’الحياة في القاهرة التاريخية‘: منشور جديد متعدد التخصصاتحزيران ٢٠١٠
يفحص كتاب ’الحياة في
القاهرة التاريخية: الماضي والحاضر في مدينة إسلامية‘ الملّون العلاقة بين سكان القاهرة والأماكن التاريخية التي يسكنون فيها، بالإضافة لتوثيقه ترميم حي الدرب الأحمر من قبل
مؤسسة الآغاخان للثقافة (AKTC) ووكالات أخرى. حُرر الكتاب من قبل
الدكتور فرهاد دفتري والبروفسور عظيم نانجي و
البروفسورة المتوفاة إليزابيث فيرني من جامعة تكساس. ويمثل هذا الكتاب إضافة هامة للحوار ’الفكري التراثي‘.
نُشر من قبل أزيموث إيديشنز بالتعاون مع معهد الدراسات الإسماعيلية ومنشورات جامعة واشنطن وكان الكتاب قد أنتج أصلاً كملحق ثقافي مع فلم أنتج باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان: ’الحياة مع الماضي: القاهرة التاريخية‘ والذي أنتج كقرص مدمج دي في دي مع الكتاب. تعكس أقسام هذا الكتاب المتعدد التخصصات الإهتمامات المختلفة بالمشروع: الماضي والحاضر، التاريخي، الفن التاريخي والإجتماعي. من جملة من ساهم في هذا الكتاب البروفسور روي متحدة، و
الدكتورة أليس سي هنزبرجر، والدكتورهاينز هالم، و
الدكتورة فاهميدا سليمان بالإضافة لممثلين عن مؤسسة الآغاخان للثقافة وإدارة مشروع القاهرة.
بقيت مدينة القاهرة منذ أن أسسها الفاطميون عام 969 م مركزاً دينياً وسياسياً وثقافياً بارزاً للشعوب المسلمة وشعوب حوض المتوسط وشعوب أفريقيا المتقاطعة. إن غنى المدينة اليوم بالآثار والصروح التي تعود للفترات الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية يدل على الأهمية الفائقة لهذا المكان من أجل دراسة تطورات العمارة الإسلامية والثقافة المادية.
على أية حال، هنالك القليل من الكتب التي قامت، مثل هذا الكتاب، بإجراء تحليلات تاريخية شاملة للمدينة مع مناقشة عميقة للطريقة التي يتعاطى بها السكان الحاليون للمدينة مع بيئتهم التاريخية. تأمل فريني من هذا المنشور ’’بأن يقود لأبحاث أخرى متعددة التخصصات حول المجتمع والحياة ضمن التشكيلات الهيكلية في المناطق التاريخية الهامة للمدن العظيمة في العالم‘‘.
أدركت مؤسسة الآغاخان للثقافة وشركاؤها في المشروع أنه من غير الكافي ترميم صروح المركز التاريخي لقطاع الدرب الأحمر، فتحسين الحياة الإجتماعية والإقتصادية لسكانه له نفس الدرجة من الأهمية. وفر المشروع للسكان المساعدة التقنية والمادية و اللوجستية وفرصة المشاركة في ترميم المنطقة التاريخية. كان إنشاء حديقة الأزهر في موقع الدراسة جزءاً من محاولة تحسين حياة سكان القاهرة في منطقة الدرب الأحمر، فقد أعطت الحديقة رئة خضراء للمدينة في حين كان الموقع مكباً لكميات كبيرة من القمامة.
يقول كريم إبراهيم وسيف الرشيدي في قسمهما بأن ’’ما يسمى صروح الدرب الأحمر ما هي ببساطة إلا مباني إجتماعية ذات أهمية تاريخية وعمرانية والتي لاتزال، كما في معظم الحالات، تقوم بدورها الأولي كأجزاء من النسيج المدني الحيوي النشط‘‘. يُنظر إلى مشاريع الترميم التي تعيد كتابة التاريخ من خلال إزالة الدكاكين من حول هذه الصروح، على سبيل المثال، من أجل خلق ’متاحف مفتوحة‘ للسياح على أنها مشاريع خاطئة. حيث تقوم هذه المشاريع بعزل هذه الصروح عن المجتمع المحلي وبالتالي تغدو المنطقة مجرد مجموعة من الأبنية التاريخية الغير مستخدمة بشكل كافي.
يبين هذا الكتاب أنه يتوجب على مشاريع إعادة الإحياء في المناطق التاريخية أن تلتزم بقواعد أخلاقية وبأن تناسب حاجات السكان المحليين بالإضافة لوجود أرضية بحثية أكاديمية لها. بالإضافة لذلك يجب النظر لهذه المشاريع كحافز هام للتغييرات الإجتماعية والإقتصادية.