سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: العيد.... حتى لا يفقد معناه...التخطيط المسبق وعدم الإسراف السبت سبتمبر 11, 2010 6:18 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
«من أين أبدأ» محطة يقف عندها الكثير من أرباب الأسر ما إن يبدأ العد التنازلي لانتهاء شهر رمضان المثقل بالتكاليف المادية، ومن ثم قدوم عيد الفطر السعيد، فيحارون بين كثير من الاحتياجات الخاصة بفترة العيد وطقوسه التي لا غنى عنها، وإلا فسيفقد العيد رونقه وبهجته التي تزيدها فرحة و ألقاً ملابس وألعاب جديدة للأطفال، بينما يحاول الكبار كسر الروتين والخروج من رتابة الحياة اليومية، وهذا يتطلب مصاريف للنزهات والزيارات والعيديات، يضاف إلى ذلك الحلويات والأطعمة التي تكاد تستنزف جزءاً يسيراً من ميزانية الأسرة التي ترهقها كثرة الالتزامات المرتبطة بهذا الشهر من السنة والمتراوحة بين الضروريات والكماليات...
بالحكمة والتدبير تقليد وعرف اجتماعي أصبح ملازماً لأعيادنا فغالباً ما يعني لنا العيد والمناسبات الاجتماعية التنوع والإسراف في الأطعمة والمباهاة في طريقة تقديمها وهذا يحمل في طياته لكثير من الأسر ذوات الدخل المتواضع والمحدود، ضغوطاً مادية تفوق طاقتها في الكثير من الأحيان، والحل يكمن برأي أحمد عبد الهادي بشيء من الحكمة والتدبير يقول: أعمل في محل تجاري في سوق الحميدية براتب يبدو للآخرين لا بأس به ومع ذلك فإنه لا يكفي في ظل غلاء الأسعار وتزاحم الكثير من المناسبات في شهر واحد من السنة لذلك ألجأ إلى الأسواق الشعبية التي تبيع الملابس بسعر الجملة وغالباً ما أرتاد سوق الاثنين في منطقة الهامة حيث أستطيع شراء ملابس أطفالي الثلاثة بسعر قطعة واحدة من المحال التجارية المعروفة،وهذا ما أفعله بالنسبة لملابس المدارس والحقائب و القرطاسية.
من يرضَ يعش أما خالد التقي - موظف في أحدالمصارف العامة فلم يجد جواباً لسؤالي عن كيفية تدبير أموره المعيشية في فترة الأعياد، لاسيما وهو رب أسرة وأب لطفلين وراتبه الشهري لا يتجاوز السبعة آلاف ليرة إلا بالقول والحسرة تغمره (الله يعين). وبرأيه فإن وضع ميزانية أمر محتوم حتى لا يقع في مأزق حيث يقسم راتبه على احتياجاته الضرورية فقط أما الكماليات والرفاهية فلا مكان لها في حياته وحياة أطفاله خاصة وأن المواسم الاستهلاكية متلاحقة يقول: «من يرضى يعش» وهذه القناعة لابد منها وسط زحمة المتطلبات، وضيق ذات اليد.
التخطيط المسبق وقد يبدو التخطيط المسبق والاستعداد لهذه المناسبة هو الحل المثالي تجنباً لحدوث أي تقصير يفسد فرحة العيد،فلا عيد من دون ملابس جديدة، أو حلويات تقدم للضيوف ويتمتع بها أهل البيت أوعيديات يفرح بها الأطفال ويتصرفون بها كيفما يشاؤون تقول أم رامي: بادخار جزء بسيط من راتبي أنا وزوجي كل شهر نستطيع جمع مبلغ يكفي احتياجات أسرتنا ومتطلباتها وبذلك لا نشعر بالعبء أو الارتباك لكن مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الإسراف وشراء ما لا يلزم أو يفوق طاقتنا، وبرأيي في أي شيء ينبغي أن يتحلى الإنسان بالقناعة والرضا فهي كنزلا غنى عنه في أيامنا الحالية التي تكثر فيها المتطلبات المادية، والمغريات التي تطالعنا بها الإعلانات التجارية والأسواق التي تعرض كل جديد بين الفينة والأخرى.
