جوجل تصنع سياراتها الآلية
هل سمعتم عن أحدث مفاجأة تعدها "جوجل Google" حالياً؟ إن لم تكونوا قدسمعتم بها بعد، فها نحن نخبركم عنها. هي ليست مُتصفحاً جديداً لشبكةالإنترنت ولا نظام تشغيل حاسوبي ولا مدير عام جديد للشركة ولا حتى شفرةرقمية! بل هي سيارة جديدة – أو بالأحرى نوع جديد من السيارات – التي قامت"جوجل" باختبارها. ويجدر بنا هنا الاعتراف بأن هذه الشركة الأمريكية لمتدع أي خبر عن هذه السيارة يتسرب... حتى الوقت الحالي!
ما الذي تعده "جوجل" في الوقت الحالي؟
أعلنتهذه العملاقة الأمريكية منذ وقت ليس ببعيد وفجأة على مدونتها الرسمية،بأنها قامت باختبار نوع جديد من السيارات الآلية بالكامل. تعاونت "جوجل"في هذا المشروع مع فريق من المهندسين التابعين لـ "وكالة مشاريع أبحاثالدفاع المتقدمة "دربا" DARPA"، بهدف تصميم سيارة يمكنها السير دون الحاجةإلى سائق بشري!
وعن الدافع وراء تطويرها لمثل هذه السيارةالآلية، تحدثت "جوجل" عن المعدل المرتفع للوفيات الناتجة عن حوادث الطرقوالتي يتسبب فيها الخطأ البشري. ففي كل عام، يلقى 1.2 مليون شخص مصرعهم فيحوادث طرق، وذلك وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وإذا استبعدناالعنصر البشري عن هذه المشكلة، سنجد حلاً مناسباً وهو تصنيع سيارة تتحكمبها الآلة/الحاسوب، والتي ستنتج عنها طرق أكثر أماناً.
سيارات آلية بالكامل.
كيفلهذا التطور أن يؤثر في أنماط حياتنا ؟ تتحدث مدونة "جوجل" عن مفهوم فريدمبتكر يحمل اسم "قطارات الطريق السريع highway trains"، والذي يعد نتاجاًمباشراً لمبدأ مشاركة السيارات الخاصة (أي أن يتفق عدد من الأشخاص علىركوب سيارة واحدة توفيراً للوقود وتقليلاً للتلوث البيئي الناتج عن عوادمالسيارات). فهذه السيارات/القطارات ستتيح طريقة أفضل للحفاظ على البيئة منخلال تقليل انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو وتخفيض استهلاكالوقود العضوي. وسيؤدي استخدام حافلات/قطارات ركاب آلية بالكامل إلى زيادةالأمان على الطرق من خلال الحد من فرص وقوع الحوادث وتقليل الاختناقاتالمرورية.
وستفسح قيادة السيارة عن طريق الحاسوب المزيد منالحرية لصاحبها، إذ سيمكنكم الاعتناء بأنفسكم و بشؤونكم حينما يكون الطريقأكثر أماناً وأكثر سرعةً. كما أنه يتم التفكير حالياً في توسيع نطاقاستخدام السيارات العاملة بالطاقة الشمسية، لأنها تضع تقريباً حداًنهائياً لانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الملوثة للبيئة. هذا،واستطاعات سيارات "جوجل" الآلية – حتى الوقت الحالي – أن تقطع مسافاتكبيرة بلغت 225 ألف كيلومتراً. وتحريك هذه السيارات ممكنٌ بفضل أجهزةالرادار والخرائط وكاميرات الفيديو وكذلك أجهزة "مقدر المسافات الليزريLaser rangefinders" والتي تساعد على رصد السيارات الأخرى والبنىالخرسانية الموجودة على الطريق و"رؤيتها". وتتجمع كل هذه المعلومات داخلبنك "جوجل" المركزي للبيانات، الذي يقوم بمعالجتها ويقوم بتوجيه السياراتالمختلفة وإرشادها إلى الطرق التي يجب عليها اتباعها.
طاقم عمل هذا المشروع
يتكونفريق العمل الذي قام بتطوير هذه السيارات المتقدمة من "كريس آرمسون" (قائدفريق جامعة "كارنيجي ميلون" الرابح بمسابقة التحدي العمراني/التحديالكبير* في عام 2007) و" مايك مونتميرلو" (قائد فريق جامعة "ستانفورد"الرابح بمسابقة التحدي الكبير في عام 2005) و"أنطوني ليفاندووسكي" (مصنعأول دراجة بخارية آلية وكذلك مصنع سيارة آلية بالكامل لتوصيل معجناتالبيتزا).
وأشارت "جوجل" أثناء الاختبارات التي قامت بها إلى أنهذه السيارات كانت تملك سائقاً متمرساً وبرنامجاً احترافياً، خضع كلاهمالرقابة الشرطة المحلية بولاية كاليفورنيا.
* هو سباق تنظمه وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة "دربا"، للسيارات الآلية التي تسير دون سائق.