تعتبر المراهقة مرحلة نمو هامة ينتقل الإنسان خلالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، إذ تحدد بدايتها بالبلوغ وتنتهي مع الوصول إلى النضج البدني والعقلي والنفسي والعاطفي والاجتماعي.
وتعرف منظمة الصحة العالمية المراهقة بأنها الفترة العمرية التي تبدأ بسن العاشرة وتنتهي في سن التاسعة عشرة.
كما تصنف مرحلة المراهقة إلى مبكرة تبدأ من 10 سنوات وتنتهي بسن الرابعة عشرة ومراهقة متوسطة تبدأ من سن الخامسة عشرة وصولاً إلى السابعة عشرة فالمتأخرة التي تبدأ بسن الثامنة عشرة والتاسعة عشرة.
ويعتبر الدكتور الحجاج الشرع مدير برنامج تعزيز صحة المراهقين في وزارة الصحة هذه المرحلة من اخطر سنوات العمر للأبناء والبنات على حد سواء، إذ يحتاج الآباء والأمهات أثناءها قدرا معقولا من الثقافة والمعرفة بطبيعة هذه المرحلة والتغيرات التي ستطرأ على أبنائهم وبناتهم ليتمكنوا من التعامل معهم وتحويل هذه المرحلة إلى عمر الحرية والابتكار ونمو الطاقات الهائلة والعطاء والإبداع.
ويوضح الشرع أن الاتجاه الحديث في التربية يرفض وصف المراهقة بأنها فترة نمو تتميز بالثورة والتمرد فالتمرد ينشأ من جهل المشرفين للكيفية التي يجب التعامل فيها مع المراهقين فيفرضون عليهم قيوداً تدفعهم للتمرد والثورة واللجوء إلى العنف مبيناً أن الأسلوب الأفضل للتعامل معهم يكون عبر احترام رغبتهم بالتحرر والاستقلال دون إهمال رعايتهم وتوجيههم إضافة للحوار معهم والتعرف على آرائهم وأفكارهم.
ويحذر الشرع من محاولة الأهل جعل المراهق نسخة عنهم وفرصة لتنفيذ رغباتهم مؤكداً ان الخطاب الناجح يبدأ من دفعه حتى يكون على طبيعته بمزاياه ونقائصه وأن يتصرف حسب شخصيته كأن يتبع الموضة ويستعمل لغته ومصطلحاته لكن بطريقة تناسب حياته ومجتمعه.
ويقول الشرع عندما يجنح المربون إلى التسلط وزيادة السيطرة على المراهق ويتدخلون في كل كبيرة وصغيرة في شؤونه يصبح لديه ضعف في الشخصية ومشكلات نفسية أخرى لا حصر لها وحين يفرطون في حمايته والخوف عليه من كل شيء يصادفه ينشأ لديه ضعف في الثقة ناصحاً الأهل بتصحيح تصرفاتهم وسلوكهم تجاه المراهق إذا ما أرادوا أن يصححوا تصرفاته.
ويشير الشرع إلى أهمية أي برنامج يهتم بتعزيز صحة المراهقين نظراً لأهمية هذه الشريحة من حيث العدد25 بالمئة من مجموع السكان وباعتبار المراهقين آباء وأمهات الغد فإن تم تزويدهم بالمعلومات الصحيحة سيكونوا خير مطبقين ودعاة.
وحول أهداف برنامج تعزيز صحة المراهقين يبين الشرع أنه يعمل على تزويد المراهقين بالمعلومات الكافية عن المراهقة وتنمية أنماط حياتهم الأساسية والصحية وكل ما يعزز بناءهم جسميا ونفسيا واجتماعيا وروحيا، كما يعمل على اختيار مدربين قادرين على نقل المعلومات إلى المراهقين ليكونوا أكثر تأثيرا وقربا من هذه الفئة.
ويوضح الشرع أن البرنامج ومنذ انطلاقته عام 2005 يهدف إلى إقامة جلسات تثقيفية إرشادية لفئة المراهقين وتوعيتهم صحيا واجتماعيا وندوات موجهة للأهل لإطلاعهم على احتياجات المراهقين ومشاكلهم ومشاركة الأسر في وضع حلول لمشاكلهم مع أبنائهم إضافة لنشر رسائل إعلامية مقرؤة ومسموعة عن المراهقة واحتياجاتها.
ويضيف الشرع أن البرنامج يقيم دورات إعداد مدربين وطنيين من قبل خبراء أجانب ومحليين في كافة المحافظات تشمل تدريب هذه الشريحة على طرق التعامل مع المراهقين وتثقيفهم بالشكل الذي يعزز صحتهم ومهارات حياتهم، كما ينظم البرنامج دورات تدريبية تثقيفية لجميع الكوادر الصحية والفئات المعنية بالتعامل مع هذه الفئة من كافة القطاعات والجهات الحكومية والخاصة والأهلية، مشيرا إلى انه تم إعداد دليل خاص للمدرب بصحة المراهقين يراعي مبدأ المشاركة الفاعلة للمتدرب والانسجام مع حاجاته ومع ثقافته المحلية وعاداته الاجتماعية وبطريقة ترفيهية.
وتشمل المادة المرجعية للدليل مواضيع متعلقة بتعريف مرحلة المراهقة وأنماط الحياة الصحية مثل الصحة الشخصية والتغذية الملائمة والمتوازنة والرياضة واللياقة البدنية والوقاية من الأمراض المعدية والحوادث وتجنب العادات الخاطئة كالتدخين والكحول والمخدرات كما يشمل معلومات متعلقة بالصحة النفسية والاجتماعية وأنماط الحياة وتنمية المهارات الذاتية إضافة لمعلومات تتعلق بالصحة الإنجابية والجوانب الحيوية تخلق لدى المراهق معرفة صحيحة بإطار ثقافي أخلاقي يغنيه عن مصادر أخرى توءثر عليه سلباً كالمواضيع التي تشرح السلوك السليم والأمراض المنتقلة بالجنس والبلوغ ومراحله وأهمية تنظيم الأسرة.