سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الانسحاب الاجتماعي عند الأطفال...وباء يستشري في الخفاء السبت أغسطس 28, 2010 7:26 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
الانسحاب الاجتماعي هو تجنب التفاعل الاجتماعي مع الآخرين والإخفاق في المشاركة بالمواقف الاجتماعية بشكل مناسب والافتقار إلى أساليب التواصل الاجتماعي، ويتراوح هذا السلوك بين عدم إقامة علاقات اجتماعية وبناء صداقة مع الأقران إلى كراهية الاتصال بالآخرين والانعزال عن الناس والبيئة المحيطة وعدم الاكتراث بما يحدث فيها، وقد يبدأ في سنوات ماقبل المدرسة ويستمر فترات طويلة وربما طوال الحياة..
آثار سلبية على المدى الطويل
الدكتور ملهم زهير الحراكي اختصاصي الطب النفسي والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين رأى أن هذه المشكلة تعكس آثارها السلبية طويلة المدى على شخصية الطفل مستقبلاً وتحد من تواصله الاجتماعي مع البيئة المحيطة، وتفقده الحصول على فرص عديدة، واستهل الدكتور ملهم الحراكي حديثه بتعريف الانسحاب الاجتماعي بأنه اللجوء إلى العزلة عن الآخرين، إما بسبب الخوف من الآخر، أو بسبب كره الآخر حيث في الحالة الأولى تكون الرغبة لدى الطفل في الاختلاط ولكن يمنعه الخجل أو فكرة أن الآخر أفضل منه وهي غالباً حالة الرهاب الاجتماعي ، أما الحالة الثانية فهي تتماشى مع حالات العدوانية عند الأطفال. وأضاف الحراكي أنه يجب أن لا يغيب عن البال حالة التوحد أو الاوتيزم التي تصيب الأطفال وهي حالة تسبب عجزاً عند الطفل عن التفاعل الاجتماعي بالمقارنة مع أمثاله إضافة إلى تأخر شديد في الكلام مع سلوك غير طبيعي، ويظهر التوحد خلال 3 سنوات الأولى من عمره.
التربية الانتقادية تسبب الخوف من الآخر
وعن بوادر ظهور ظاهرة الانسحاب الاجتماعي على الأطفال أشار الحراكي أن ذلك يبدأ عند تفضيل الأطفال للنشاطات الفردية كاللعب بالألعاب الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز، وغياب الحماس وفتوره عن المنافسة الجماعية، بالإضافة إلى التراجع الدراسي ورفض المدرسة، وظهور سلوكيات لا تتناسب مع عمره كمص الإصبع أو التبول اللاإرادي ... وحول الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى الانسحاب الاجتماعي وبالتالي إلى الانعزالية، بين الحراكي أن هناك عدة عوامل بعضها يعود إلى طريقة التربية، ذلك أن التربية الانتقادية غير المشجعة تسبب الخوف من الآخر بشكل عام وكذلك الحماية المبالغ بها من قبل المربي للطفل حيث تسبب نقصاً في مهارات الطفل الاجتماعية، وضعف العلاقة مع المربي والذي يعد هو المدرب الأساسي والأكثر أهمية للمهارات الاجتماعية. وأيضاً هناك عوامل وراثية، فقد يرث الطفل السلوك الانسحابي من أهله، فتكون شخصيته انطوائية، وقد نراه يستمتع بفرديته وانعزاله، وهذا الطفل قد يملك سمات ما يدعى الشخصية التجنبية وتستمر معه طيلة حياته إذا لم يخضع للعلاج النفسي مضيفاً أن هناك أيضاً عوامل عائدة للمجتمع حول الطفل كالروضة أو المدرسة، وخاصة عند الأطفال الذين يعانون من عيب جسدي معين كلبس نظارة للعينين أو عرج أو تأتأة في الكلام فقد يتعرضون للسخرية من زملائهم ولا يجدون الحماية من المدرسة فيتطور لديهم الانسحاب الاجتماعي لتفادي تعليقات الآخرين..
الانعزالية تؤدي إلى الكآبة..
