منتدى الباحث الإسماعيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الباحث الإسماعيلي

موقع شخصي وغير رسمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» خمس رسائل إسماعيلية - تحقيق عارف تامر
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب شجرة اليقين للداعي عبدان - تحقيق الدكتور عارف تامر
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:09 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» منخبات اسماعيلية
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 8:08 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب الطهارة للقاضي النعمان
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 11, 2023 7:27 am من طرف الاسماعيلي اليامي

» كتاب مصابيح في اثبات الامامة للداعي الكرماني
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:07 pm من طرف همداني

» كتاب سرائر وأسرار النطقاء لـ جعفر بن منصور اليمن /نرجو التدقيق
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالخميس أغسطس 31, 2023 8:05 pm من طرف همداني

» كتاب نهج البلاغة للامام علي عليه السلام
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 11, 2023 9:48 pm من طرف ابو محمد الكيميائي

» ارحب بالاخ حسين حسن
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالأربعاء يوليو 27, 2022 5:12 am من طرف الصقر

» كتاب دعائم الاسلام
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 01, 2022 6:16 am من طرف همداني

المواقع الرسمية للاسماعيلية الآغاخانية

 

 الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:43 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
خطاب هام ألقي في المؤتمر السنوي لنقابة محامي ووسطاء القانون العائلي في هولندا في سان مايكلزجستيل، هولندا، في السادس من نيسان 2006
البروفسور محمد كيشافجي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:43 pm

موجز

باعتبار أن الوساطة قد أصبحت على مفترق طرق، يبين مؤلف هذا المقال بأن الوقت قد يكون مناسباً من أجل إعادة تقديم الدور الذي يضطلع به الوسيط في كامل عملية فض النزاع. فبينما ينبغي على الوسيط احترام أسس الوساطة، والتأكد دائماً بأن هنالك حيادية وعدل وبأن الأطراف أنفسهم مايزالون يتحكمون بالخلاف فإن هذه المقالة تشير إلى أن الوسيط ليس بآلة. فهو عامل بشري يساعد الناس على توفيق علاقاتهم بعد الخلاف، والالتزام بالقيام بذلك وألا يكون هذا الالتزام مجرد حبر على ورق. كما ينبغي على الوسيط الانخراط في العملية، ولكن يجب أن يكون ذلك متوازنا بمهارة مع دوره كوسيط. وبالتالي يصبح دوره أقرب إلى التيسير أكثر منه إلى التوجيه لكن دائماً ميسّر مع القدرة العميقة والدائمة على الشعور بشعور الآخر فيما يخص الأمور الإنسانية. إن الطلاق هو "تحول اجتماعي نفساني" وهو يتطلب، مثل غيره من التحولات الاجتماعية النفسانية في الحياة، التلاؤم مع الوضع الجديد والآليات الضرورية لعلاجها. وتدعو هذه المقالة الوسيط لأن يملك "إنخراطاً متحكماً بالعواطف" – وأن تكون لديه القدرة على التقرب إنسانياً من الموكلين ، لكن أن يبقى "مبتعداً" بما يكفي يستطيع تحديد أصل المشكلة. وفي هذه العملية ككل، فإن الإصغاء مع الإحساس بشعور الآخر. وامتلاك الفضول الفكري والتواضع للتعرف على الثقافات الأخرى، كل هذا يشكل أسساً هامة في تحويل الوسيط من مجرد مبتدئ يمتلك المهارات التقنية الضرورية إلى فنان يمتلك الذكاء والفراسة البديهية المناسبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:44 pm

مقدمة

إن الوساطة على مفترق طرق هام وهي تحتاج لأن تطرح على نفسها بعض الأسئلة المحددة تماماً مثل البشر الذين إذا ما وصلوا إلى سنٍ معين يبدؤون بطرح بعض الأسئلة المحددة المتعلقة بالوجود. والشيء الأكثر أهمية هو أن أحد هذه الأسئلة قد يكون "إلى أين بعد"؟ فالوساطة، كمهنة مازالت حديثة العهد. فهي في بداية الثلاثينات. أما الوساطة المختلطة الثقافات فهي أحدث، وربما يكون عمرها عقداً من الزمن. فالوسطاء – أولئك الناس المسؤولون أكثر من غيرهم عن هذه العملية – ما يزالون في أكثر الحالات صغار السن نسبياً. وبالتالي فإن الحاجة لطرح بعض الأسئلة الرئيسة المحددة تبقى اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى.

