حميد الدين الكرماني –الفكر الإسماعيلي في عصر الحاآم

يهدف بول إي. ووآر في آتابة هذا الكتاب أن يقدم للقراء الإنكليز الداعي الإسماعيلي الكبير 1 حميد الدين
1) والذي آان عالماً وآاتباً في زمن الإمام- الخليفة الفاطمي الحاآم بأمر الله - 1020 / الكرماني ( توفي بعد 411
1021/411 ). يضم الكتاب مقدمة موجزة ومفيدة وستة فصول وأربع ملحقات. يتوجب قراءة -996/386)
الكتاب بهذا التسلسل لأن آل جزء يعتمد على الجزء السابق. ينطبق هذا بشكل خاص على القارئ الغير مختص
والذي يتعرف على شخصية الكرماني للمرة الأولى في هذا الكتاب.
يشكل آتاب ووآر مساهمة فائقة الأهمية في دراسة المفكرين الإسماعيليين في التاريخ. يفترض المؤلف في هذا
الكتاب جهل القارئ بالكرماني. يعتمد الكاتب بشكل رئيسي على أعمال الكرماني نفسه آمرجعية له في هذا
الكتاب نتيجة لضآلة الكتب التي نشرت عنه إلا أنه يشير للكاتب دو سميت آمرجعية للعديد من التفاصيل التي
تدعم آتابه 2. إن آتاب ووآر شامل وآامل ويلبي حاجة المتخصص بكونه متعمقاً ونقدياً آما أنه سهل المنال
. للقارئ الغير مختص الذي ربما ليس لديه معرفة مسبقة عن عمل الكرماني 3
من هو الكرماني؟
صَّور بعض المؤرخين الفترة الفاطمية ’آعصر ذهبي’ للإسماعيلية 4 ووفقاً لدفتري آان الكرماني "... ربما أآثر
المؤلفين وعلماء اللاهوت الإسماعيليين معرفةً وموهبة في الفترة الفاطمية" 5. مُنح الكرماني اللقب الفخري حجة
العراقين وتعني "رئيس الدعاة لكلا العراقين". يدل هذا ضمناً على أن الجزيرة أو المقاطعة التي نشط فيها
. اشتملت على العراق وأجزاء من إيران معروفة "بالعراق العجمي" 6
قد يكون من المفيد هنا شرح معنى آلمة داعي. لقد وضحَ البروفسور عظيم نانجي والدآتور عزيز إسماعيل ذلك
ببلاغة آما يلي:
"لم يكن مُتوقعاً من الداعي المثالي أن يقود حياة مثالية بشكل أخلاقي يُقتدى بها وحسب وإنما أن يكون في
حوزته أيضاً معرفة آبيرة بالعلوم الفكرية الأرفع في عصره. يتمتع الداعي بالمنطق والبلاغة ومعرفة بالقانون
بالإضافة لمعرفته بالدبلوماسية والعلاقات العامة والتي تُشكل آلها شخصية الداعي. ينطلق الداعي مُؤَهَّلاً بعلمه
وخبرته لدعوة الناس للولاء للإمام الحق آما ويرعى الراحة والرخاء الروحي والأخلاقي والإجتماعي لأتباع
الإمام. لم يكن مطلوباً من الدعاة تأسيس الدولة الإسماعيلية وحسب وإنما ربط وإرساء الأهداف الأخلاقية
. والعقائدية الأساسية التي آانت الدولة معنية بخدمتها أيض

نورد هنا تعريف دفتري لمصطلحات الدعوة والحجة لأنها قد تكون مفيدة للقارئ 8
"[آانت الدعوة] رسالة أو دعاية بالمعنى السياسي- الديني. الدعوة هي دعوة أو نداء الناس لتبني قضية فرد أو عائلة
تَدعي الحق في الإمامة آما ويشير المصطلح للتسلسل الهرمي للمراتب والتي تدعى أحياناً بالحدود داخل الهرمية
الدينية الخاصة التي طُورت من أجل هذا الغرض والتي أشير إليها ببساطة بالدعوة أو بشكل أآثر رسمية بالدعوة
الهادية"
"الحجة: رتبة عالية في تسلسل الدعوة عند الإسماعيليين الفاطميين. آان هناك اثنا عشر حجة، آل واحد مسؤول عن
منطقة دعوة منفصلة تسمى جزيرة."
