إلى امرأة اختصرت النساء
كالفارس المهزوم أهرب من الميدان
كحصان شريد أثخنته الجراح أفر في الآفاق
وأنت معمعة تدانيني
وأنت معركة تناديني
وأنت حرب أخاف خوض غمارها
أحاول الهرب منك
إليك تسبقيني
معك كنت مهزوماً دائماً
فكل أنثى معركة
وأنت اختصرت كل النساء
معك أبدأ عداً تصاعدياً لهزائمي
لنشوة جراحي
فأنا الرجل الذي ينتشي بخسارته ويبكي انتصاراته
أنا رجل يحب جراحه
يعشق الأحمر النازف في وجدانه
أنا نقيض الأنا
المتعدد في ذاته المتشعب بخيالاته
تفردت بهزائمي وتعددت بانتصاراتي
تفردت بمواجعي وتعددت بأفراحي
فكنت فرد تحشّد خلف آلامه
وكنت حشداً تفرّد أمام حياته
وكنت الكلمة والكتاب
كنت ملء البحر
كنت نجوم لا تحصى في السماء
في كل معركة سقطت شهيداً
ونزفت بحر دماء
نزفت قتلى وجرحى دون أسماء
في كل ميدان لبيت نداء موتي
ومت قبل الآن كثيراً
لأعود إليك جريحاً
لأعود إليك قتيلاً
لأعود مهزوماً في كل انتصاراتي