أذا كان الظاهر بيبرس قد استطاع أن يتربع في صدارة التاريخ وتطوقه أكاليل الغار فيعود الفضل بذلك إلى العباقرة الأسماعيليين الفدائيين الذين أعتمد عليهم في تنفيذ مخططاته العسكرية وإدارة المعارك ومن أبزهم :
جمــــــــــــــــــــــــال الديـــــــــــــــــــن شـــــــــيحة
ولد جمال الدين في أحدى القرى من أعمال مصياف في سوريا سنة 657 هجري
التحق وهو في الثامنة من عمره بمركز الدعوة الإسماعيلية في مصياف لأنه كان يتيم الأب فأنضم إلى أحد التنظيمات الفدائية وما كاد أن يبلغ أشده حتى ظهرت عليه علائم الرجولة
وقد أستطاع أن يتقن عدة لغات كانت معروفة في ذلك العصر
اتصف بالمقدرة الفائقة على عمل الشاق والصعاب ظل يتدرج بخطى سريعة في مراتب الفدائية حتى أصبح مقدما للفدائية
وبعد إن وقعت المعاهدة مع السلطان بيبرس أصبح مستشارا" عسكريا مختصا" بمهمات الفدائية السرية وقد اتخذ القاهرة مقرا" له قريبا من السلطان
كان بيبرس يعتمد عليه في تنفيذ المهمات السرية الخطيرة وذلك للثقة التي كان يتحلى بها عند السلطان بيبرس
ولشجاعته الخارقة التي اتصف بها فما من مهمة سرية إلى ولجاء بيبرس إلى جمال الدين لتنفيذها ولا يذكر التاريخ قط أن جمال الدين فشل يوما في عمل بطولي أسند له فضرب به المثل وأصبح رمزا" للتضحية وأصبح للعامة في ذلك الوقت رمزا" يتقدى به في الشهامة والرجولة
أحيطت حياته بالروايات الخارقة لشغف الناس به وإعجابهم بعبقريته
ظل جمال الدين شيحة في مصر حتى توفي سنة 729 هجرية ودفن في مدينة دمياط