استغلال العروض والتنزيلات وهذا حال حنان وهي أم لطفلين والتي رأت أن الاستعداد والادخار يساعد في إنقاذ ميزانية الأسرة وتلافي الكثير من المشكلات التي يمكن أن تثيرها الضائقة المالية التي تتعرض لها العائلة أمام متطلبات الأطفال وإلحاحهم لتلبية رغباتهم بينما يشعر الأهل بالتقصير والذنب في حال عدم تلبيتها خاصة ملابس العيد والألعاب ولوازم المدرسة، والحل برأيها يكمن في استغلال وقت التنزيلات والعروض التي تقدمها المحال التجارية في نهاية الموسم فموسم التخفيضات هو فرصة لا تعوض لشراء ملابس الأطفال وحتى الكبار وبثمن رخيص وكذلك ملابس المدرسة التي يرتفع ثمنها بمجرد اقتراب موسم افتتاح المدارس، وبذلك يتم توفير مبلغ لا بأس به يمكن للعائلة أن تستثمره في مكان آخر.
ترتيب الأولويات وبينما يفترض أن يكون العيد مناسبة للفرح واللهو، يعني للبعض الآخر ضائقة مالية يقول علي عبد الستار- سائق تكسي: أشعر بالاختناق والضيق والعجز، وأجري لاهثاً وأعمل ليلاً ونهاراً علني أفي بمتطلبات أطفالي، فالعيد بالنسبة لهم ملابس جديدة تفرحهم وإن لم أستطع ذلك أصاب بالحزن والإحباط لذلك أعمل على شراء ملابسهم بالتدريج وحسب المتوفر لدي من المال، فأنا أعمل مياومة والذي أجنيه أصرفه في نهاية اليوم لشراء ما يحتاجونه وحتى لا يكونوا أقل منغيرهم من الأطفال سواء من الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء فالطفل لا يعي الضائقة المالية هو يريد أن يلعب ويفرح كغيره، وعلينا نحن الأهل أن نوفر لهم ذلك وبقليل من الوعي يمكن ترتيب الأولويات وتقديم الأهم على المهم، نستطيع أن نتجاوز هذه المواسم الاستهلاكية بأدنى الخسائر.
حلويات منزلية وفي المناسبات والأعياد تتفاوت التحضيرات والمشتريات حسب مستوى الأسرة ووضعها المادي فتتراوح بين الفاخر والمميز وبين العادي والمتواضع وكل حسب إمكانياته والوقت المتوفر لديه، حيث تلجأ بعض ربات البيوت إلى صنع الحلويات في المنزل اختصاراً للتكلفة ولجودة أفضل ولبث الفرحة في البيت تقول الدكتورة هيفاء- أستاذة جامعية: رغم ضيق وقتي وكثرة التزاماتي ومع ذلك فإنني لا أبخل على أطفالي بهذا الجو الخاص الذي يميز العيد عن بقية الأيام،وبمشاركتهم لي في صنع حلويات العيد يشعرون بخصوصية هذه الأيام ونكهتها، في حين تتذرع بعض ربات البيوت بحجة ضيق الوقت وعدم القدرة على القيام بذلك فيلجأن إلى الحلويات الجاهزة والباهظة الثمن، وهذا قد يدخل عنصر التباهي والإسراف وحب الظهورالذي يفقد العيد معناه ويحمله الكثير من الأعباء والضغوط.
إشراك الأطفال في وضع الميزانية أما الدكتور غياث فيرى ضرورة إشراك الأطفال وبطريقة تناسب مرحلتهم العمرية في وضع ميزانية الأسرة ووضعهم في صورة الوضع الاقتصادي للعائلة حتى يتفهموا قدرتها على تلبية احتياجاتهم فلا يطلبون فوق طاقة والديهم، أو يشعرونهم بالذنب والتقصير تجاههم، وبذلك يعي الأولاد حجم المسؤولية ويتعلمون التدبير والتعقل بالطلبات، ولا ينظرون إلى ما بأيدي غيرهم من الأطفال.وبالنهاية تبقى الحكمةالقائلة..(على قد لحافك مد رجليك) أنجع ميزانية أثبتت فاعليتها في كثير من المواقف وبذلك نعبر بميزانيتنا إلى بر الأمان، وليكون العيد مناسبة للفرح وليس للمشاحنات والتوترات والدخول في متاهة الديون... | |
|
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: رد: العيد.... حتى لا يفقد معناه...التخطيط المسبق وعدم الإسراف السبت سبتمبر 11, 2010 10:35 am | |
| مشكور اخي الغالي على ما تقدمه لنا
مني لك تحياتي | |
|