وفي هذا المقال القصير، فإن غايتي هي طرح الأسئلة الهامة التالية: ما الذي يكوّن الوسيط؟ وكيف لهُ أن يضطلع بدور أكثر أنسنة في مسألة ما، عندما يؤدي النزاع غالباً إلى جعل الخصوم مجرد أرواح هائمة، فيصبحون غير معقولية وبالتالي يصبحون غير قادرين على العودة بحياتهم إلى ما كانت عليه سابقاً (طبيعية). إن ما نرجوه في هذه المقالة هو أن نتمكن من الحصول على فكرة ما عن "إلى أين بعد"؟

وإذا ما أردنا إعادة تقويم هذا الدور ككل، فإننا بحاجة إلى أن نعود وأن نطرح على أنفسنا السؤال الجوهري التالي: حول ماذا تدور الوساطة؟ فإذا كانت مجرد جزء من الإجراءات القضائية – بديل مجرد من الإنسانية – فسيتم الحكم على فعاليتها مبدئياً إن كان ينتج عنها ما ينبغي أن ينتج عن الإجراءات القضائية ولكن غالباً بكلفة مالية أقل. ومن جهة أخرى، إذا نظر إلى الوساطة بما يمكن أن تقدمه للإنسان وجعله أكثر إنسانية، عندها تكون الوساطة وعناصرها البشرية بحاجة لإعادة تقويم وإعادة التفكير بأدوارها. ولذلك فإن شروط الرجوع للوسيط دائماً هي ظاهره متطورة: إنها عمل في تقدم مستمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:45 pm

الوساطة والوسطاء

تكمن "الميزة الرئيسية للوساطة"، حسب لون فولر، (1971: 325)، "في مقدرتها على إعادة توجيه الفرقاء باتجاه بعضهم بعضاً لا من خلال فرض الأحكام عليهم بل بمساعدتهم لتحقيق رؤية جديدة ومشتركة للعلاقة فيما بينهم، رؤية يمكنها إعادة توجيه مواقفهم نحو بعضهم." ولكي يحصل هذا، "فإن الميزة الرئيسية للوسيط ليست اقتراح الأحكام على الفرقاء ولا ضمان موافقتهم نحو بعضهم"، بل هي زرع الثقة والفهم المتبادل مما يساعد الفرقاء على استنباط الأحكام الخاصة بهم" (المصدر ذاته: 326).

إذا كانت العبارة السابقة الموضحة لمهمة الوساطة ما تزال موجودة في يومنا هذا، عندها لا يمكن للوسيط أن يكون مجرد موزع للأحكام. بل يجب أن يكون دوره محورياً أكثر بالنسبة للعملية ككل. وهكذا فعليه أن يتعلم كيف يجب أن يتمتع بقدر كبير من البديهة والحصافة والحكمة. فبينما يتفحص الوسيط دوره الواسع فإنه يكون بحاجة لأن يبقي في ذهنه أحكام المهنة التي يمكن أن يدور الجدل حول الحاجة إلى الالتزام بها بحرص، مع أنها ليست ذات أساس متين. وليس من السهولة بمكان القيام بهذه المهمة. فهي تكاد تكون أشبه بحالة "الرجل المعقول" في حالات الإهمال الإنكليزية الأولى فيما يخص قانون الجنح، والذي يفترض أن يمتلك الكثير من الميزات، حيث أن أحد القضاة الإنكليز علق ذات مرة ساخراً أن الرجل المعقول هو من تكون لديه "رشاقة البهلوان ونبوءة نبي عبري".

إن الوسيط في هذه الأيام، مثله مثل "الرجل المعقول" في حالات الجنح الأولى، لا يمكن إنساناً أن تكون لديه الميزات الفوق البشرية. على أي حال، بامتلاكه للقدرات الغنية للوساطة يمكنه أن يساعد على إكساب ممارسة الوساطة بعض الأبعاد المثيرة للاهتمام بالاعتماد على الاعتقادات القيم الشخصية، مما ينم عن حساسية عامة عميقة فيما يخص العلاقة بين الناس مقترنة بالشعور المستمر بالآخر بالنسبة للفرقاء دون فقدان الموضوعية بالضرورة. بالمختصر، يجب على الوسطاء أن يكونوا مع المشكلة ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكونوا فوق المشكلة.

ولمساعدتهم على القيام بذلك الدور الدقيق، نحن بحاجة ماسة لإعادة تفحص فكرة الوسيط المثالي، الذي يلتزم بتفان بالأحكام ذات الأساس المتين للموسط قبل أن يتم تحديدها ولأن نسأل أنفسنا: هل تعلمنا ما يكفي عن المهنة حتى الآن، لوضع أهدافها على قاعدة صلبة ؟ أو هل لدينا الحرية ، التواضع، لمراجعة ليس فقط موقع الأهداف بل وحتى أشكالها؟ وسيكون نقاشاً متعلقاً بهذا الأخير. وإن بعض أحكام الوساطة إذا صحت التسمية ، إضافة إلى التقنيات المتنوعة المتعلقة بها قد لا تعمل في مختلف الخلفيات ذات الثقافات المختلطة وليس هذا وحسب ولكن بعض الأحيان قد لا تعمل في بيئتها الأصلية.

