اعلم أنه ينبغي لمن أراد أن يهيئ نفسه لقبول إلهام الملائكة أن يبتدئ أولا بإصلاح أخلاقه الرديئة التي نشأ عليها منذ الصبا، ثم يسير السيرة العادلة في متصرفاته كلها كما رسم له في الشريعة المطهرة سلام الله على صاحبها، ثم ينظر في الأمور الحسية فيحكمها كما يجب، ثم ينظر في الأمور العقلية فيحكمها كما يجب ليحل بها عن ضميره الآراء الفاسدة التي اعتقدها قبل البحث عن حقائق الأشياء، فعند ذلك تصبح نفسه متهيئة لقبول إلهام الملائكة. وكلما زاد في المعارف استبصارا، صارت نفسه لقبول إلهام الملائكة أسهل طبعا، ولطاعة العقل أشد تشبها،