بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين إلى يوم الدين
يــــا علـي مــــدد
يقول الامام الرازي في كتابه "تفسير الرازي الجزء الثالث ص 350
"ان جاز ان يقال ان الله تعالى يلقي شبه انسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة، فلربما ان رأينا "زيدا" فلعله ليس بزيد ولكن القي شبه زيد على انسان اخر.واذا تزوج رجل بفاطمة فلعلها ليست بفاطمة ولكن القي شبه خديجة على فاطمة فتزوج خديجة وهو يظن انها فاطمة".
الامام الرازي يستبعد ان يكون المقصود "شبه لهم" هو القاء شبه المسيح على انسان آخر.
يقول الامام البيضاوي: يمكن ان يكون المراد من ذلك "شبه لهم" هو انه قد صلب الناسوت وصعد اللاهوت "تفسير البيضاوي جزء 2 ص128.
لا ابداً فالمعروف في ديننا وكتابنا الكريم أنه لم يصلب او يقتل بل رفع الى الله .
قال الله تعالى:
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157)بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وجنسانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)
(النساء:157-158).
وارد لكل من رد على السؤال باجابة ... لم يقتل ولم يصلب وانما رفع الى السماء
اقول ...
لان الحادثة وفي تفاسير القرآن كلها حدثت ولكنها لم تكن على جسد المسيح كما ذكر سابقا ... ونحن متفقون انه رفع الى السماء ولكن بعد ما صلب كما يقال وقام بعد 3 ايام بقي مع تلاميذة لفترة ثم رفع اي ان حادثة الرفع متفقون عليها جميعا ولكن نقطة الجدال تكون فيما حدث يوم الصلب ...
ومن باب أخر اقول لكم عن وجهــة نظر أحد الباحثين في علوم الاسلام .... انــه قال:في تفسير ابن كثير
وقوله: {إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول اللّه} أي هذا الذي يدعي لنفسه هذا المنصب قتلناه وهذا منهم من باب (التهكم والاستهزاء) كقول المشركين: {يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون}.
وكان من خبر اليهود عليهم لعائن اللّه وسخطه وغضبه وعقابه، أنه لما بعث اللّه عيسى بن مريم بالبينات والهدى، حسدوه على ما آتاه اللّه تعالى من النبوة والمعجزات الباهرات، التي كان يبرىء بها الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ويصور من الطين طائراً ثم ينفخ فيه فيكون طائراً يشاهد طيرانه بإذن اللّه عزَّ وجلَّ إلى غير ذلك من المعجزات التي أكرمه اللّه بها أجراها على يديه ومع هذا كذبوه وخالفوه، وسعوا في اذاه بكل ما أمكنهم، حتى جعل نبي اللّه عيسى عليه السلام لا يساكنهم في بلده، بل يكثر السياحة هو وأمه عليهما السلام، ثم لم يقنعهم ذلك حتى سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان وكان رجلاً مشركاً من عبدة الكواكب، وكان يقال لأهل ملته اليونان، وأنهوا إليه أن في بيت المقدس رجلاً يفتن الناس ويضلهم ويفسد على الملك رعاياه، فغضب الملك من هذا وكتب إلى نائبه بالمقدس أن يحتاط على هذا المذكور، وأن يصلبه ويضع الشوك على رأسه ويكف أذاه عن الناس، فلما وصل الكتاب امتثل والي بيت المقدس ذلك وذهب هو طائفة من اليهود إلى المنزل الذي فيه عيسى عليه السلام وهو في جماعة من أصحابه اثني عشر أو ثلاثة عشر وقيل سبعة عشر نفراً - وكان ذلك يوم الجمعة بعد العصر ليلة السبت - فحصروه هنالك، فلما أحس بهم وأنه لامحالة من دخولهم عليه أو خروجه إليهم - قال لأصحابه: أيكم يُلقى عليه شبهي وهو رفيقي في الجنة؟ فانتدب لذلك شاب منهم فكأنه استصغره عن ذلك، فأعادها ثانية وثالثة، وكل ذلك لا ينتدب إلا ذلك الشاب، فقال: أنت هو ! وألقى اللّه عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، وفتحت روزنة من سقف البيت واخذت عيسى عليه السلام سَنَةً من النوم فرفع إلى السماء وهو كذلك كما قال اللّه تعالى: {إذ قال اللّه يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} الآية، فلما رفع خرج أولئك النفر، فلما رأى أولئك ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه في الليل وصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه، وأظهر اليهود أنهم سعوا في صلبه وتبجحوا بذلك، وسلم لهم طوائف من النصارى ذلك، لجهلهم وقلة عقلهم، ما عدا من كان في البيت مع المسيح فإنهم شاهدوا رفعه، وأما الباقون فإنهم ظنوا - كما ظن اليهود - أن المصلوب هو المسيح بن مريم، حتى ذكروا أن مريم جلست تحت ذلك المصلوب وبكت، ويقال إنه خاطبها واللّه أعلم، وهذا كله من امتحان اللّه عباده لما له في ذلك من الحكمة البالغة، وقد أوضح اللّه الأمر وجلاه وبينه وأظهره في القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله الكريم، المؤيد المعجزات والبينات والدلائل الواضحات، فقال تعالى وهو أصدق القائلين: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم} أي رأوا شهبه فظنوه إياه ولهذا قال: {وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن} يعني ذلك من ادعى أنه قتله من اليهود ومن سلّمه إليهم من جهال النصارى كلهم في شك من ذلك وحيرة وضلال. ولهذا قال: {وما قتلوه يقيناً} أي وما قتلوه متيقنين أنه هو، بل شاكين متوهمين {بل رفعه اللّه إليه وكان اللّه عزيزاً} أي منيع الجناب لا يرام جنابه ولا يضام من لاذ ببابه، {حكيماً} أي في جميع ما يقدره ويقضيه من الأمور التي يخلقها، وله الحكمة البالغة الحجة الدامغة والسلطان العظيم.
روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أراد اللّه أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على اصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلاً من الحواريين، فخرج عليهم ورأسه يقطر ماء، فقال: إن منكم من يكفر بي اثني عشرة مرة بعد أن آمن بي، قال، ثم قال: أيكم يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثم سناً، فقال له: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام ذلك الشاب، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام الشاب، فقال: أنا، فقال: هو أنت ذاك، فأُلقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء، قال: وجاء الطلب من اليهود، فأخذوا الشبه فقتلوه، ثم صلبوه، فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، وافترقوا ثلاث فرق، فقالت فرقة: كان اللّه فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء وهؤلاء (اليعقوبية) وقالت فرقة: كان فينا ابن اللّه ما شاء ثم رفعه اللّه إليه، وهؤلاء (النسطورية) وقالت فرقة: كان فينا عبد اللّه ورسوله ما شاء اللّه ثم رفعه اللّه إليه وهؤلاء (المسلمون) فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامساً حتى يبعث اللّه محمداً صلى اللّه عليه وسلم (قال الحافظ ابن كثير: هذا إسناد صحيح إلى ابن عباس)
وروى ابن جرير عن ابن إسحاق، قال: كان أسم ملك بني إسرائيل الذي بعث إلى عيسى ليقتله رجلاً منهم يقال له (داود)، فلما أجمعوا لذلك منه لم يفظع عبد من عباد اللّه بالموت - فيما ذكر لي - فظعه، ولم يجزع منه جزعه ولم يدع في صرفه عنه دعاءه، حتى إنه ليقول فيما يزعمون: اللهم إن كنت صارفاً هذه الكأس عن أحد من خلقك فاصرفها عني، وحتى إن جلده من كرب ذلك ليتفصد دماً، فدخل المدخل الذي أجمعوا أن يدخلوا عليه فيه ليقتلوه هو وأصحابه وهم ثلاثة عشر بعيسى عليه السلام، فلما ايقن أنهم داخلون عليه، قال لأصحابه من الحواريين - وكانوا اثني عشر رجلاً سوى عيسى عليه السلام جحدته النصارى، فجحدوه حين أقروا لليهود بصلب عيسى وكفروا بما جاء به محمد صلى اللّه عليه وسلم من الخبر.
قال ابن إسحاق: وحدثني رجل كان نصرانياً فأسلم، أن عيسى حين جاءه من اللّه إني رافعك إليّ، قال: يا معشر الحواريين أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة حتى يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه في مكاني؟ فقال (سرجس) : أنا يا روح اللّه، قال: فاجلس في مجلسي فجلس فيه، ورفع عيسى عليه السلام، فدخلوا عليه فأخذوه فصلبوه، فكان هو الذي صلبوه وشبه لهم به، وكانت عدتهم حين دخلوا مع عيسى معلومة، قد رأوهم فأحصوا عدتهم، فلما دخلوا عليهم ليأخذوه وجدوا عيسى وأصحابه فيما يرون وفقدوا رجلاً من العدة، فهو الذي اختلفوا فيه، وكانوا لا يعرفون عيسى جعلوا ل (ليودس ركريا يوطا) ثلاثين درهماً على أن يدلهم عليه ويعرفهم إياه، فقال لهم: إذا دخلتم عليه فإني سأقبله، وهو الذي أقبِّل فخذوه، فلما دخلوا وقد رفع عيسى ورأى سرجس في صورة عيسى فلم يشك أنه هو، فأكب عليه فقبله، فأخذوه فصلبوه، ثم أن (ليودس ركريا يوطا) ندم على ما صنع، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه وهو ملعون في النصارى، وقد كان أحد المعدودين من أصحابه، وبعض النصارى يزعم أنه (ليودس ركريا يوطا) وهو الذي شبه لهم فصلبوه، وهو يقول: إني لست بصاحبكم، أنا الذي دللتكم عليه واللّه أعلم أي ذلك كان. وقال ابن جرير عن مجاهد: صلبوا رجلاً شبه بعيسى ورفع اللّه عزَّ وجلَّ عيسى إلى السماء حياً، واختار ابن جرير أن شبه عيسى ألقي على جميع أصحابه.
معنى كلمــة السفسطة هي:
السفسطة عبارة عن محاجَجة تبدو وكأنها موافقة للمنطق، لكنها تصل في النهاية إلى استنتاج غير مقبول، سواء لتعذُّره، أو لاستعماله الإرادي المغلوط لقواعد الاستنتاج. وبالتالي فإنه يمكن اعتبارها قولاً مموَّهًا، أو قياسًا له شكل صحيح، لكن نتيجته باطلة، والقصد منه تضليل الآخرين – مشيرين هنا إلى أن ابن رشد كان يسمي السفسطة بالمغالطة والقياس السفسطائي بالقياس المغلوط
هذا والله ماقيل وعسى ان اكون قد اقتربت من الاجابــة مع احترامي لكل الديانات
وها انا انتظر ردود اصحاب الموضوع والاخوة الافاضل