وعلى سبيل المثال، فإن الوساطة السردية (وينسلايد ومونك، 2001)، والتي هي الآن في الأفق، تطور فهماً جديداً لتاريخ النزاع. وغالباً، تكون حكايات الناس عن الماضي مشبعة بالصراع وحتى الآن فإن ممارسة الوساطة الحالية الموجودة على نطاق واسع في السلطات العدلية العامة الأنكلوأميركية لا تسمح بأي تنفيس عن الغضب (عدا الفترة المحدودة جداً في الدقائق القليلة الأولى). وإذا كان لابد من اتباع مبدأ جون هاينس وعدم السماح للخصوم بالتطلع إلى الماضي بل التركيز على المستقبل، وكيف يمكن أن تتم عملية تحليل الروايات التي يحملها الناس في فكرهم؟ إن توجه إجراء هاينس بأن العواطف هي "حوار عديم الفائدة" قد يكون ذا ميزة جدية على المبدأ الرئيسي للوساطة السردية والتي توجه المهنيين وموكليهم من خلال تقنيات متنوعة لفهم السياقات الاجتماعية المعقدة التي تشكل النزاعات البشرية وبالتالي المساعدة على إيجاد إمكانيات جديدة للتغيير.

إن سوء المعاملة العائلية هي أيضاً مجالًٌ آخر من المفترض فيه أن يقوم الوسيط ببعض المعاينات الأساسية حتى يقرر إذا كانت الوساطة هي العملية المناسبة في قضية معينة وإذا كان يجب أن تستمر أم لا. إن سوء التعامل العائلي، كما سنعرف، هو موضوع معقد للغاية وغالباً فإن النساء في بعض الثقافات حتى لا يتكلمن عنه. ففي بعض الثقافات وخاصة ثقافة جنوب آسية، فإن أية إشارة إليه تعتبر خرقاً لشرف العائلة(العزة) وهنا فإن العائلة غالباً تتشكل ليس فقط من الأعضاء المباشرين بل تضم مجموعة كاملة – مجموعة واسعة من الناس- يتجاوز تعدادها المئة أحياناً. هل ستكون تقنيات المعاينة العائلية أو الزمن المخصص لها هي ذاتها في الوساطة لزوجين غربيين كما هي بالنسبة لزوجين شرقيين؟ و في مثل هذه الحالة، هل يمكن للوسيط اتباع دليل "افعلها بنفسك" وطرح عدد من الأسئلة الروتينية والخروج بقرار بشكل استبدادي؟ وهل يحقق أسلوب كهذا الفهم الضروري؟ قد يسأل أحدهم بشكل شرعي: ألا ينبغي على الوسيط في مثل هذه الحالة أن يكون أكثر حساسية ثقافياً وأن يحاول الحصول على بعض الفروق الطفيفة المحددة التي تبدو غريبة عن البيئة المتعددة الثقافات ؟ وهاهنا ثانية مثال حول أين يكون الوسيط بحاجة إلى أن يكون أكثر مبادرة حتى يكسب عددا أكبر من الرؤى وفي حين عليه أن يكون غير منحاز و أن يظهر بهذا المظهر، فليس عليه بالضرورة أن يكون حيادياً عندما يتعلق الأمر بالظلم.

وهناك مجالُ ثالث ذو أهمية بالغة وهو فكرة أن الوسيط موجود لا ليقرر عن أي شخص بل للمساعدة على تسهيل العملية . وقد يتساءل أحدهم : في الواقع هل يحدث هذا دائماً حقاً؟ إن النقاش الحالي بين الذين يتزعمون عملية الوساطة الخالصة وبين الذين يتجاوزون الحدود بشكل مستمر في هذه العملية متخذين دائماً صفة المحاميين والمرشدين الروحيين لنظام محدد. هذا النقاش في رأيي، يجعل الموضوع الحقيقي مبهماً ذلك الموضوع الذي يرجع إلى السؤال الجوهري والذي هو: ما هو الدور الذي يمكن أن يضطلع به الوسيط بشكل حقيقي إذا ما أعطي التوقعات المتعلقة بالخصوم؟ وغالباً يواجه الخصوم الوسيط بالأسئلة التالية:"ما الذي تقترحه؟" ماذا تقول فيما يجب أن نفعل أو ماالذي تراه صحيحاً؟أو ربما على أقل احتمال:ما الذي يمكن أن تفعله أنت في مثل هذه الحالة؟

عندها، يستخدم الوسيط طواعية وبمهارة كافية كل الأسلحة التي يمتلكها في ترسانته اللغوية ويقترح بشكل لطيف عدداً من الأمور على الموكلين وهكذا ما من مجال لينظر إليه على أنه يخرق الأحكام المقدسة للمهنة، و أثناء القيام بذلك، فإنه يتحرك بابتهاج وربما بعفوية ضمن مجال الوساطة من الوظيفة الميسرة السائدة إلى أخرى موجهة بشكل فعلي. وفي الواقع، يجد الكثير من الوسطاء صعوبة بالغة، في أي وقت من الأوقات، في تحديد المكان الذي يقف فيه بدقة ضمن هذا الإطار المتغير أبداً.

لقد عّرف غليفر(1979 :214ـ217)، أحد الرواد الأوائل في الوساطة المتعددة الثقافات هذه المشكلة في الأيام الأولى من نشوء هذه المهنة عندما قال"الشيء الذي يستطيع الوسيط فعله، و الشيء الذي يختار فعله، وما يسمح له بالقيام به لدى الأطراف المتخاصمة كله متأثر بشكل كبير بالشخص الذي هو في السياق الخاص وسبب وجوده هناك دائماً. إن السياق و الثقافة الخاصة بالوسيط و العلاقة التي تربطه بمجتمعه أو موقفه فيه، غالباً ما يحدد الدور الذي سيضطلع به في الخلاف".

