الفرق بين التحسس من الغذاء و عدم تحمله
الدكتور محمد نهى الشيط
يلتبس على كثير من الناس الفرق بين التحسس من الطعام وعدم تحمل الطعام رغم اختلاف أعراضهما و طبيعتهما ... يتحدث في هذا الجانب الدكتور محمد نهى الشيط الاستشاري في علوم الأغذية :
حساسية الغذاء سببها بالجهاز المناعي أما عدم تحمل الغذاء فسببه بالاستقلاب في الجهاز الهضمي والفارق بينهما يعود الى طبيعة رد فعل الجسم مع الغذاء ففي حالة التحسس الغذائي فإن جهاز المناعة يتعامل مع إحدى مواد الغذاء غالبا البروتينية كجسم غريب يتصدى له ويصبح بمثابة مولد للضد تؤدي لسلسلة من التفاعلات المناعية وتتشكل أضداد لتلك المادة و عليه تظهر أعراض الحساسية في وقت قصير لا يتجاوز الساعة في كل أنحاء الجسم و خاصة بالفم كورم الشفاه و في جهاز الهضم كتشنج معدي واقياء وإسهال وطفح جلدي أو أكزيما و في المجاري التنفسية كانقباض القصبات و ضيق التنفس و من أشهر الأغذية المسببة للحساسية عند الأطفال الفول و البيض والحليب والصويا ويعتقد اختصاصيو التغذية أن السبب هو عدم النضج الكافي للأجسام المناعية في الجسم و في كثير من الاحيان قد تختفي الحساسية بعد اجتياز مرحلة الطفولة و قد تستمر طيلة العمر كما ان البالغين قد تظهر عليهم أعراض التحسس لبعض الأغذية مثل السمك و بعض الأغذية البحرية و الفريز و الموز أما عدم تحمل الطعام فتكون ردة فعل الجسم خلل في استقلاب الغذاء حيث لا يتمكن الجسم من هضم جزء من الغذاء بسبب خلل كيميائي كنقص في احد الأنزيمات كحالة عدم تحمل اللاكتوز سكر الحليب الناجم عن نقص في أنزيم اللاكتاز الهاضم له لذلك تظهر الأعراض على الشخص بعد عدة ساعات كإسهال و تشنجات معوية و غازات وغثيان عند تناول الحليب وتنتشر هذه الحالة في دول البحر الأبيض المتوسط عموما .
وفي مجال الحديث عن الحساسية يجدر الإشارة الى أعراض اشد أنواع الحساسية وأخطرها و المعروفة بالحساسية المفرطة او صدمة الحساسية والناتجة عن تفاعل تحسسي فوري وشديد حيث يهدد حياة صاحبه لأنه يحصل خلال دقائق من التعرض للمادة المسببة للحساسية فيصاب الشخص بضيق بالتنفس و صعوبة بالكلام و البلع لانغلاق المجرى التنفسي فينخفض الضغط مما قد يؤدي لحالة الإغماء قد تتبعها الوفاة.
ترى هل يمكن الشفاء من حساسية الأطعمة .؟؟ تشير الابحاث الى ان بعض الحالات، وخاصة في الأطفال، عند الامتناع التام عن الطعام المسبب للحساسية لفترة طويلة يؤدي إلى اختفاء أو ضعف الحساسية وعادة يوصي المختصون بالامتناع عن الطعام المسبب للحساسية لمدة 6 شهور، وبعدها يمكن محاولة تناوله تحت إشراف اختصاصي فإذا تم دون حدوث أعراض الحساسية فيمكن الاطمئنان بعدم تكرار الحساسية ، أما إذا حدثت أعراض الحساسية بعد 6 شهور فيجب الاستمرار في الامتناع عن الطعام المسبب ، أما في حالة الحساسية الشديدة مثل الصدمة التحسسية فيجب عدم تجربة تناول الطعام ثانية، لان ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الحياة.