سواريز يطيح بالشمشون الكوري

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

أصبح منتخب الأورغواي (أول بطل للعالم) أول منتخب يصل إلى دور الثمانية في مونديال جنوب إفريقيا عقب تخطيه نظيره الكوري الجنوبي بهدفين لهدف في أولى مباريات دور الـ16 بفضل المهاجم لويس سواريز الذي سجل الهدفين على مدار الشوطين، ورغم تقدمه منذ الدقيقة الثامنة إلا أن فوز السيلستي جاء بعد مخاض عسير وقبل عشر دقائق فقط من النهاية بعدما نجح الكوريون في العودة، حتى إن الفوز هرب منهم في مرات عديدة فأطاحوا بفرص سهلة آخرها كان كفيلاً بالعودة إلى المباراة قبل دقائق من النهاية.
بعد أربعة عقود
تأهل الأورغواي إلى ربع النهائي جاء ليثبت علو كعب منتخبات أميركا الجنوبية على حساب نظيرتها في القارة الصفراء وليجعل من السيلستي يستعيد ذكريات هذا الدور بعد أربعة عقود، ففي عام 1970 خاض بطل العالم مرتين مباريات نصف النهائي وخسر من البرازيل ومذاك فشل أصحاب القمصان السماوية بتخطي دور الـ16 فكان السقوط أمام الأرجنتين في 1986 وأمام إسبانيا في المونديال التالي لتتوقف طموحات الأورغوانيين دائماً عند حدود الدور الثاني منذ رفع عدد منتخبات النهائيات إلى 24 منتخباً وفي المشاركة الأخيرة عام 2002 فشل المنتخب بتجاوز الدور الأول قبل أن يغيب عن نهائيات ألمانيا 2006.

تبادل أشواط
بالعودة إلى المباراة فقد قدم الفريقان عرضاً قوياً بدأه رفاق فورلان بالهجوم الكاسح بغية حسم الأمور مبكراً وبدا أن السيلستي في طريقه إلى فوز سهل ولاسيما عقب تقدم لويس سواريز بالهدف الأول عبر استغلاله كرة عرضية من فورلان مرت من أمام خط الدفاع الكوري كاملاً ومن أمام الحارس ليجد مهاجم أجاكس وهداف الدوري الهولندي الكرة أمامه صيداً سهلاً فحولها بسهولة إلى الشباك وهدف التقدم، الأفضلية استمرت أورغويانية في الشوط الأول مع بعض الهبات الكورية التي لم تؤت أكلها.
وكاد اللاتينيون يخرجون بغلة مزدوجة مع نهاية الشوط لكن الحكم حرمهم من هدف ثان، لينتفض النمر الكوري في الشوط الثاني ويضغطون على مرمى موسليرا عبر هجوم منظم وسريع ليرتكب الأخير هفوة قاتلة بخروجه لكرة عرضية لم يتوان لي تشونغ يونغ عن معاقبته عليها ويدرك التعادل.
الهدف الكوري الذي أفقد موسليرا عذرية شباكه هو الأول في مرمى السيلستي في هذه البطولة وقد جاء بعد 368 دقيقة كاملة.
انقلاب وحسم
هدف التعادل الكوري أشعل جذوة المنافسة فوق أرضية الميدان فطغت على المطر الغزير الذي بدأ بالهطول وأضفى على اللقاء طابعاً شتوياً وارتفع مستوى الأداء الكوري مع تيقن رفاق بارك جي سونغ بقدرتهم على قلب الطاولة في وجه لاعبي تاباريز، والذين عادوا بدورهم إلى شن هجمات منظمة ومنسقة بالاعتماد على الثلاثي فورلان وسواريز وكافاني وقد أرهق الدفاع الكوري طوال الوقت حتى في عز الضغط الكوري.
12 دقيقة فقط استمر التعادل إلى أن جاء هدف الفوز الأورغوياني عبر لويس سواريز الذي تسلم كرة على زاوية منطقة المرمى فالتف وحاور لاعباً وسدد كرة لولبية بطريقة ثعبانية إلى الزاوية البعيدة لمرمى ريونغ لتمسح القائم وتعانق الشباك كأحد أجمل أهداف البطولة معلناً تقدم ذوي القمصان السماوية الذي بقي حتى النهاية.

حديث الأرقام
هذا الفوز الخامس من أصل 6 لقاءات جمعت الفريقين لمصلحة الأورغواي مقابل تعادل وحيد، وبالهدفين اللذين تلقاهما مرمى كوريا بات الدفاع الكوري الأسوأ في مشاركاتها الثلاث الأخيرة بعدما تلقى مرماهم 8 أهداف في أربع مباريات مقابل 9 أهداف في 3 مباريات (1998) و4 أهداف في 2006 (3 مباريات) و7 أهداف في 7 مباريات في مونديال 2002.
وبالعودة إلى المباراة فقد شهدت 22 تسديدة على المرميين مناصفة وتميزت كرات الأورغواي بدقتها بين الأخشاب فسدد لاعبوها 7 كرات في المرمى مقابل 3 كرات فقط للكوريين بين الأخشاب، أما السيطرة على الكرة فقد كانت لمصلحة الكوريين بواقع 54 مقابل 46 بالمئة، وتلقى لاعبو كوريا ثلاث بطاقات صفراء مقابل 3 بطاقات فقط نالوها في المباريات الثلاث السابقة، أخيراً لم يحضر المباراة أكثر من 30600 متفرج

عسل والله يا معلم سقراط

تسلم ايدك