آان الكرماني أحد الدعاة الإيرانيين الشرقيين الأوائل الذين عاشوا في العاصمة الفاطمية القاهرة والذين قدموا
بناءً على دعوة الإمام. واجه الكرماني في القاهرة تحدياً آبيراً في معالجة قضايا تفسير الدين خلال الدعوة.
وتصدى للدفاع عن الإمام الحاآم. أوقف الإمام مجالس الحكمة 9 مؤقتاً بسبب قلقه من التعاليم التي آان يقدمها
بعض الدعاة. وقد وصف الكرماني المناخ في القاهرة عقب وصوله هناك آالتالي:
"لما وَرَدْتُ الحضرة النبوية مهاجراً... ورأيت السماء قد أظلت بسحاب عميم، والناس تحت ابتلاء عظيم، والعهد في
. الرسوم السالفة قد نقض، وعن أولياء الدين لما آسبت أيديهم قد أعرض" 10
أعمال الكرماني
آان الكرماني مثقفاً بشكل جيد وآان على معرفة بلغاتٍ أُخرى غير العربية مما مكنه من الوصول لمجموعة
واسعة من المراجع إلا أنه اعتبر الإمام مرجعية مطلقة له. آان على رأس الدعوة واعتبره العديد من الدعاة
المعاصرين مرجعية يلجؤون إليها لتوضيح قضايا معينة.
بالرغم من أنه آتب العديد من الكتب عن الفلسفة والدين وبرغم المساهمات التي قدمها للفكر الإسماعيلي إلا أنه
ليس لدينا سوى القليل من المعلومات عنه. من العوامل التي تجعل من الصعب بمكان إيجاد الترتيب الزمني
لأعمال الكرماني هي أنه غالباً ما ربط أعماله وأسندها لبعضها البعض 11 . يشير هذا إلى أن الكرماني ربما قام
بمراجعة آتبه بعد فترة من آتابتها مما أتاح له ربطها بأعمال لاحقة. لكن من الأسهل نوعاً ما أن نضع ترتيباً
زمنياً لأعماله اللاحقة. يورد ووآر في ملحقه تقييماً لأعمال الكرماني يهدف إلى دعم نظريته عن الترتيب الزمني
. ومصداقية أعمال الكرماني 12
آتب الكرماني بكثرة وتعامل مع مجموعة واسعة من القضايا النقدية. احترمه الأفراد الآخرون في الدعوة بشكل
آبير وآذلك ائتمنه إمام الزمان ليعالج قضايا حساسة ضمن الدعوة.
يصف ووآر الزمنَ الذي عمل فيه الكرماني "بزمن تميز بالحماس الكبير للفهم الإسماعيلي للإسلام وللدعوة التي
عملت على نشره". قدم الكرماني مساهمة هامة لكل من الثقافة الإسلامية و عمل الدعوة. يكتب ووآر:
"آان الكرماني مدافعاً موهوباً فكرياً وفعّالاً في دفاعه عن الإمام الحاآم. لم يُقَصّر أبداً في إقامته والدفاع عن إمامته. قابلت
. انجازات الكرماني الفكرية ومعرفته معاصريه من المفكرين بمن فيهم ابن سينا" 13
بالرغم من أن عدة أعمال للكرماني قد فُقدت إلا أننا نستطيع أن ندرجها وبثقة بين أعماله حيث أن الكرماني نفسه
وضع إسناداً مرجعياً لها في أعمال له لم تكن قد ضاعت.
إضافة إلى ذلك فإن المختصين الطيبيين آانوا قد جمعوا واحتفظوا بالعديد من الأعمال العربية القديمة. إضافة إلى
1468 ) والذي آان / الدليل الذي نستقيه من أعمال الكرماني الخاصة نفسه فقد قدم إدريس (المتوفي عام 872
رئيس الدعاة الطيبين قائمةً هامة جداً بأعمال الكرماني.
