الطبيعي أقل من 12/8 ويعتبر مرتفعاً إذا تجاوز 14/9 ...ارتفاع ضغط الدم .. هل يضاعف احتمال الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية..!؟
ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض انتشاراً ويصيب حوالي 10% من البالغين وتزداد نسبة الإصابة به مع تقدم العمر..
فما هو ارتفاع ضغط الدم .. ما هي أعراضه وسبل الوقاية منه؟؟ يجيب عن ذلك الدكتور نزار الناصر الاختصاصي بأمراض القلب والأوعية الدموية..
يتسبب ارتفاع ضغط الدم بنسبة وفيات كبيرة بين السكان ناتجة عن مضاعفاته العديدة التي قد تكون السبب في اكتشافه في أحيان كثيرة, ومن هنا يأتي التركيز على منع الإصابة به من خلال تحسين الوعي بالمرضى فمشكلة ارتفاع ضغط الدم يعتبر من أبرز مشكلات الصحة العامة في أغلب بلدان العالم, فهي مسؤولة عن أكثر من 11% من الزيارات الطبية و12% من الوصفات الطبية ويعاني عدد كبير من الأشخاص من الإصابة بها دون أن يدركوا ذلك علماً أن ارتفاع ضغط الدم يضاعف مرتين احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدماغية (النوبات القلبية والسكتات الدماغية) ومرضى الكلى وأذية العين.
وحسب المؤسسة الوطنية الأمريكية لأبحاث القلب والدم والرئتين أن مستوى ضغط الدم الصحي يجب أن يكون أقل من 8/12ويشير الرقم المرتفع إلى ضغط
الدم الانقباضي أي ضغط الدم في الشرايين عندما ينبض القلب بينما يشعر الرقم المنخفض إلى ضغط الدم الانبساطي أي عندما يرتاح القلب بين نبضة وأخرى ويمكن اعتبار ضغط الدم مرتفعاً عندما يصل ضغط الدم الانقباضي إلى 14 أو أكثر وضغط الدم الانبساطي إلى 9 أو أكثر ويعتبر الأختصاصيون أن الضغط بين 8/12 و8.9/13 يشير إلى الحالة التي تسبق الإصابة بضغط الدم.
أعراض ضغط الدم: على الرغم من أن ضغط الدم المرتفع يمكن أن يسبب صداعاً في الرأس أو دواراً أو مشاكل في الرؤية إلا أن أغلب المصابين بهذا المرض لا يعانون أية أعراض على الإطلاق, ما يعني أن الكثير من المرضى بارتفاع ضغط الدم لا يشعرون بالحاجة إلى الذهاب إلى الطبيب أو قياس ضغطهم وبالتالي لا يكتشف حالتهم ولا يتلقون العلاج والمتابعة اللازمين لحالتهم ومن هنا تأتي خطورة الإصابة بالمضاعفات الخطيرة من أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور قلبي أو كلوي أو أذية في العين .. إلخ.
سبل الوقاية: يتم عادة علاج المصابين بتناول الأدوية الخافضة لضغط الدم أما الآخرون المعرضون للإصابة أو الأشخاص الأصحاء فيمكنهم وقاية أنفسهم عن طريق اتخاذ بعض الخطوات وإدخال بعض التعديلات إلى نمط حياتهم, وأهم ما يمكن القيام به هو تخفيف الوزن الذي يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم وتفيد ممارسة الرياضة إلى التحكم في الوزن كما أنها تساعد على التخفيف من ارتفاع ضغط الدم لأنها تحول دون فقدان الأوعية الدموية مرونتها.
ويمكن القول إن ضغط الدم يعكس إلى حد ما النمط الغذائي الذي نتبعه لذلك قام الأختصاصيون بوضع نظام غذائي خاص يهدف إلى خفض ضغط الدم وخاصة عندما يتم حصر كمية الصوديوم اليومية بـ1500 ملغ أو أقل ويتميز هذا النظام الغذائي بكونه فقيراً بالدهون المشبعة وبالكوليسترول والدهون بشكل عام ويكون غنياً بالفواكه والخضار والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب خفيفة الدسم, وهو غني بشكل خاص بالمغنيزيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والألياف, فقد أظهرت الأبحاث أن هذه العناصر المغذية تلعب دوراً بارزاً في خفض ارتفاع ضغط الدم خاصة إذا تم الحصول عليها عن طريق الأطعمة.
المغنيزيوم: متوفر في الخضار الورقية الخضراء والمكسرات والفاصولياء والحبوب الكاملة.
الكالسيوم: في الحليب ومشتقاته - سمك السردين المعلب والخضار الورقية والعصائر المقواة ولا ننسى أيضاً أهمية الفيتامين( C )في تقوية قدرة الأوعية على التمدد والجوز وبذور الكتان وزيت فول الصويا والثوم والشاي الأخضر وأخيراً ضرورة التغلب على التوتر والحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش والاسترخاء والتأمل وسماع الموسيقا الهادئة والكلاسيكية.
أخيراً: التحكم بارتفاع ضغط الدم وتوفير الحماية لمرضى ضغط الدم المفاجئ في الصباح الباكر لاحتمال حدوث الجلطات القلبية والهجمات الدماغية في الصباح الباكر.
هدف العلاج ليس خفض الضغط بحد ذاته وإنما الحفاظ على الأعضاء الحيوية للإنسان مثل القلب والكليتين والدماغ والعين.
التشخيص المبكر والتدخل العلاجي أمران ضروريان للتخفيف من حدة المرض وذلك باستخدام الأدوية الحديثة التي لها القدرة على الإقلال من درجة التصلب العصيدي الشرياني ومن حدوث تضخم القلب والجلطات القلبية والدماغية.
مرض ضغط الدم مزمن يتطلب غالباً معالجة مدى الحياة, والأهل والعائلة لهم دور أساسي في مساعدة المريض ودعمه معنوياً حتى يستمر في متابعة الحمية والعلاج, فهناك دلائل تشير إلى تداخل حالتي السكر وارتفاع ضغط الدم ودور كل منهما في تفاقم الآخر.