وحسب بالمر و روبرتس(1998: 107 )، هنالك نموذج مشابه من الوسطاء في الغرب يتمتع بقدر كاف من القوة والإنصاف بل و الحياد ويقف بحذر بعيداً عن مصالح كلا الطرفين(غليفر1979: 212) و على الرغم من حاجة الولايات المتحدة للوسيط" للقيام بالوساطة بأسلوب محايد(معايير التنفيذ 1994 التي أقرها كل من اتحاد التحكيم الأمريكي وجمعية المحترفين في فض النزاعات) وأحكام التنفيذ في جمعية القانون للوسطاء في المملكة المتحدة والذي يحدد الدور بأنه أحد (الميسرين الحيادين للتفاوض). وقلما يوجد شخص كهذا دون كفاءات يضعها الوسطاء أنفسهم. ويضع غليفر أي دعوة للحياد في المنظور المناسب عندما يقول (إن الوسيط الحقيقي الحيادي الذي لا مصلحة له نادرٌ جداً) غليفر (1979: 214)

ومع أن الحيادية المطلقة يجب أن تكون هي المثل الأعلى، فإن الوساطة قد تتراوح بين التدخل البسيط الذي لا يرقى لأن يقوم بأكثر من وضع أو تحسين نوعية التواصل بين الفرقاء ونقل الرسائل فيما بين الأطراف وتسهيل عملية تبادل المعلومات وبين التدخل الفعال والمباشر الذي يتضمن تقديم النصائح الخاصة (بالمر وروبرتس، 2005: 155)

ويستعرض غليفر مجموعة الاحتمالات. فبالنسبة له "تدير السلسلة المتداخلة شيئاً كهذا: من السلبية المفترضة إلى "الرئيس" إلى "المتحدث" إلى المحرض إلى القائد إلى المحكم المفترض" هذه العبارات، كما يقول، ليست مختلفة بشكل جوهري بل هي فهارس مفيدة على طول تلك السلسلة. فبالنسبة له، يمكن عرض الأدوار الفعلية والاستراتيجيات المرافقة بشكل مشابه أكثر أو أقل، أقرب أو أبعد عن أحد أو أكثر هذه الفهارس.

وإذ يضيف غليفر كلاًمن هذه الأدوار ووجود الوسيط في هذه المعادلة، فإن وصفه يطرح جملة من الأسئلة التي تحيط بمجال وطموح التدخل الوسيطي (بالمر وروبرتس، 2005: 219)

· هل ينبغي أن يكون دور الوسيط محدوداً بتحسين ترتيبات التواصل بين الأطراف، أم هل يجب اعتماد دور موسع أكثر؟

· فيما وراء توفير الإطار الهيكلي لعملية التفاوض، إلى أي مدى ينبغي على الوسيط السعي لعرض النتائج أو حتى التحكم بها؟

· وهل تقع المسؤولية على الوسيط فيما يخص طبيعة ونوعية النتائج؟ هل تعنى النتائج ببساطة شيئاً للأطراف أم هل يمكن أن نرى الوسيط مسؤولاً؟

· إذا كان ينظر إلى الوسيط على أنه مسؤول عن النتائج. فهل يشمل هذا:

○ معالجة انعدام ميزان القوى في نصرة الطرف الأضعف؟

○ السعي لضمان حماية الأطراف الثالثة التي قد تتأثر بالنتائج؟

هذه الأسئلة وغيرها الكثير هي في صلب النقاشات الجارية بين دعاة الأسلوب الأبسط في الوساطة التي تتميز في الأدب والتطبيق الحاليين لفض النزاع البديل بتوفير الشكل" المسهل" من التدخل الوسيطي وبين أسلوب أكثر محكماً يقود إلى أسلوب موجه أكثر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:45 pm

شروط الرجوع للوسيط

بعد الحصول على الطبيعة المتطورة لحركة فض النزاع البديل، أضع في هذا المقال مسودة لشروط الرجوع للوسيط للمساعدة على تنسيق وصف عمله مع الحقائق الجديدة التي تظهر. وهذه المبادئ مثل كل شروط الرجوع لأية مهمة هي بالأساس إطار عمل عام للعمل وعلى المسؤول، ذاته، أن يبدي تركيزاً محدد أكثر وأدق بينما يسير العمل قدماً. وشروط الرجوع هذه يمكن أن تعمل بشكل أقصى، كعوامل موجه لمساعدة الوسيط على سؤال نفسه بعض الأسئلة الرئيسية عندما يبدأ عمله لصياغة العملية ولكن في ذات الوقت يصوغها من خلال العملية. إن هدف هذه الشروط هو الحالة المثالية لكن دائماً مع الأخذ بالاعتبار أن ذلك هو أفق لا يمكن الوصول إليه في عالم غير كامل بجميع المقاييس. وبالرغم من هذا التحديد، يبقى ذلك شيئاً ينبغي على الوسطاء أن يطمحوا إليه, إذا كان وعد الوساطة سبب ببعض التغيير في حياة أحد الأشخاص من خلال النزاع, الذي تصفه بمهارة ماريان روبرتس بأنه "الجمرة" التي تدفع العجلات باتجاه التغيير البناء" (حلقة بحث غير منشورة). وفي مكان آخر، تقول "يمكن للنزاع أن يشير إلى عدة طرق بناءة في إحداث التغيير وإعادة تنظيم الحياة. وعلى الأقل فإن القدرة على التغيير الإيجابي تكون أكبر حين يوجد الغضب من حيث يوجد العجز وفقدان الأمل بسبب الكآبة" (ماريان روبوتس، 1977)