يذآر ووآر بناءً على هذا الدليل وعلى قائمة إدريس أن الكرماني آتب تسعة وعشرين آتاباً ورسالة. آتابه
الأعظم آان راحة العقل ويخصص ووآر فصلاً آاملاً لمناقشة هذا العمل لوحده. من إنجازاته الأخرى آتاب
الرياض ورسالة النظم وبعض الرسائل الأصغر بما يشمل الرسالة الحاوية والرسالة اللازمة.

يقول ووآر :
"يشكل هذا العمل (راحة العقل) في تلك الحقبة المتميزة بالمساهمات العميقة والخلاقة بالفكر الإسلامي ذروة الإبداع
. الفكري وقمة الإنجازات الإسماعيلية" 14
أسطورة الكرماني
يجب أن يُعرف الكرماني لسببين هامين، الأول بينهما مساهماته في الدعوة:
"... لم يدن من منزلة الكرماني ولو من بُعد أي أحد في الإنجازات الفكرية والعلمية في تلك الفترة. يمكن بكل تأآيد
. اعتباره الناطق الرسمي للدعوة وبأن أعماله تعد من أفضل ما حققته الدعوة" 15
بالإضافة لذلك "فإن الإسماعيليون لاحقاً يميلون إلى تصنيف تلك المرحلة بشكل رئيسي من خلال أعمال
. ومساهمات الكرماني " 16
ثانياً: لابد أيضاً أن يُنظر له آعالم على قدم المساواة مع معاصريه آابن سينا 17 . لقد أحكم الكرماني علوم زمانه
بما يشمل الفلسفة والعلوم الحيوية وعلم اللاهوت وآان قادراً على أن يترجم هذه العلوم بشكل يمكن أن يستخدم في
عمل الدعوة لصالح آل من العلماء وأفراد الجماعة. آما رأينا فقد آتب الكرماني آتباً وأبحاثاً عديدة في مواضيع
مختلفة ولجمهور واسع.
بنية الكتاب
في الفصل الإفتتاحي يصور ووآر مشهد وصول الكرماني إلى القاهرة بدعوة وجهت له من الإمام الحاآم بأمر
الله. حيث يناقش القضايا الرئيسية التي اهتم بها الإمام والوضعَ الذي انتظر الكرماني في العاصمة. ومن خلال
هذا الفصل يصبح القارئ مدرآاً لبعض التحديات التي واجهت الكرماني وأهمية عمله.
في الفصل الثاني من هذا الكتاب يناقش ووآر أعمال الكرماني وصعوبة التحقق من مصداقيتها وترتيبها الزمني.
يضع ووآر أيضاً أعمال الكرماني في سياقها التاريخي، مقدماً توضيحاً لماذا آتبت هذه الأعمال ولأجل من.
يناقش ووآر في الفصل الثالث البنية أوالتسلسل الهرمي للدعوة وينظر إلى الكرماني آفرد منها. ماذا آانت
العلاقة بين مختلف الدعاة وما هو الدور الذي لعبه آل منهم؟ يهدف ووآر أيضا للتعريف بمصادر الكرماني وإلى
. أي حد آانت فلسفته مختلفة عن أو مشابهة لفلسفة الدعاة الآخرين مثل السجستاني 18
الفصل الرابع مخصص لمناقشة مفصلة عن عقيدة الكرماني المتمثّلة "بالعبادتين" حيث يرى أن الإيمان الحقيقي
متجسد بكل من العمل الصالح والمعرفة 19 . هنا يَطرح السؤال الجوهري "ما هو الإيمان؟" نفسه مرة أخرى
وآونه أحد الأسئلة الفلسفية واللاهوتية الرئيسية على مر التاريخ فإنه من المشجع أن ووآر قد آرّس وقتاً ليوضّح
للقارئ عقيدة الكرماني بطريقة مفصلة وواضحة بنفس الوقت.
يكمن مبدأ التوحيد في لب الدعوة وهو مبدأ جوهري في الإسلام، وبالنسبة للكرماني يجب أن يُبنى الإيمان على
فهم صحيح لهذا المبدأ. يوجد عدة مبادئ أخرى أو حقائق أساسية يجب أن تُدْرَك آأساس للدين ويجب أن ترتبط
هذه المعرفة، آما ناقشنا في الفصل الرابع، بأعمال متعلقة بالإيمان أو مآثر جيدة. خصص ووآر الفصل الخامس
لمناقشة هذا المبدأ.
