فإنه وفي المنطق يقولون أن ماهية العلم هو حضور صورة الشيءأو صورة المعلوم في العقل , وبهذا التعريف لحقيقة العلم نخلص إلى حقيقة هي أن العلم والمعلوم والعالم ثلاثة أشياء , وإذا أردنا ان نقسم العلم من جانب آخر فنقول أن العلم قسمان حصولي وحضوري بمعنى أن العلم الحصولي هو العلم الذي يكون فيه العلم والعالم والمعلوم ثلاثة ذوات مفترقات متباينات , وفي الجانب الآخر من التقسيم فان العلم الحضوري هو اتحاد العالم والمعلوم والعلم في ذات واحدة بوهذا نخلص إلى نقطة مهمة وهي أننا عندما نذكر اسم شئ من الاشياء فإنه تحضر لنا صورة هذا الشيء في العقل وليس ذاته بمعنى أنه يحصل علم بوجود هذا الشيء
مثل أن نقول قلم في هذه الحالة يحصل عندنا تصور للقلم وهذا التصور مباين لذات القلم التي قد تكون بعيدة عنا .
ومنه نخلص إلى أن الأسماء الإلهية ليست الذات الإلهية وأن الذات الإلهية لا يمكن أن تعبر عنها الاسماء أو الرموز او الإشارات وكما يقولون ان العنقاء ليست تصتاد فخذ فخك وارحل .
وكما قال مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه " العجز عن إدراكه إدراك " ومن هذا نخلص أن الذات الإلهية غيب مطلق لا يمكن أن توصف أو يعبر عنها إسم أو رسم أو رمز ولا يمكن بأي شكل من الاشكال التعريف عنها فالعجز عن إدراكه إدراك .
وفي سورة الإخلاص مثال جلي وواضح على ذلك ولذا فهي ثلث القرآن .
ففي سورة الإخلاص يتدرج التعريف عن الذات الإلهية بثلا ثة مراحل :
المرحلة الأولى : بسم الله الرحمن الرحيم ( قل هو الله أحد الله الصمد ) وهي مرحلة التوحيد
المرحلة الثانية : ( لم يلد ولم يولد ) وهي مرحلة التنزيه تنزيه الذات الإلهية عن أي صفة تشبه المخلوقين
المرحلة الثالثة : ( ولم يكن له كفوا أحد ) أي انه ليس شبيه ورفع لأي معرفة أو إحاطة به لأنه لايوجد في معرفتنا كفوا له أو مشابه لا باسم ولا برسم ولا بحد وبشبه غيب مطلق لا ترقة إليه الأفهام ولا الظنون
إذا ففي هذه الحالة فا لأسماء ليست الذات الإليهة وإلا لكان حصل لنا المعرفة بالذات الإليهة التي هي غيب مطلق
وبما أنه لايوجد في عالم الوجود إلا حالتين هي إما خالق أو مخلوق فإننا نخلص إلى أن الذات الإلهية خالقة أو بمعنى أصح مبدعة لأسمائها وهذه الأسماء مخلوقة مربوبة لها ولاية تكوينية وتشريعية على الخلق كما اشار إلى ذلك السيد الخميني قدس سره في كتابه شرح دعاء السحر
وبهذا المعنى فإن ائمة أهل البيت عليهم السلام ليسوا الذات الإليهة ولكن هم الآسماء الإليهة الاسماء المخلوقة المربوبة
وللموضوع بقية ومن له تعقيب لإثراء الموضوع فليتفضل