في النهائي المبكر...هدير الماكينات أعلى من سمفونيات التانغو

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

قدم الألمان أنفسهم أجمل ما يكون التقديم فبلغوا الذروة أمس واظهروا كل ما يستدعي الاحترام داخل المستطيل الأخضر، فتعملقوا وصالوا وجالوا وعزفوا التانغو بعكس العازفين الأصليين لهذا اللحن حيث اختفى بريقهم واكتفوا بالمشاهدة على الألحان العذبة التي قدمها موللرو كلوزه والساحر شفاينز تايغر وبودلسكي ولام وكأنهم لم يلعبوا كرة قدم من قبل، لأن الألمان سدوا كل المنافذ المؤدية لمرماهم الذي لم يهدد عكس التوقعات..
الفوارق بين المدربين ظلت ظاهرة ودموع مارادونا 1990 عادت بعد عشرين عاماً وسط حسرة على ضياع كامل للأرجنتين التي ودعت غير مأسوف عليها بعد شوط ثانٍ انكشف فيه المستور وحصل ما كان يخشاه مارادونا وتلامذته الذين لم يستوعبوا الدرس الذي قدمه الألمان للإنكليز فتلقوا أفصح منه وبالأربعة فأيقنوا أن مكانهم الطبيعي العودة على أول قطار إلى بيونس آيرس حيث لن ينفعهم الانتصارات الأربعة السابقة بعكس الألمان الذين ازدادت ثقتهم بأنفسهم وباتوا المرشحين الأبرز نظرياً ومعنوياً ولم يعد أمام مارادونا ما يبرره الجمهور الأرجنتيني الذي لم يستوعب هذه الصدمة بعد أن ظن أن الساحر مارادونا قادر على تقليد القيصر وزاغالو فلقي المصير الذي لقيه دونغا.
شوط ألماني
واصلت ألمانيا بالروح نفسها التي لعبت بها أمام إنكلترا فسيطرت على الشوط الأول وتفوقت في كل المجالات فاستحقت التقدم، فبمقدار السرعة التي ميزت الألمان اتسم الأداء الأرجنتيني بالبطء والضياع والتشتت وصعوبة الوصول للمرمى الألماني.
ميسي بدا خارج التغطية عكس بقية المباريات حيث لم يجد اللاعب الأرجنتيني وليس ميسي فحسب الخيارات.. التفوق العددي كان للألمان في كل أجزاء الملعب نتيجة الحركة دون كرة وتقارب الخطوط، ففي الوقت الذي هاجم فيه الألمان من الأطراف عبر المدافعين لاحظنا الانكفاء الدفاعي من جانب التانغو، ولولا تسرع الألمان والاعتماد على التسديد البعيد لكان بإمكانهم إنهاء الأمور من الشوط الأول وأخطر فرص الألمان كرة كلوزه إثر هجمة منسقة هيئت له الكرة داخل منطقة الجزاء وهو في موقع ممتاز.
وآخر ألماني
ظننا أن سمفونيات التانغو ستعزف في الثاني لكن هدير الماكينات ظل أعلى فأعطوا الفرصة للأرجنتينيين للتقدم في حرب خادعة فلقي الألمان المساحات المطلوبة وسجلوا ثلاثة أهداف ملعوبة محققين الفوز الأغرب في هذا المونديال بفضل العقلية الألمانية التي تستحق الاحترام. ما قاله مارادونا عقب المباراة وهو معترف بتفوق الألمان يدرك أن الانتصار عريض رقمياً لكنه مستحق قياسا لما قدم بأرض الملعب.
كلوزه سجل ثنائية رافعاً رصيده إلى 41 هدفاً
أرقام في الذاكرة
سجل توماس موللر الهدف الأسرع في المونديال في الدقيقة الثالثة.
هدف موللر هو الهدف 200 لألمانيا في كأس العالم وهو ثاني منتخب يصل لعتبة المئتين بعد البرازيل.
الإنذار الذي تلقاه توماس موللر هو الإنذار رقم 100 للاعبين الألمان في كأس العالم وكلفه الإنذار الغياب عن مباراة نصف النهائي.
سجل كلوزه هدفين في مباراته الدولية المئة واصلاً للهدف 14 مونديالياً معادلاً رقم الأسطورة غيرد موللر ومتأخراً بهدف واحد عن الهداف التاريخي للمونديال البرازيلي رونالدو برصيد 15 هدفاً.
وصل الألمان للمربع الذهبي للمرة الثانية عشرة كرقم قياسي مقابل 10 مرات للبرازيل