في الفصل الأخير ينظر ووآر إلى عمل الكرماني الرئيسي راحة العقل 20 الذي أنهى آتابته قرابة انتهاء حياته
المهنية. يهدف الكرماني في هذا العمل الرئيسي "...ليؤمن دليلاً آاملاً يمكن القارئ من أن يدرك وربما ليفهم
تماماً آيف يحصل على جنة العقل تلك" 21 . يقال أن آتاب راحة العقل هو "... المحاولة الأبكر لشرحٍ آاملٍ ومنظّم
. للفلسفة الإسماعيلية

الأفكار و العقائد
ربما يسأل المرء هنا ما هي فائدة أفكار الكرماني للقارئ المعاصر؟ العديد من القضايا التي عالجها الكرماني
دائمة الأهمية وتلقى اهتمام أي شخص مهتم بالفلسفة الإسلامية أو علم اللاهوت و بشكل خاص فيما يتعلق بأسئلة
الإيمان والسلطة الدينية وعلوم ماوراء الطبيعة.
أول هذه القضايا هو مبدأ "العبادتين". يقول الكرماني أن الإيمان الحقيقي وفقاً للعقيدة الإسماعيلية هو مزيج من
العلم والعمل. يجب أن يكون هناك توازن بين الظاهر والباطن فيما يتعلق بالطقوس الظاهرية للشريعة أو القانون
الإسلامي والعلم أو المعرفة الباطنية لله. لا يمكن أن يتجسد الإيمان بالعمل أو الطقوس لوحدها بل يجب أن
يتضمن السمة الفكرية أيضاً. ممارسة الطقوس والتزام الشريعة يجب أن تُكَمّل من خلال فهم تلك القوانين
. والطقوس 23
الموضوع الثاني الذي يكتب حوله الكرماني مطولاً والذي يناسب القارئ الإسماعيلي المعاصر هو دور الإمام
الحاضر. يقول الكرماني أن المؤمنين مجبرون أن يعرفوا ويفهموا الله. معرفة الله يجب أن تشكل جزءاً من
الإيمان الديني الحقيقي.
يستوجب هذا الطرح السؤال التالي: هل جميع المؤمنين قادرين فكرياً على فهم الله و إدراك مصادر مثل القرآن
والنصوص الفلسفية واللاهوتية المتنوعة؟ ألا يجعل هذا من الإيمان - والذي هو حاجة لكل فرد- محصوراً
بالمفكرين فقط؟ إذا آان هذا صحيحاً ربما وجدنا أن على الكرماني أن يعيد تعريف الإيمان على أسس موضوعية
. محضة تضع جميع المؤمنين في منزلة ليعرفوا الله فالدين ليس امتيازًا للمتعلمين وحدهم 24
بدلاً عن ذلك فإن هذا يشكل أساس فكرة الكرماني عن أن الإمام الحي ضروري آمفسر وصائن للرسالة المقدسة
التي أوحي بها إلى النبي محمد. عمل الداعي مباشرة بتوجيه من الإمام في توضيح هذه الرسالة والمبادئ التي
تحتويها إلى المؤمنين بصيغة فكرية خالصة لكنها سهلة الفهم. وإلا إذا آيف تنتقل المعرفة من الله العليم للمؤمنين
به والذين لا يستطيعون معرفته وفهمه مباشرة والذين يُحتم عليهم واجبهم الديني أن يفهموا هذه المبادئ الأساسية
في العقيدة؟
يشرح ووآر فلسفة الكرماني آخذاً بعين الإعتبار الحاجة لإمام حي:
"في غياب أي من الرسول الأخير أو المسيح المنتظر يُطالِب العقل بوصول الروح الإنسانية للمعرفة التي تحتاجها للإنعتاق
والوصول للكمال النهائي. إذا لم تستطع الروح سلوك طريقها الخاص للوصول لله لأن تلك المعرفة غير متوفرة لها لكونها
بشر فإن من فضائل الله تعيين مُرشِد للروح. إن من نعم الله الحكيم أن يعين شخصاً في هذا العالم يستطيع الوصول له،
