سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: نظرة الرجل وهوية الأنثى.. الثلاثاء يوليو 20, 2010 7:18 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
«زنوبيا» ملكة تدمر والشام والجزيرة.. اعتلت أريكة الملك باسم ابنها وهب اللات- وهي من ذرية كليوباترا- ثم سعت لتثبيت عرشها وتقوية الدولة التدمرية .. ساءت العلاقات بين الإمبراطور الروماني والدولة التدمرية فكانت الحرب.. غير أن زنوبيا هزمتهم شرّ هزيمة.. بعدها توجهت إلى مصر وفتحتها بكل اقتدار، وبذلك عززت مكانة تدمر التجارية وجعلتها تمتد حتى الحبشة وجزيرة العرب.. وغزت بلاداً وفتحت أوطاناً وقهرت جنوداً حتى اتسعت مملكتها اتساعاً عظيماً فامتدت حدودها من شواطئ البوسفور حتى النيل وأطلقت عليها «الإمبراطورية الشرقية» كل هذه الإمبراطورية.. وزنوبيا كانت سمراء اللون، ذات شخصية قوية تتحلى بتربية عالية، تجيد اليونانية والرومانية واللاتينية ولها اطلاع على تاريخ الشرق.. بديعة الجمال .. مولعة بالصيد والقنص.. هي الزباء.. ليست شخصية خرافية.. أو قصة أسطورية في بلاد ٍلا وجود لها إنه التاريخ يوثق وجود امرأة كالزباء.. ويخطئ من يظن أن دور المرأة في المجتمع القديم كان دوراً يقل شأناً عن دور الرجل..أو إنها لم يكن لها من شأن إلا فيما يخص أعمال البيت كزوجة، وترعى شؤون الدار كأم تربي الأولاد فقط وخير مثال على ذلك صورة المرأة على جدران المعابد أو التماثيل القديمة التي تصور المرأة وهي واقفة إلى جانب الرجل بقامتها المتساوية معه حجماً وطولاً ، وإما أن تكون هي الملكة الحاكمة بكل عنفوان..
مابين عصرين
بعد زنوبيا وكليوبترا ونفرتيتي، لم تعش المرأة قصصاً كالتي عاشتها تلك الملكات، بل حصل الكثير من الجور والاضطهاد للمرأة.. لم تتحرر منه إلا بعد عقود من الزمن كانت فيها المرأة قد انكسرت وتوارثت هذا الانكسار جيلاً بعد جيل وألفت الرق الذي لفها به الرجل.. إلى أن قامت الثورة النسائية مختلفة الأزمان والطقوس.. عن كل ذلك حدثنا د. توفيق داوود أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق: إن النظام الأسري يعد من أقدم النظم التي عرفها الإنسان وأهمها على الإطلاق على صعيد الدور الذي تمارسه وتسهم من خلاله في بقاء المجتمع الإنساني فمن مفهوم الزواج تكون مفهوم الأسرة ومن ثم القبيلة والمجتمع الذي هو بدوره خاضع وبصورة دائمة إلى التغيير وبتغييره تتغير معه منظومة العلاقات الاجتماعية والأعراف والتقاليد.. وجملة تلك العلاقات والنظم وقواعد السلوك الاجتماعي لابد وأن يكون له انعكاس على العلاقة الثنائية الأولى.. وهي الأسرة القائمة على ثنائية العلاقة بين الرجل والمرأة..وفي مسيرة التاريخ الإنساني الطويل نجد أنه تم اختيار الرجل ليكون المشرع والمقونن والحاكم، حينها كانت المرأة تعيش فترة من الاضطهاد والرضوخ الذي ألفته حيث عاشت ضمن منظومة اجتماعية متكاملة تضع المرأة على الدوام في موقع أدنى من الرجل.. وحقها الوحيد هو أداء الأدوار التي حددها لها الرجل.. وهذا التقسيم الاجتماعي شديد القسوة السيادية يتم بعد عملية التنشئة الاجتماعية التي تمايز بين الذكر والأنثى... حتى الأنثى تفضل الذكر من أبنائها لتخلق عنده نرجسية لا يتجاوزها وتشكل عنده جزءاً لا يتجزأ من شخصيته.. فولادة الذكر مناسبة للولائم والنذور.. لكن .. ولأن الوجود بكامله الطبيعي والاجتماعي خاضع للتبدل والتغير جاء التغيير رأسياً ومن الأعلى لينشر فضاءاته على مكونات المجتمع وبصورة تدريجية حيث كانت إلزامية التعليم وديمقراطيته لتشمل الجنسين الذكور والإناث.. الأمر الذي أحدث هزة اجتماعية دفعت المرأة باتجاه فك قيودها وأغلالها ساعدها في ذلك التغيرات الاقتصادية والصعوبات المعيشية التي كشفت تدريجياً الرجل أمام نفسه ومجتمعه .. ما دفعه إلى التخلي عن جزء كبير من موروثه الاجتماعي، دون أن يغادره مغادرة كلية...