سوف أصف دور الوسيط بشكل رئيسي بأنه المساعد الذي يحرك في النزاع رؤية فريدة تعتمد على قيمه ومعتقداته الذاتية،والبقاء في الوقت ذاته موضوعياً، ومع ذلك، حساساً تجاه علاقات الناس فيما بينها ولديه الشعور بالآخر بشكل واضح. وسأبين بأن هذه الخصائص ذات أهمية بالغة في حالات النزاعات العائلية. فبالنسبة لطوني واتلينغ،2 يمكن وصف الطلاق بأنه تحول نفساني اجتماعي، فعلى سبيل المثال،له أهمية مماثلة لبدء المدرسة أو تركها، أو مباشرة العمل،أو الزواج، أو التقاعد و مثل أي تحول نفساني اجتماعي في الحياة هو بحاجة لإعادة توجيه وللآليات الضرورية للتعامل معه بنجاح." وفي ظرف كهذا، لا يمكن في الحقيقة للوسيط إتباع أسلوب – لا علاقة لي – بل يجب أن يكون لديه الشعور بالآخر بشكل واضح. وغالباً ما يصبح الخصوم في مثل هذه الظروف مجانين بشكل مريع نتيجة لما جرى في حياتهم ولكن أدمغتهم لم تمت بعد، وهي تكفي لتبرير فقدانهم السيطرة على الأشياء التي فعلوها بشكل جيد عندما كانوا لا يزالون ينعمون بحياة زوجية سعيدة. هنا يمكن للوسيط مساعدتهم لإعادة السيطرة على حياتهم وواجباتهم الأبوية وحاجتهم وقدرتهم على إعادة اعتبارهم في مجتمعاتهم وأهلهم .

وحسب واتلينغ: "ظل هؤلاء لسنوات يقررون بأنفسهم أشياء مثل ما هو الوقت الأمثل لإرسال أطفالهم إلى الفراش، وإلى أي المدارس ينبغي إرسالهم وأي طعام مغذ يجب تقديمه لهم. فلماذا يجب عليهم الآن إسناد هذا الحق إلى شخص آخر؟ ألا ينبغي علينا مساعدتهم في هذه الصدمة العاطفية؟ وفي مثل هذه المرحلة، يكون الصراع بين الخصوم في أعلى مستوياته وتكون الثقة بينهم في أدناها وهي حالة تكاد لا تستجيب للوساطة الجارية. وغالباً، ينتهك أحد الأطراف عهود الوفاء غير المكتوبة (وحتى غير المنطوقة) (الزوجية والأبوية والمالية والاجتماعية والثفة) التي تم تبادلها في سياق الزواج, ويفشل الطرف الآخر، الذي يركز غضبه وإحباطه كله على ذلك الخرق، يفشل في رؤية أي شيء جيد لدى الطرف الآخر (وقد لا يشعر الشريك المهجور بأن الزواج قد مات بل اغتيل). هنا، يمكن للوسيط الحكيم أن يساعد، من خلال الخبرة والبديهة، بردم الهوة الكبيرة بين الصراع الكبير والثقة الضعيفة حتى يكون هنالك كمية كافية ومهمة من الفهم لإجراء مفاوضات ذات معنى. إن مجرد استخدام تقنيات الوساطة في أسلوب واقعي، لوحده، قد لا يفيد. وفي الحقيقة قد تأتي بنتائج عكسية وفي بعض الحالات قد تولد السخرية. وهنا يمكن استخدام التلخيص بشكل حكيم كتقنية لتوليد تواصل أكبر بين الأطراف من خلال ضمان أن الطرف المظلوم قد تم الاستماع إليه من خلال طرف ثالث محايد لديه القدرة على الشعور بشعور الآخر موجزاً وعاكساً ما يسمعه، ولكنه يقوم بذلك بحكمه، باستخدام تقنية إعادة التأطير الإيجابية دون تشويه الرسالة.

وليكون الشخص وسيطاً مؤثراً، ينبغي عليه أن يؤمن بشكل حقيقي بأن كل موكليه لديهم القدرة أن يكونوا عقلاء ومسؤولين حتى لو كانت صدمة التحول النفساني الاجتماعي قد جعلتهم مجانين بشكل مؤقت – خارقاً بذلك صفات اللاعقلانية واللامسؤولية.

