أشكر جميع الأخوة الذين أتحفوني بمشاركاتهم اللطيفة والمعبرة
وأتابع بقي آية واحدة وجب التذكير بها وهي :
بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فكرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12
وقد أتى في الآية الشريفة وصفان كثيراً من الظن
وتبعها إن بعض الظن إثم
وهذه ( بعض ) لا تعني الكثرة هنا ولا تفيد في الخطأ بل تحذر من أن الخطأ واقع لظن ليس مقرون بعلم أو معرفة أو تبصر وتفكر
وهذا إنما يحاكي العقل البشري للمؤمن لأن المؤمن يأخذ الأمور تسليماً لا نقاشاً واستجابة لا تململ
لذلك وجب تنبيه المؤمن من حيث نقطة قوته الإيمانية أن الأمور العقائدية والتشريعية واجبة التفكر والتمحيص والبحث والتأكد من مصداقيتها حتى لو كانت قريبة من الصواب بدرجة كبيرة
فلا يجب على المؤمن الوقوع في فخ الخطيئة من أي جانب من جوانب المعرفة والحياة
وهذه الدلالة هي تقوية للقوة التي يملكها المؤمن المتبصر العاقل وليس نقطة ضعف وليست نقطة مهانة أو تجريح له
وحيث أن بعض المفكرين الاسلاميين لم يستطيعوا أن يخرجوا بأفكارهم من دائرة الشك والضياع الفكري
نتيجة غياب الدعم الإلهي لهم ومعرفة نور الوجود معرفة صافية خالية من الأحقاد الطائفية والمذهبية من حيث الإيمان والتثبت عليه
فقد وقوعوا في الفخ الذي حذر منه الخالق عز وجل وراحوا يكيلون التهم لهذا المؤمن وذاك المتعبد
وذلك نتيجة حتمية لسوء ظنهم وإثمهم الذي يحملونه على عاتقهم ويسيرون به كما قال عز وجل في محكم التنزيل :
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
وهذا المثال يفيد في توضيح كمية العلوم التي يحملها المخلوق الموصوف ولا يستطيع الإفادة منها أو التعلم منها
وقد قال رسول الله محمد ( ص ) : تالله سوف تحذون حذو الأقوام التي سبقتكم حذو القز بالقز حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه .
وهذا الحديث مريع من حيث الوصف حيث أن أتباع الشريعة الاسلامية سوف يقومون بالتصرف الخاطئ والظن السيء والفعل المشين كما فعل القوم السابقون وبنفس التهمة والعقاب فلا يحسبن أحد أنه ناج بنفسه حتى يلاقي ربه وعندما يعلم كل منهم أي منقلب سوف ينقلبون
والحمد لله رب العالمين