القضاة من غير المسلمين، إذا ملكوا من المؤهلات ما يمكنهم من ذلك
على أن يترك القضاء في الأحوال الشخصية للقضاة المسلمين لأن هذه الأحوال لصيقة بالجانب الدِّيني، ولهذا يجب أن تكون لغير المسلمين فيها محاكمهم الخاصة.
أما لو سألتني أخي FOX وعلى سبيل المثال رئاسة الدولة وهل تحرم منها الأقلية؟؟؟
فبرأيي أن الدولة في الإسلام دولة عقائدية لها رسالة وهذه الرسالة موصولة بالدين غير منفصلة عنه ومن أول مسؤولياتها التمكين لدين الله والذود عنه ورئاسة الدولة في الإسلام لها اختصاصات ذات علاقة بالشأن الدِّيني فهو المسؤول الأول عن حمل الإسلام: عقيدة وشريعة، عبادة ومعاملة، دعوة ودولة، قرآنا وسلطانا، دينا ودنيا. كما قال الله تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزّجنساةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِِ [الحج:41]، فجعل أول أعمال الممكنين في الأرض: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وهذا شأن المسلمين.
كما أنه لا مانع من أن يكون أحد نائبي الرئيس أو نوابه من غير المسلمين، وخصوصا إذا كانت الأقلية غير المسلمة كبيرة
وما عدا هذا المنصب الحساس، فالمجال مفتوح لغير المسلمين في كل ما يحصلون شروطه، ويمتلكون مؤهلاته. ومن ذلك منصب (الوزارة). وهناك بعض الوزارات حساسة ولها اعتبارات معيَّنة مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية
وبغض النظر أخي FOX إن معظم حكام بلدان العالم الإسلامي بينهم وبين شرع الله مسافات شاسعة
فكما قلت في مداخلتي الأولى المشكلة ليست بالدين بل بالقائمين على تطبيق الدين فأصحاب المذهب الواحد مختلفون على ألف قضيه وقضيه فما بالك بالمذاهب أو الأديان المختلفه
كما سألتني أخي العزيز FOX
- اقتباس :
- السيد عاشق الشميمس : أنت تطالب بتطبيق تشريع الأديان كما هو .... حسنا ... تخيل معي أن تفرض الجزية حاليا على غير المسلمين !!!!! على مبدأ ( اما التحول الى الاسلام أو دفع الجزية أو القتل ) فهل ترى من المناسب أن يشعر غير المسلم بأنه مواطن من الدرجة الثانية في وطن آبائه و أجداده
أو تخيل معي لو أن محاكم التفتيش الكنسية التي اشتهرت في اسبانيا بعد أفول شمس الحضارة العربية عنها قائمة حتى الآن , فاما التحول الى الدين المسيحي أو التعرض إلى تعذيب وحشي لم يشهد له التاريخ مثيلا
وهل ترضى أن يتساوى بعقوبة قطع اليد من زلت به السبل مرة واحدة في حياته فسرق , مع من يمتهن الفساد و الرشاوى و الاختلاس و نهب الملايين ؟
جوابي على سؤالك الأول : أنت قلت تخيل والجزيه لم تفرض على غير المسلمين لأن هذا مخالفاً للدين الإسلامي
جوابي على سؤالك الثاني: محاكم التفتيش هي ضد الشريعة السماوية وممكن أن تحدث في زمننا الحالي محاكم تفتيش صهيونيه أو محاكم تفتيش مسيحيه أو إسلاميه على سبيل المثال
جوابي على سؤالك الثالث : بغض النظر أخي FOX عن رأيي في حد قطع اليد فهي لا تقطع من المرة الأولى ولا تقطع فيما لو سرق رغيف خبز لأنه تضور جوعاً تقطع لو امتهن الفساد والرشاوى والاختلاس ونهب الملاين ولو أن هناك الملايين ممن لم يحاسبوا فهذا أيضاً مخالفاً للشريعة وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها
فالدول العلمانية ( الصين , أوروبا و أميركا ) التي تتربع حالياً على عرش الحضارة الإنسانية لم تتربع على هذا العرش بالتسامح التي تملكه وكلنا نعرف كيف استطاعت إعتلاء هذا العرش بالعنجهيه والطغيان من طرفها ونحن بادلناهم بالذل والخنوع ( التسامح ) ولو أنها كانت بالفعل متربعه على عرش الحضاره الإنسانيه لما زعزت الأمن بمعظم بلدان العالم من أجل النفط و وقضت على الملايين من البشر فقط لأنها جعلت بلدانهم مكبات للنفايات النوويه وللتجارب النووية
شكراً للأخ FOX للإصغاء على هذه المداخلة الطويلة ولجميع الأعضاء لكن يجب توضيح أمر :
أنا لم أكتب هذا الكلام لكي أبرهن لكم مدى تسامح المسلمين فبالتأكيد كلنا على دراية مطلقه بهذا الأمر وليس هذا موضوعنا لكن ما أود قوله الدين الإسلامي دين تسامح (((
لكنني لست مع التسامح المفرط))) فنحن نعمل على قول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي }
صدق الله العظيم
(البقرة:256)
فلا نجبر المرأه على أن تلبس الحجاب كما يجبروها في فرنسا وبلجيكا على نزع الحجاب ولا نمنع الخمر عن من لم تحرم عقيدته عليه شرب الخمر ولا نستهزء بمعتقدات الأديان الأخرى حتى المشركين كما أنني لست مع فرض ديناً واحداً في البلد إسلاماً كان أو مسيحية أو يهودية أو غيرها لكننا يجب علينا أن نتمسك بما لدينا لأن هناك الكثير من الدول والمنظمات ينتظرون الفرصة السانحة للقضاء على ما بقي لدينا من تراث إسلامي المهم هنا هو توافر الثقة بين الجميع، فإذا توافرت، وشاع جو الأخوة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد انحلت كل المشكلات ولا أرى قانون مدني علماني يتفق عليه الجميع و يكون مظلة توحد الجميع تحت سلطة الدولة و القانون أحق من الإسلام وقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
((( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذجنسرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))) صدق الله العظيم
اية(13) سورة الحجرات
عذراً عذراً عذراً على الإطالة لكن سرحت
تقبلوا مروري