العمل
دخلت المرأة مجال العمل.. وشاركت الرجل كل الأعمال الوظيفية الهرمية ودائماً ما كانت تعمل وبجد لتثبت لنفسها أولاً وللمجتمع ثانياً أنها قادرة على صنع النجاح.. والتميز وأصبحت تشكل لدى الكثيرات ردة فعل إيجابية جعلتها تتقن عملها.. وأصبحت تسبب للكثير من الرجال حولها حالة استفزازية وحالة قلق.. وأصبح الرجل يشعر بالتهديد لمكانته الرمزية والوظيفية. فالمرأة التي تعمل لا تؤمن فقط مصروفها بل تستقل مادياً ومعنوياً وأصبح هذا الاستقرار منبع استقلالية وتحمل المسؤولية بالنسبة لها.. كل هذا يشكل عنصر خوف- عند زمرة من الرجال- من أن يفقد سلطته ومكانته الأولى.. ما يخلق لديه عنصر الغيرة المرضية.. والمرأة والرجل في مجتمعنا يتبادلان الأدوار والوظائف.. ولكن الخلاف بينهما قائم تصنعه وقائع الحياة ومعطياتها.. وبالتالي ستتناقص، وتتساوى الأدوار عند الأكثر وعياً ومعرفة وتجربة وقدرة على فهم الذات... والآخر... فمازال هناك العديد من الرجال الذين يتمرسون خلف عادات وقيم، تجعلهم ينصبون أنفسهم /سي السيد/ وهناك من النساء أيضاً من لا تزال صورة الرجل السيد هي الموجودة في ذاكرتها وثقافتها، لم تجر عليها تعديلاً حقيقياً كيف لا.. والرجل الذي يخشى المرأة المثقفة ويخشى المساواة معها هو ابن امرأة لقنته وأرضعته بقصد أو دون قصد دونية المرأة.. وهذا ما أكد عليه د. داوود حيث قال: إن العلاقة بين الرجل والمرأة محكومة بالتقدم والديمقراطية وفي ظل التقدم والحرية يتحقق الاندماج الاجتماعي.. وهذا بدوره يحقق وحدة الاندماج بين المرأة والرجل وصولاً إلى خيارات مثلى تقينا من الرضوخ الدائم إلى حالات التقييم بين الرجل والمرأة وإلى تقمص أكثر من شخصية لإرضاء الطرف الآخر ..
الأنثى
أحياناً تترفع المرأة الناجحة على الأنثى التي بداخلها.. أو ربما تتمرد عليها كي تفرض على الرجل وجودها.. وكي لا تنشغل عن عملها ودراستها بأي شيء آخر تراه-ربما- ينقص من درجة مساواتها ونديتها مع الرجل.. ناسية أنه رجل يعشق خصوصية/أنوثتها/ الكامنة خلف سترة كحلية...أو نظارة طبية...
سيدتي حفيدة زنوبيا :
أياً كان الدور الاجتماعي الذي تقومين به عليك أن توشحيه بأنوثتك التي هي الخلق والإبداع وحتى وإن تحررت من جلباب الرجل فأنت مرتبطة به وتكملينه كما يكملك أنت ،ونجاح كليكما مرتبط بالآخر..... وليعمل الرجل على تمكين المرأة بمختلف مواقعها ولتعمل المرأة على تمكين الرجل وعلى كل منهما أن يستبدل مفهوم القوة بمفهوم آخر اسمه /التمكين/ الذي يهدف إلى خلق ظروف النجاح والتمييز .. فوراء كل رجل عظيم امرأة... ومع كل سيدة ناجحة موقف رجولي يساندها لتكون زنوبيا...... | |
|
مهند أحمد اسماعيل مشرف عام
عدد الرسائل : 4437 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/07/2008
| موضوع: رد: نظرة الرجل وهوية الأنثى.. الإثنين أغسطس 02, 2010 8:03 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد الأخ الروحي سقراط المحترم أحب أن أشكركم وأقدر الموضوع المفصلي والهام حول المكانة الاجتماعية للمرأة فالجدير ذكره أن: رفض الإمام آغاخان الثالث عليه السلام أن يحدد هوية الجنس البشري بالرجل فقط. لقد حركت مشاعره العميقة الحاجة إلى تقدم وتحسين وضع الإناث في المجتمع. لقد وصف النساء بأنهن "حافظات الحياة والجنس البشري." وإن تعزيز مركزهن الاجتماعي من شأنه أن يحسن الجو العام للحياة المنزلية ويحقق مثاليةً أسمى وأنبل في حياة الدولة. وفي رأيه، فإن الحياة الروحية للمجتمع المسلم مدينةٌ لأسوة المرأة وتأثيرها. وإن الرفاه العام لكامل المجتمع يعتمد على وجود النساء المتحررات. ولا ينبغي أن تعيق الحواجز المصطنعة تحسين وضعهن. ولا ينبغي أن يحرمهم التحيز الجامد من حقوقهن الطبيعية ومن مكانتهن الاجتماعية الملائمة. ومرة تلو الأخرى أكد على وجوب أهمية تعليم الفتيات، فذهب إلى حد إعلان أنه "شخصياً، لو كان لدي طفلان، أحدهما فتى والآخر فتاة، وكان بإمكاني تعليم واحد منهما فقط ، فلن أتردد في تمكين الفتاة من تحصيل التعليم العالي". وقد أدرك أن مستقبل كل جيل يحدده قدرة المرأة على قيادة الصغار على الطريق الصحيح وتعليمهم أساسيات الثقافة. لقد كانت المرأة ناقلة للحضارة والمشاعر الإنسانية. فهي لم تقدم القيم في حياتنا وحسب بل ونقلتها إلى أولئك الذين سيأتون من بعدنا. | |
|
ميرنا عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 314 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 14/06/2010
| موضوع: رد: نظرة الرجل وهوية الأنثى.. الإثنين أغسطس 30, 2010 11:25 am | |
| | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: نظرة الرجل وهوية الأنثى.. الثلاثاء أغسطس 31, 2010 4:06 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيين الغوالي
شكراً لكم على الردود الجميلة
| |
|