لا تزال أراء المؤرخين متناقضة اشد التناقض حول حياة الإمام الفاطمي الحاكم بأمر الله وكل ما قيل لا يتعدى التخمين والاستنتاج غير مدعوم بالحجج و البراهين التاريخية الصادقة
فبعضهم قال ان الإمام الحاكم بأمر الله كان ظالما يميل الى سفك الدماء وانه كان مضطربا في تصرفاته
بينما نرى مؤرخين يدحضون هذه الآراء و الأقوال و ينفون تلك الفرضيات فيؤكدون ان الامام الحاكم كان عكس ما قيل فيه تماما فعهده عرف بالعدل المتناهي الجود العظيم و الصلات الواسعة شجع العلم وحافظ على المجتمع من الفساد و الانحلال والفسق و الجور
كان الأمام الحاكم بأمر الله يحتقر الألقاب كما يحتقر متاع الدنيا اشتهر بالزهد و الورع و التقوى و أدهش ا لناس بتصوفه الفلسفي
وان كل ما احيط بشحصية الامام الحاكم لم يكن الا من قبيل الدس والكره و التحامل والعصبية المذهبية فا امام من العترة الطاهرة لا يمكن ان يصدر عنه الا الخير العميم لصالح البشرية جمعاء لانه وجد في الكون ليخلص النفس من الادران التي علقت بها من عالم الكون و الفساد
ولد الامام ابو علي منصور بن العزيز باالله ابن تميم با لقصر الملكي في القاهرة المعزية ليلة الخميس 23ربيع الاول 375هجرية
تولى الخلافة بعد وفاة ابيه سار الى القاهرة يوم الأربعاء بويع با الإمامة 12رنضان386كان عمره 11سنة وخمسة أشهر وستة ايام
قام بواجبه نحو مملكته وامته خير قيام ووجه اهتمامه الزائد لناحية العلمية فنشط الحركة العلمية والفكرية والثقافية وزجر البلاط الفاطمي بالعلماء والشعراء و الادباء
اشتهر الامام الحاكم بالسخاء و النبل إنشاء ديوان خاص لإضافة الا موال المصادرة من الاغنياء و الخارجين عن القانون الى اموال الرعية واصدر نظاما خاصا للبر و العطايا توزع بموجب الاموال على الفقراء والمحتاجين كثرت الانعامات في عهده على جميع المستحقين و الفقراء
امر بانشاء دار الحكمة لتكون جامعة علمية أمها الناس من مختلف طبقاتهم و تباين ثقافتهم و خصص قسم منها لاجتاع الدعاة والفقهاء لتنظيم الدعوة الإسماعيلية وإلقاء مجالس الحكمة التاويلية وكان الامام يشرف بنفسه على إقامة المناظرات بين العلماء والفقهاء
كما انشا دار للعلم سنة 395وجعلها جزء من قصره فقدم اليه الناس على مختلف طبقاتهم
وقد اجرى الامام الحاكم بأمر الله الكثير من الارشادات و الإصلاحات الاجتماعية التي كان لها الأثر الكبير في خاق مجتمع قوي
فقد حرم بيع الخمور و منع النساء من التبرج والخروج لزيارات القبور ودخول الحمامات العامة و منع الرجال من التسكع في الشارع و الوقوف امام الحوانيت ولحق اللصوص والمجرمين
وفي عام 393 بدأ اكمال(( جامع الأزهر)) كما بنى( جامع راشدة) وشيد عدة مساجد في القاهرة وحمل اليها من المصاحف والفضيات والستائر والحصر السامانية مالا يمكن حساب قيمته
وفي سنة 405 وقف الضياع والأموال على العلماء والفقهاء وبنى المستشفيات ووزع أمواله الخاصة على المساجد والفقراء ودور العلم
أما من الناخية الحارجية
فقد عين الموثوق بهم على الأقاليم والجزر ونظم الدعوة الأسماعيلية تنظيم دقيق فانتشرت الدعوة الأسماعيلية وعظم أمرها
كما أرسل الجيوش للقضاء على الثورات والخروب فأرسل جيشا" لفتال الروم في غزة وعسقلان فقتل من الروم 5 ألاف ودخلت جيوشه مدينة مرعش كما قضت جيوشه على ثورة أبي ركوة الأموي وعسكره
وفي سنة 405 هجرية وفد على مصر (حمزة بن علي الزوزني ) وانتظم في سلك دعاة الفرس وأخذ ينشر في الخفاء الدعوة الى تأليه الأمام الحاكم بامر الله فاجتمع اليه جماعة من الناس
وفي سنة 408 هجري جهر حمزة بدعوة تاليه االأمام الحاكم بامر الله فانضم اليه
(الحسن بن حيدرة الفرعاني ((الأخرم))
ومحمد بن إسماعيل أنو شتكين البخاري
فهب دعاة الأسماعيلية وعلمائها للرد على من أله الأمام الحاكم حتى ان الداعي الاجل الكرماني ترك العراق وجاء الى مصر للتصدي والوقوف ضد فكرة تأليه الامام الحاكم بأمر الله
فكتب الرسالة الواعظة يثبت فيها كفر والحاد كل من تحدثه نفسه بتأليه الأمام الحاكم بامر الله
وسرعان ماقامت ثورة في مصر ضد هؤلاء الذين أدعو إلوهية الامام الحاكم فقتل بعضهم وهرب أنو شتكين وحمزة الى سوريا حيث استطاعوا أن يجذبوا بعض القبائل من بني كلب وأوجدوا فرقة منشقة عن الإسماعيلية وقد اتخذت أراء وعقائد تخالف العقائد الأسماعيلية
وفي سنة 411 هجرية ليلة الاثنين من 27 شوال خرج الأمام الحاكم بأمر الله للنزهة خارج القاهرة فأعلنت غيبته ووفاته
وهناك أراء واختلافات حول وفاة الأمام الحاكم بامر الله
فقال البعض أن أخت الامام دبرت مؤامرة سرية للقضاء عليه وأخفت جسده
وقيل أن بعض اللصوص قد اعترضوا طريقه وقتلوه ولما عرفوا أنه الامام أخفوا جسده
والحقيقة التي لا غبار عليها أن وفاة الامام الحاكم بأمر الله كانت وفاة طبيعية بعد أن سلم الأمامة لابنه الظاهر لإعزاز دين الله