علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: الـرمـزيـــــة فـــي الأدب السبت أكتوبر 03, 2009 11:30 pm | |
| الـرمـزيـــــة
فـــي الأدب تعتبر الأفكار التي يحاول الأديب أو الفنان إيصالها إلى الناس من أهم ما يهدف إليه الأدب أو الفن، ولئن اعتُبرتْ القصيدة من وجهة نظر «ايليوت» مجرد رشوة لتفكير القارئ بغية إبقائه هادئاً ريثما يؤثر فيه الشعر ، فإنه من الممكن أن تكون الأفكار متنكرة بقناعٍ من العلم اللغوي بغية إبعاد لغة الشعر عن الوظائف الإرشادية التمثيلية للغة وهذا ما اصطلح على تسميته بالرمزية ، فالرمزية بمعناها الواسع ما هي إلاّ تلك الفعالية الأساسية من فعاليات العقل البشري إذ إنها تملك القدرة على ممارسة تجربة يصعب الإفصاح عنها بشكل محسوس قابل للفهم نوعاً ما، وقد حلل « أرنست كاسيرر » عمل هذه القوة الرمزية تحليلاً مفصلاً إذ نظر إليها على أنها ملكة إنسانية عامة مركزية ونموذجية تقوم بجزء من عملها على الأسطورة ، الدين ، اللغة ، الفن ، العلم ، فتبدع الواقع الإنساني بإعطائه شكلاً رمزياً وقد يبدو هذا الأمر واضحاً من الناحية الفنية ، لكن الواقع مختلف تماماً ، إذ إنّ الفن لا يقلّد العالم الخارجي بل يعبّر عن مشاعر الفنان، ولم يُنظر للرمزية على أنها مصطلح أدبي واضح المعاني على الرغم من أنها غطّت جملة من الميول التي أثّرت في الشعر والفكر منذ منتصف القرن الماضي . وبما أن أداة الأدب هي اللفظ واللفظ لا يصح إلاّ باستعمال الكلمات التي تشرح كل شيء بشكلٍ رمزي أو بصورة مباشرة فمن هنا كان الاختلاف بين الأدب وبقيّة الفنون كالرسم والنحت والموسيقى إذ لا تحتاج هذه الألوان إلى الكلمات بل إنّ الوسيلة المستعملة في هذه الفنون ما هي إلاّ العلامات المرئية والأصوات وهكذا فإنّ الأدب يستخدم أداة هي في ذاتها نتاج فعالية تشكيلية ترميزية ، فالأدب شكل رمزي فقط بالمعنى الثانوي لأنه يستخدم نسقاً من الأشكال الرمزية الجاهزة ، وهو النسق الذي ندعوه اللغة. ومهما كان الرأي في هذا المجال سواء اتفقنا أم اختلفنا فإنّ الكلمات تكون إشارات وتمثيلات حين تجد نفسها بين يدي الأدب وحين يطبق الأدب يديه عليها ، فالكلمات إشارات لكنها تستعمل في الأدب كشيء يعني أكثر من الإشارة فالأدب يستغل خصائص أخرى للكلمات إضافة إلى خصائصها العادية ، كمثل قدرتها على الانتظام في جمل إيقاعية ، لذلك فإن الأدب في جوهره محاكاة بقدر ما الموسيقى والرسم بعيدان عن ذلك . وبالعودة إلى ما ذكرناه من أن الأدب يستعمل الكلمات ، وأن الكلمات من الممكن أن تتبدل مدلولاتها وفقاً لما يراه الأديب فمن الممكن أيضاً أن يربط(الأديب) تلك الكلمات بطرق غريبة تماماً عن طبيعة تلك الكلمات وعلى هذا فمن الممكن أن يكون الفم أعمى وأن تتكلم العيون وأن تمد الأذن أصابعها لاستراق السمع وما إلى ذلك من مدلولاتٍ قد تعطينا إشاراتٍ معينة لما يجول في ذهن الشاعر أو الأديب ..! | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الـرمـزيـــــة فـــي الأدب الأحد أكتوبر 04, 2009 4:01 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي توفيق أشكرك على هذه المساهمة الجميلة | |
|