. يلهمه بالفيض ويجعله معلماً وهادياً للروح والتي سوف تصل الكمال" 25
من المهم عندما ننظر للكرماني الذي أضحى عالماً بجهده وعمله أن نضع بالحسبان أن عمله ارتبط بشكل وثيق
بالإمامة وبالإمام الحاآم بأمر الله. آان الكرماني يكتب بتكليف من الإمام غالباً لجمهور محدد أو ليعالج قضية
معينة. يشير ووآر بأن الكرماني لم يكن ببساطة "عالماً مستقلاً مُطلقاً العنان لميوله الشخصية للمعرفة لكنه
بالأحرى آان خادماً ملتزماً تجاه قضية هامة... لقد خدم غرضاً معيناً من أجل نفسه من جهة ومن جهة أخرى من
أجل الدعوة التي دعمها" 26 . آان يكتب لمنفعة الدعاة الآخرين ليعالج في بعض الأحيان قضايا عن تفسير العقيدة
والتي ظهرت بشكل خاص في الفترة الأخيرة من إمامة الإمام الحاآم. آان غرضه من هذه الكتابات أن يوضح
التفسير الصحيح للدين وهذا هو الشيء الذي آان قد أرّق الكرماني عميقاً. آان يكتب ليُذَآِّرَ المؤمن بالحاجة إلى
التوازن والإعتدال بين وجهي الدين الظاهري والباطني إذ آان من الواضح أن زيادة التأآيد على وجه دون الآخر
بات يشكل تهديداً. فقد آانت بعض آتاباته موجهة بشكل خاص لهؤلاء الذين استخدموا هذه النقطة وبدؤوا يصفون
الإسماعيليين "بالمتطرفين" متهمين إياهم برفض الشريعة وممارسة دين باطني مجرد.
فوق آل ذلك فقد آانت مهمة الكرماني، آفرد في الدعوة، أن يعلم الآخرين إذ آان يتصرف مباشرة تحت
توجيهات إمام الزمان. عمل مع معاصريه من الدعاة على تثقيف الجماعات حول قضايا عقلانية هامة. "بفضل
جهود [الكرماني] سادت درجة معقولة من الوحدة و استعيد تماسك الدعوة." 27 . يقول الداعي الطيبي إدريس عنه:
"أتى هو [الكرماني] آمطر غزير لمرعى الماشية بعد أن آان قاحلاً. بفضل شرحه تلاشى الظلام الدامس وبفضل علمه
. الواضح ونور الهداية أضحت رفعة الإمام جليةً" 28

يشكل هذا الكتاب مرجعاً رائعاً للقارئ الذي يبحث عن ملخص واضح للمناخ في القاهرة في زمن الإمام الحاآم
وعمل الدعوة بشكل عام والكرماني بشكل خاص. يتعامل الكرماني مع عدة قضايا لاتزال مناسبة للقارئ
الإسماعيلي المعاصر آما آانت في ذلك الوقت بما يشمل قضايا الدين و"العبادتين والحاجة لإمام حي والحاجة
إلى التوازن بين الوجه الظاهر والباطن في الحياة والحاجة إلى امتلاك فهم فكري لمبادئ أساسية في العقيدة.
دراسة ووآر عن الكرماني هي دراسة فائقة الأهمية لمعلمي التوجيه الديني ولأي شخص يرغب أن يفكر ملياً في
أسئلة عمومية آالتالية:
هل يستطيع البشر أن يعرفوا الله أبداً؟
ما هي طبيعة الإيمان؟
من هم الدعاة الفاطميون وما الدور الذي لعبه الكرماني بشكل خاص في عمل الدعوة؟
ما هي التحديات الخاصة التي واجهها الكرماني أثناء عمله في الدعوة؟
آيف عمل الكرماني ليوحد الدعوة؟
ما هي أهمية الكرماني في التاريخ الإسماعيلي؟
شابنام خان-علي
مديرة البرنامج. قسم التنسيق بين معهد الدراسات الإسماعيلية وهيئة الطريقة والثقافة الدينية.