إن روايات الخصوم، في الوقت الذي يلجؤون فيه إلى الوساطة، كما هو موضح مسبقاً في هذه المقالة, هي مشبعة بالنزاع. وهي متجذرة، وهي متكونة في جزء ليس بصغير، من ماضيهم وحاضرهم وآمالهم ومخاوفهم من المستقبل. وعلى الوسيط أن يقوم بتحليل بعضٍ من هذه الأمور كما ينبغي أن تكون لديه القدرة على فهم الأفكار التي لدى كل طرف ووزنها. وهنا ثانية، يمكن أن يكون كل من الإصغاء الفعال والتلخيص علاجياً، لكن في الوقت ذاته يمكن أن يساعد على تقليص القضايا. ومن هذه النظرة الواسعة يمكن أن تظهر الحلول, وغالباً تظهر. إن فرص الحلول التي تعمل بشكل جيد يعتمد كثيراً على ما إذا كان لدى الموكليين أنفسهم الشعور بامتلاكها .

لا ينبغي أن يتظاهر الوسطاء بأن ليس لديهم عواطف وقيم وآراء. فمن الأفضل الاعتراف بأن العواطف موجودة لكن يجب وضعها في مكان واحد من الرأس وأظهار الحياد في الوقت ذاته. ويمكن القيام بذلك إذا أخذ الوسيط فاصلاً موضحاً بأنه يستجيب لقيمه الداخلية بدلاً مما يضعه الموكلون على الطاولة.

إن قواعد المزاولة التابعة لكلية الوسطاء في المملكة المتحدة، تحفظ الحق لأي وسيط بالانسحاب عندما تتعارض قيمه الشخصية مع ما يريد الزوجين فعله.

هنالك موضوع جوهري عام بين جميع المهن التي تهدف لمساعدة الناس- وهو حاجة الموكلين لاختبار ما إذا كان يتم الإصغاء إليهم وفهمهم. ويظهر هذا، في أغلب الأحيان، بصفته الشيء الأكثر أهمية الذي يمكن للمساعد القيام به. ويصف ستيوارت سوثرلاند (سوثرلاند 1976) وهو عالم نفس رائد، يصف رحلته الشخصية لعشر سنوات عبر المرض الاكتئابي الجنوني الحاد والمجموعة الكاملة من الخيارات المعروفة للعلاج التي كانت متوفرة لديه، بما فيها العقاقير،و العلاج النفسي والعلاج بالصدمات الكهربائية. إن ما خرج به من استنتاج حول الشيء الأكثر فائدة من كل هذه التجارب والمعرفة المهنية كان هو ذاته – أي التكلم والإصغاء وأن يتم الإصغاء للمتكلم وفهمه. وهذا ما ساعده – وليس الحكم على الأمر ولكن، ينبغي على الوسيط القيام بذلك دون أن يحمل مشاكل الناس اليومية معه إلى بيته، وإلا فإنه سوف يصبح مثقلاً بمشاكل الناس وبالتالي سيصبح عاجزاً عن النهوض من الفراش والذهاب بمفرده إلى المكتب. ومن الواضح أنه إذا ما أصبح الوسيط منغمساً بشكل كامل في العالم المليء بالنزاعات ووجهات نظر الموكلين، فلن تكون لديه القدرة لتحديد أصل المشكلة. وسوف يصبح عاجزاً مثل موكله الذي أتى إليه، بعد كل شئ، من أجل المساعدة وهو واقع في عجز مؤقت. وهنا فإن الشعور بشعور الآخر يعني القدرة على السير مع الآخر. ولا أن يكون هو الآخر.

في خمسينيات القرن الماضي، وصف قس يسوعي يدعى الأب فيلكس بستك (1957) وصف الانخراط المتحكم بالعواطف بأنه "حساسية العامل الاجتماعي تجاه أحاسيس الموكلين، ِفْهم معناها والاستجابة الهادفة والمناسبة لشعور الموكلين"، وبعبارة أخرى القدرة على البقاء قريباً إنسانياً من الموكلين، لكن مع القدرة على الابتعاد للتمكن من تحديد أصل المشكلة. إن هذا الانخراط المتحكم بالعواطف يستدعي مداخل واضحة، ولكن في الوقت ذاته، يستدعي التأكد من أن أحداً ما لا يأتي بقيمه المنسوخة عن أعماله السابقة أو دعوات أخرى حيث يكون مطالباً بصنع القرارات من أجل الآخرين، في عملية الوساطة. مثال العاملين في حماية الأطفال، والعاملين في حقل الفساد العائلي وموظفي الإنعاش لمحكمة العائلة. في الوساطة ليس هنالك حاجة لطرف ثالث وسيط للتوصل إلى قرار. وعلى الوسطاء احترام أحكام الوساطة وعدم اتخاذ القرارات. و بالطريقة نفسها، وعندما يطلب من المحامين الوساطة عليهم القيام بها وعدم إسداء النصائح، ما لم يطلب بشكل خاص من المحامين مثلاً إسداء النصيحة حول قضية قانونية وفي هذه الحالة فهم يمثلون دور المحامين وليس الوسطاء. وهذا الشيء لا يستطيع القيام به بشكل أفضل إلا العاملون في العلوم الاجتماعية, ويكون ذلك بشكل رئيسي باتباع منهج سقراط وطرح الأسئلة الصحيحة مثل: كيف تعتقد أن الترتيبات التي تقوم بها ستؤثر على الأطفال؟ أو كيف ستعرف إذا ما كان الأطفال غير سعداء عندما تبدأ المحاولة لتطبيق هذه الترتيبات؟

