التأخّر الدراسي وطرق علاجه في استطلاع ميداني

التأخّر الدراسي وطرق علاجه في استطلاع ميداني

التأخر الدراسي ظاهرة موجودة في مجتمعنا بكثرة فقد يكون الطالب ذاته مسؤولاً عن ذلك من خلال إهماله لواجباته الدراسية وعدم اكتراثه بها, وقد تكون الأسرة أيضاً لها الدور الكبير في هذه الظاهرة نتيجة وجود أبوين غير متعلّمين, فلا يتابعان الطالب لعدم مقدرتهما على تعليمه أو الاهتمام به أو لعدم وجود ثقافة تؤمن بأهمية التعليم, فيعيش الطالب في بيئة تنعكس على مستواه العلمي وبالتالي يتأخر دراسياً وربما يكون مصيره الفشل والخروج من المدرسة..

حول موضوع التأخر الدراسي كان للفداء اللقاءات التالية:‏

الطالبة دعاء شحود المحمود قالت: بعض العائلات قد تدفع أبناءها إلى سوق العمل لساعات طويلة خلال اليوم مما يجعلهم بعيدين عن أجواء الدراسة وربما يغيبون عن المنزل بعيداً عن الرعاية والاهتمام, فكيف يمكن لطالب أن يعمل ويطلب منه أن يكون متقدماً دراسياً, وهذا الأمر يحصل في الأسرة غير المتعلمة التي تزج بأبنائها في سوق العمل دون الاكتراث بأهمية العلم, ويكون ذلك سبباً لحدوث ظاهرة التأخر الدراسي وربما الانحراف والتصرف بطيش ولامبالاة والانجرار وراء رفاق السوء, لأن الطالب يتأثر كثيراً بالبيئة المحيطة به.‏

أما الطالب أحمد الأحمد فيؤكد أن الطالب إذا تأخّر دراسياً عن زملائه المتفوقين فإنه سيجد صعوبة في اللحاق بهم, لأن التفوق لايمكن أن يأتي في ليلة وضحاها وإنما هو نتيجة مثابرة وجد واجتهاد وحصيلة سنوات من المتابعة, فإذا مافشل دراسياً بعد أن قضى فترة معينة من الدراسة فإنه لن يستطيع أن يجد عملاً يكسبه خبرة في حياته العملية, فيكون مصيره الفشل وهذا سيؤثرعلى حياته العملية مستقبلاً.‏

بدورها الطالبة مريم تؤكد أن جيل الشباب يعاني اليوم من ظاهرة التأخر الدراسي من خلال وجود الانترنيت حيث يقضون أمامه ساعات طويلة ويجب على الأهل مراقبة أبنائهم وعدم تركهم يتصرفون كما يشاؤون, فالتوجيه في هذه المرحلة ضروري, كما أن الأسرة المهملة التي تعاني من المشكلات والأزمات والتدريس بصرامة وعنف يولّد لدى الطلاب مشكلات هم بغنى عنها, لذا فإن الاستماع إلى مشكلاتهم وحلها بطرق ودية تساعد على السير قدماً نحو الأمام وبالتالي تحصيل دراسي جيد.‏

حلول ومقترحات‏

أما السيد نبيل صافية المحاضر في كلية التربية بجامعة البعث وعضو لجنة تأليف الكتب المدرسية في وزارة التربية فأكد أن مصطلح التأخر الدراسي يعد من القضايا التي اهتم بها الباحثون, وظاهرة التأخر الدراسي هي انخفاض انجاز الطالب بمقدار (ما) يقل فيه عن الآخرين من أقرانه وفق معيار الدرجات المعمول به في وزارة التربية ولها نوعان, عام في مختلف المواد, وخاص في مادة واحدة.‏

وبيّن أن أهم العوامل التي تساهم في حدوث الظاهرة عديدة منها:‏

العقلية أو نسبة الذكاء عند الطالب وهناك الذاتية إن كانت نفسية أو صحية كوجود إعاقة (ما) لديه وهناك الانفعالية ومايعانيه من مشكلات عاطفية, كما أن البيئة الثقافية والاجتماعية في الأسرة أو المجتمع الذي ينشأ فيه الطالب قد تساهم في تأخّره دراسياً عن بقية زملائه, ولعل الحلول التي يمكن أن تفيد هي العمل على زيادة دافعية الطلاب على الدراسة بأساليب بعيدة عن الإكراه والإلزام, والإكثار من الأنشطة الصفية واللاصفية التي تحثهم على التفكير والحوار, وتعزيز الاتجاه الإيجابي من المؤسسة التعليمية كي يكون الطالب أكثر تعلقاً بهما, وأن يكون الاستمرار في إعداد المناهج هو باعتماد التربية الشمولية وإعداد المعلمين بشكل جيد من خلال تدريبهم على أحدث طرائق التدريس للغة العربية, وعدم الاعتماد على الطرائق التقليدية كالإلقاء مثلاً, ليكون المتعّلم محور العملية التعليمية, وأخيراً لابد من تثقيف الآباء والأمهات وكذلك المعلّمين لبيان واقع التعامل مع أبنائهم, كي يعملوا على المحافظة للتكيّف النفسي للمتأخرين دراسياً مع واقعهم دون إهانة أو زجر أو توبيخ, ولابد من إيجاد برامج إرشادية نفسية تقدّم للطالب بالتعاون بين الأسرة وإدارة المدرسة من جهة, وبين المرشدين النفسيين من جهة أخرى لتبعدهم عن الوقوع في المشكلات الاجتماعية والحياتية.‏

وختم حديثه بالتأكيد على أن وزارة التربية تعمل على الحد من انتشار ظاهرة التأخر الدراسي, وهي بصدد إنشاء مديرية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة كي تحفزهم لتحقيق إنجاز أفضل بما يؤهلهم ليكونوا أفضل في مختلف مناحي الحياة و تخلق لديهم روح الابتكار والإبداع.؟

باركك المولى اخي توفيق

تحية لشخصك الكريم