أما عن آثار الانسحاب الاجتماعي على الطفل مستقبلاً أوضح الحراكي أن الإنسان كائن اجتماعي، وتطوره معتمد على تفاعله مع هذا المجتمع، والخوض في المجتمع كالسباحة في الماء التي تحتاج إلى مهارات، فإذا كانت المهارات الاجتماعية فقيرة عند الطفل فإن ذلك يؤدي به إلى ضعف الأداء الدراسي والأداء المهني والكآبة والحالات الذهانية في الحالات الشديدة كالفصام وأيضاً محاولات الانتحار وتعاطي المخدرات أو المسكرات لتقليل القلق الاجتماعي... أما عن الأساليب الوقائية التي يتوجب على الأهل أتباعها لتفادي ظهور ظاهرة الانسحاب الاجتماعي عند الطفل قال الدكتور الحراكي إنه يتم ذلك بالتربية الإيجابية المشجعة للطفل، المحترمة لشخصه غير المهملة له ولما يحققه، والتي تدفع الطفل بالاستمرار نحو السباحة في المجتمع حتى يتقن فنها ولابد أيضاً للوالدين من قراءة الكتب التربوية النافعة وحضور الدورات التدريبية وكذلك الكشف المبكر لهذه الظاهرة وعدم التراخي عنها بالتدريب المبكر للمهارات اللازمة والعرض على الاختصاصي النفسي للتقييم والمتابعة..
تشجيع النشاطات الاجتماعية
أما ماذا يتوجب على الأهل فعله في حال كان الطفل يعاني من ظاهرة الانسحاب الاجتماعي، أوضح الحراكي أن ذلك من خلال تشجيع النشاطات الاجتماعية عند الطفل والانخراط ضمن المجتمع وإلغاء العبارات والسلوكيات المثبطة للولد والمسيئة لشخصه، بالإضافة إلى التقييم الطبي في حالات ظهور بوادر الانسحاب الاجتماعي وخاصة خلال السنوات الأولى من العمر لنفي مرض التوحد وأيضاً التقييم الطبي النفسي للحالات الشديدة مع جلسات العلاج السلوكي لتدريب وتنمية المهارات الاجتماعية. ودعا الحراكي إلى توفير خبرات تفاعل اجتماعي إيجابية مع الآخرين للأطفال وخصوصاً في المراحل العمرية المبكرة، حيث إن طبيعة المهارات الاجتماعية والتدريب عليها غالباً ما تتطلب تدريب الطفل في مواقف اجتماعية حية، وتبين الدراسات أن بالإمكان زيادة مستويات التفاعل الاجتماعي بين الأطفال الصغار في السن من خلال تنظيم الأبعاد البيئية المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أهمية مراعاة مدى مناسبة هذه التفاعلات لعمر الطفل النمائي. وعلى ضوء ذلك فأنت توفر للطفل خبرات التفاعل الاجتماعي حتى يعرف كيف يستطيع أن يقيم علاقات إيجابية مع الآخرين. ويشير بعض الباحثين إلى أن الأطفال في هذه المرحلة المبكرة من العمر مرحلة الطفولة المبكرة، قد لا يكونون قد تعلموا مهارات التفاعل والتعامل مع الآخرين لذا يجب العمل على توفير أكبر قدر ممكن من التفاعلات الاجتماعية الإيجابية. وأشار الدكتور الحراكي إلى أنه من الممكن أن تنشأ المشكلات عندما يلعب الأطفال الصغار دون إشراف، إذ إن كثيراً من الخبرات السلبية مثل الإغاظة أو التخويف أو الإحراج قد تؤثر على الطفل فتجعله يحاول تجنب الآخرين، إن خوف الطفل من الآخرين قد يسبب العزلة الاجتماعية، فالطفل الخائف يرغب في الهروب من مشاعر الخوف والإحراج عن طريق تجنب الآخرين،لأن التفاعل مع الآخرين يكون مرتبطاً بالشعور بالألم. وأيضاً فإن وجود السلطة الوالدية المتوترة أو الغاضبة غير العطوفة قد تولد رغبة لدى الطفل في الانسحاب، لذا يجب على الأب أن يتواجد ما أمكن في هذه الفرص حتى يشعر الطفل بالأمن أثناء التفاعل الاجتماعي مع الآخرين كما أن هذا الوجود يساعد الأب في تحليل طريق لعب الطفل ويكتشف المشكلات في حال وجودها ويتدخل فوراً، كما أنه يجب أن تبدأ بتوفير مجموعات اللعب في البداية بشكل صغير ثم تبدأ بزيادة عدد أفراد هذه المجموعات بالتدريج. | |
|
ميرنا عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 314 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 14/06/2010
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الانسحاب الاجتماعي عند الأطفال...وباء يستشري في الخفاء الثلاثاء أغسطس 31, 2010 4:07 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أختي الروحية الغالية ميرنا
ردّ جميل نحنُ نسعى للفائدة لنا وللجميع لنقدّمها لكم حيثُ نجدها
شكراً لك
| |
|