ولهذا فإن على الوسطاء أن يتصرفوا بالروح الحقيقية لما يعرف "الترتيب الخاص"، أي تخويل الزوجين بفعل أية إجراءات يرونها الأفضل بالنسبة لهم. كما ينبغي أن يكون لدى الوسطاء فكرة عن الماضي، ليس بطريقة المعالجين النفسيين بل لمساعدة الزوحين لإعادة توجيه أنفسهم بالنسبة للحاضر والمستقبل. وكما يقول كيركغارد بجدارة: يمكن فهم الحياة فقط بالرجوع للماضي. ويجب أن تعاش للمستقبل". كما يجب أن يكون الوسطاء"حياديون بالنسبة للقضايا والنتائج، وأن ينظر إليهم بجلاء على إنهم كذلك، "، حيث أنه سيكون هناك على الأقل فريقان في هذه العملية، ومن المحتمل أن ينظر إلى أية حلول مقترحة يتقدم بها الوسيط بأنها منحازة لأحد الطرفين على حساب الطرف الآخر أو أنها ستنال استحسان أحد الطرفين أكثر من الآخر. وهذه هي الحالة في أغلب الثقافات الغربية الفردية اليوم.

وبالإشارة إلى الوسيط الذي يقوم بدور أكثر شعوراً بالآخر دون التورط في كامل النزاع ، فإن بإمكان هذا أن يمارس دوراً بارزاً في كل من الوساطة التغييرية والسردية. ففي أولهما وكمبدأ، كان يمكن للشخص النظر إلى الطلاق على أنه كارثة أو على أنه فرصته للتطوير والتغيير. وهنا، يمكن للوسيط أن يساعد الخصوم على رؤية النزاع بشكل بناء أكثر من خلال التعريف والتفويض (بوش وفولغر، 1994),وهما السبيلان المتلازمان لحصول هذه العملية.كذلك تذكرنا الوساطة التغييرية، أيضاً، بأنه ينبغي علينا الرجوع إلى المبادئ الأساسية في الوساطة التيسيرية. ويمكن للعمل الفعال الذي قام به كل من فولغر وبوش على هذا الموضوع أن يساعد الوسطاء، الذين أشرفوا على النهاية التوجيهية لهذا الطيف، علىالعودة للنهاية التيسيرية. وهكذا يمكن النظر إلى الأزمة على أنها فرصة للتغيير – للناس لإعادة كتابة نصوص حياتهم- فرصة لتغيير حياتهم وأعمالهم وعلاقاتهم ومن الحقيقة َقَدرِهم بأكمله – مع نظرة لإعادة ترتيب حياتهم. إن النزعات الحالية تتجه باتجاه الوساطة التغييرية والوساطة السردية والوساطة العلاجية على أنها نماذج محتملة في المستقبل. وبحصول الوسطاء على الطبيعة المتعددة المفعول للنزاع البشري فإن عليهم، عند الضرورة، أن يستعينوا بمجموعة واسعة من النظم والرؤى من جميع أنحاء العالم لمساعدة المجتمعات البشرية كي تصبح أكثر إنسانية وبخاصة في زمن من النزاع العالمي المتزايد. وعند ذلك فقط تحقق الوساطة وعدها المبرر في تفكيك خيالها العلاجي المطلق في خدمة الجنس البشري. ومن خلال القيام بأبحاث أعمق والمشاركة العالمية في المعارف المختلفة، يمكن للوساطة أن تقدم الفائدة بشكل كبير من هذه الناحية.

وكما حاولت هذه المقالة أن تبين، فإن على الوسيط أن يفهم الشيء الذي يمر من خلاله الزوجان في هذا التحول "النفساني الاجتماعي". ويصف بوهنان (1971) ما يسميه "المحطات الست للطلاق – عاطفية، قانونية، اقتصادية، أبوة مشتركة، مجتمعية ونفساني. وبإمكان الوسيط أن يجعل الفريقين يمران بطلاق قانوني بالمرحلة ذاتها و يمكن أن يجعلهما يمرا ن بطلاق مالي في الوقت نفسه أيضا . و يستطيع أن يجعلهما يخضعان لطلاق أبوي في الوقت ذاته . لكن المراحل العاطفية و النفسية و المجتمعية فهي أكثر صعوبة من أن تتحقق في الوقت ذاته لأنه هذا هو المجال الذي سيدخله الناس و يتقدمون عبر الخط المنحني في أوقات مختلفة. ويجب على الطرفين المطلقين بالذات أن يمرا بهذه المراحل, كل منها على حدة حسب وقتها الخاص.