معهد الدراسات الإسماعيلية
. الثالث من تموز لعام 200

1. تعني آلمة الداعي حرفيا الشخص الذي يدعو الآخرين وفي هذا السياق تعني"الشخص الذي يُعَلِّم أو يدعو إلى
دين الله".
2. انظر راحة العقل: الأفلاطونية الحديثة والمعرفة الروحية الإسماعيلية في أعمال حميد الدين الكرماني
(العاشر/الحادي عشر). دانيال دو سميت.
Daniel de Smet’s La Quiétude de L’intellect: Neoplatonisme et gnose ismaélienne
dans l’oeuvre de Hamîd ad Dîn al-Kirmânî (Xe/XIes), Louvaiu, 1995.
يقول ووآر عن دراسة دو سميت لراحة العقل للكرماني:"يشكل هذا الكتاب مساهمة عظيمة حقاً للفهم العلمي
. والأآاديمي للكرماني والذي استحق هذا الوصف لكن لم يصله". ووآر صفحة 12
3. يستخدم ووآر مباشرة مصطلحات مثل داعي ودعوة ومجالس الحكمة. لم يفترض معرفة القارئ بهذه
المصطلحات ولذلك فإنه يعرض شرحاً لهذه المصطلحات. عُرّفت هذه المصطلحات في هذه المقالة من أجل
القرّاء الغير مختصين لتساعدهم هذه التعريفات في قراءة الكتاب.
. 4. فرهاد دفتري، الإسماعيليون: تاريخهم وعقائدهم. آامبردج/ 1990 ، صفحة 144
Farhad Daftary, The Isma’ilis :Their History and Doctrines, Cambridge, 1990, p.
144.
. 5. المرجع نفسه صفحة 193
6. المرجع نفسه صفحة 193 . من الممكن أن هذا العنوان قد نُسب للكرماني في وقت لاحق حيث أنه لم يَرد له
ذآر في آتبه. فقير محمد هونزاي، مفهوم التوحيد عند حميد الدين الكرماني، رسالة دآتوراه، معهد الدراسات
الإسلامية، جامعة مكيل، 1986 . ذآر حميد حاجي هذا أيضاً في آتابه: داعي مميز تحت المظلة الفاطمية: حميد
. 1020 ) ورسائله، لندن، 1998 ، صفحة 10 / الدين الكرماني (توفي حوالي 411
، 7. "التاريخ الإسماعيلي"، الإسهامات الإسماعيلية في التراث الإسلامي. المحرر س. ح. نصر. طهران، 1977
. صفحة 232 و 233
A Esmail & A Nanji, “The Isma’ilis in History”, Isma’ili Contributions to Islamic
Culture, ed. S. H. Nasr, Tehran, 1977, pp. 232-3.
. 8. لشرح المفردات انظر دفتري الصفحات من 558 حتى 567
9. ووآر الصفحة 4 وما يليها. آان داعي الدعاة يتلو في مجالس الحكمة دروساً للمؤمنين. آانت تلك المجالس
تعقد أسبوعياً وآانت تجذب جمعاً غفيراً من الناس مما آان في بعض الأوقات يستلزم إقامة ثلاث مجالس في
الأسبوع الواحد. عُقدت هذه المجالس في دار الحكمة أو دار العلم.
. 10 . ووآر الصفحة 17
11 . آان الكرماني غالباً ما يشير لكتبه السابقة في آتاباته مما يجعل وضع تسلسل زمني لها أمراً في غاية
الصعوبة. آانت بعض الكتب تشير لبعضها البعض يمكن تفسير ذلك بأن الكرماني لجأ لإعادة آتابة أجزاء من
آتبه خلال مهنته بالتدريس في القاهرة مما مكنه من إضافة المراجع والأعمال الأخرى لدعم نقاط معينة في عمله.
من الفوائد بالغة الأهمية لذلك بأن ساعد ذلك في التحقق من مصداقية بعض هذه العناوين الخاصة لكتب الكرماني
حيث تعرفنا منه على باقي ما آتب.
12 . بناء على بعض المصادر فإن الكرماني قد توفي في القاهرة. إلا أن هذا يبدو غير دقيق حيث أن آتاب
الكرماني الأخير راحة العقل آان قد آُتب في العراق (آما يشير بشكل واضح ضمن النص) يعطينا هذا النص
1 أو ما بعد. - تاريخ وفاته في 1020
. 13 . ووآر الصفحة 3

. المرجع نفسه صفحة 46
. 15 . المرجع نفسه صفحة 12
. 16 . ووآر الصفحة 11
. 17 . المرجع نفسه صفحة 3
970 . آتب ووآر / 18 . أبو يعقوب السجستاني. تاريخ وفاته غير معروف بالرغم من أنه يُعتقد أنه توفي بعد 360
Abu . عملاً أعمق عن السجستاني بعنوان أبو يعقوب السجستاني: الداعي العبقري. إ. ب. تورس، 1996
اقترح البعض أن الكرماني .Ya`qub al-Sijistani: Intellectual Missionary, I.B. Tauris, 1996.
ربما آان قد درس على يد السجستاني لكن هذا غير مرجح حيث أن الكرماني آان أصغر من السجستاني بحوالي
50 سنة آما وجدت العديد من التناقضات الكبيرة في فلسفتهم. ب ووآر صفحة 27 ، ب هونزاي صفحة 9
. والموسوعة الإسلامية، المجلد الخامس، ج. ت. ب. دو بروجن/ 1986 ، الصفحات 166 و 167
. 19 . ووآر الصفحة 3
. 20 . يوجد العديد من الفروق الدقيقة في ترجمات هذا العنوان. لمناقشة هذه انظر ووآر، صفحة 104
. 21 . المرجع نفسه صفحة 105
. 22 . الموسوعة الإسلامية المجلد الخامس الصفحات 166 و 167
23 . ووآر الفصل الرابع.
24 . يقدم هذا طرحاً لسؤال فلسفي هام: هل بالغ الكرماني في التأآيد على السمات الفكرية أو الإدراآية للدين؟
ماذا عن مكونات الدين العاطفية أو الموضوعية؟ ربما يمكن القول بأن معرفة الله الموضوعية الصرفة صحيح.
ما هي الإنطباعات التي ترآها وصف الكرماني للعقيدة على هؤلاء الذين تبنوا وجهة النظر الصوفية أو الغير
عقلانية؟ آان سورن آبي آيرآيجارد ( ولد في آوبنهاآن، دنمارك عام 1813 ) فيلسوفاً مميزاً ومن بين أآثر
تحدى فيه " Concluding Unscientific Postscript" " أعماله شهرة آتاب "إنهاء الحواشي غير العلمية
الفلسفة السائدة في عصره. عرّف آيرآيجارد الحقيقة والإيمان بأنهما يتعلقان بالفهم الشخصي. الحقيقة هي شيء
يتوجب اعتماده شخصياً وبما أن الإيمان هو عملية انتقال لحالة جديدة وليس معرفة موضوعية وحصرية فإن
الحقيقة متاحة للجميع على حدّ سواء. يمكن أن يعثر المرء على الحقيقة وأن يجعلها مرآزاً لوجوده سواء آان
الشخص مطلعاً على المعرفة أو آان بعيداً في الزمن عن شخص المسيح. أثارت أفكار آيرآيجارد الجدل بأن ما
دافع عنه آان رفضاً للموضوعية والعقل بحيث يصبح الإيمان مجرد شيء شخصي بحت، لكن آيرآيجارد قد
دافع ضد هذا التفسير لأفكاره فالإيمان ليس مجرد شيء شخصي بحت وإلا فهذا ضرب من الجنون. بدلاً عن ذلك
فإن الإيمان هو تخصيص محدد للمتناقضات. فالمتناقضات لايمكن فهمها بالعقل ولذلك يجب تقبلها بالإيمان.
. انظر: موسوعة الفلسفة، ألاسدار ماآنتاير، مجلد 3 و 4، بول إدواردس، 1972
The Encyclopedia of Philosophy, Alasdair MacIntyre, Vol. 3 & 4, Paul Edwards,
1972.
. 25 . ووآر صفحة 111
. 26 . المرجع نفسه صفحة 25
. 27 . هونزاي صفحة 15
. 28 . المرجع نفسه صفحة 15