إن الشخص الذي خطط للطلاق في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة كان قد عانى الكثير من تأثره النفسي ، وقد مر بعملية الحزن المتوقع. والشخص الذي عرفه لشهر واحد فقط,لديه الكثير من المضاعفات ليعانيها فيما يتعلق بالضياع والحزن أي الانتقال من "النكران" عبر "ردة فعل عاطفية" إلى "التخطيط للمستقبل" وأخيرا ً "التماشي مع الحياة خارج إطار الزوجية" (توني واتلينغ) و هذا المجال الذي يمكن للوسطاء دخوله. ولا يمكن في الواقع للقضاة معالجة حالات كهذه و لا يمكن للمحاكم ولا المحامين أيضاً معالجتها, أما الوسطاء فيمكنهم ذلك.

وينبغي على الوسطاء أن يتذكروا بأن الموكلين يدعونهم لفتح نافذة صغيرة في حياتهم الشخصية و العالم. وهذاعليهم القيام به كبشر ,بكونهم على مسافة قريبة جدا ً من الموكلين كبشر مثلهم و الإصغاء إليهم, و الشعور بشعورهم، محاولين أن يتخيلوا كيف سيكون الأمر في عالمهم الخاص. وعليهم في الوقت نفسه التأكد من أنهم لن يتأثروا بشكل كامل بوضع الشخص الآخر، حيث أنه من خلال فعل ذلك, فإنهم هم أنفسهم سيصبحون عاجزين تماما ً مثل الموكلين الذين يقومون بمساعدتهم. وهذه الدعوة لفتح نافذة صغيرة جدا ًهي لحظة بسيطة في حياة الخصوم وهي لا تخول الوسيط بفتح المدخل على مصراعيه .

وهنالك نقطة أخبرة حول الرؤى المتعددة الثقافات والتي حصل عليها الكاتب من خلال سلسلة من 15 برنامج تدريب عالمي في كل من آسية وأفريقية وأوروبة وأمريكة الشمالية, وهذه النقطة هي أن بعض الثقافات، بطبيعتها الذاتية، تتبنى منحى أشبه بالتحكيم لفض نزاعاتهما. فالنزاعات في كثير من المجتمعات ليست أمراً خاصاً تماماً. والكل مهتم بضمان عودة الانسجام وهنا ينطبق القول المأثور في مثل هذه الحالات "أنت إما جزء من الحل أو جزء من المشكلة"(إيلدريدج كليفر، 1968). وهكذا فإن جميع الأطراف المهتمين، يقطفون مشواراً طويلاً في الحل الفعلي للخلاف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:46 pm

الوساطة اليوم

كما حاولت أن أبين في هذه المقالة، فهناك طريق طويل للوساطة لتقطعه. فاليوم، هنالك تخفيضات مالية كبيرة في كثير من البلدان أدت إلى تطبيق برامج تدريب وممارسات أقل من مقبولة. ويعاني البحث كثيراً. وفي مسح أجري في المملكة المتحدة فيما إذا كانت الوساطة تعمل من أجل الناس، اشتكى بعض المشمولين غير المقتنعين، من أنهم لم يشعروا بأنه تم الإصغاء إليهم ولم يتم سماعهم ولا فهمهم من الوسيط وبأن الوسيط كان يخبرهم بما عليهم فعله أكثر مما يساعدهم في الوصول إلى حلولهم الخاصة.

وهكذا فإن الوساطة تقف على مفترق طرق اليوم. و بالنسبةلأولئك الذين يؤمنون منا بها، فقد يكون الوقت مناسباً للوقوف من أجل مستقبلها والاعتماد عليها. هناك تخفيضات مالية كبيرة نشهدها في يومنا هذا. وهنالك تفضيل لطريقة أكثر توجيهيةً لأن طريقة كهذه تكون أسرع وبالتالي أقل تكلفة. ولكن ليس بالضرورة أن تكون العدالة الأرخص هي الأفضل. وبالرغم من هذه القيود،فالنسبة لأولئك الذين يؤمنون منا بصدق بقيمتها، أقول علينا اتباع الوساطة بغيرة كبيرة والاستفادة من حكمتنا ومعرفتنا معاً لدعم الحركة وتطورها. ولكن علينا القيام بذلك بالتزام كبير وبحكمة وباهتمام مخلص بالهدف.
مقتطف لأوليفر كرومويل: "عليك معرفة ماذا تمثل ومحبة ما تعرف".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند أحمد اسماعيل
مشرف عام



عدد الرسائل : 4437
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 09/07/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالسبت أكتوبر 09, 2010 6:47 pm

المصدر
معهد الدراسات الإسماعيلية
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سقراط
مشرف عام
سقراط


عدد الرسائل : 4740
تاريخ التسجيل : 06/03/2008

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 10, 2010 3:59 am

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخي الروحي الغالي مهند
شكراً لك مع كلّ المحبّة والتقدير

وفّقكم وبارككم المولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لبنى الشعار
عضو ذهبي
لبنى الشعار


عدد الرسائل : 87
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم   الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 10, 2010 5:53 pm

مهند كتير رائع شكرا" لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسيط كعامل أنسنة (إضفاء الصفة الإنسانية): بعض الأسئلة الحساسة فيما يخص فض النزاع البديل اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الباحث الإسماعيلي :: المنتدى القانوني-
انتقل الى: