كيفية إيصال المعلومة الصحيحة
جميع الآباء والأمهات يرغبون في تحقيق المستقبل الأفضل لأطفالهم ويتمنون أن يحصلوا على ما لم يتح لهم الحصول عليه عندما كانوا في مثل أعمارهم ، وتزويدهم بأفضل طرق التعليم والمعرفة ، والهدف الأساسي والرئيسي من كل ذلك هو تنشئة الأطفال بصورة جيدة ، ومع ذلك فإن مثل هذه الجهود المبذولة
من قبل الأهل قد تذهب سدى وتصبح دون فاعلية في ظل بعض التأثيرات العصرية التي أضحت في متناول الجميع والتي قد لا تساعد على تحقيق حلمهم ، فعلى سبيل المثال : الانترنت فلو حاول شخص ما إيجاد موضوع معين في أي من محركات البحث المتوفرة سينتهي الأمر به دائماً الى الآلاف من النتائج التي تطابق ما يبحث عنه ، لكنه عندما يضغط على إحدى هذه النتائج يجد أنه في معظم الأوقات لايحتوي الموقع الذي قام باختياره على المعلومة المطلوبة .. وفي غضون ذلك يضيع الشخص وتتشتت أفكاره هنا وهناك مع كمية المعلومات الهائلة التي يحصل عليها .. وهناك برامج التلفزيون ، حيث نجد في تلك البرامج أبطالاً خارقين يمكنهم الطيران أو نباتات ناطقة أو برامج ألعاب سخيفة ، وفي اليوم التالي تتكرر البرامج نفسها .. وهكذا فإننا غالباً ما نسمع عن حالات سقط فيها بعض الأطفال من أعلى البنايات لاعتقادهم بوجود بطل خارق ( سوبرمان ) يمكنه الطيران . أمام ذلك ، يقول البعض : إن الطريقة الوحيدة لإبعاد الطفل وتجنيبه تلك الأمور الضارة بالعقل وغير المرغوبة ، منعه من لمس الكمبيوتر ومشاهدة التلفاز .. لكن هل هذه الطريقة المثلى في عالم يتحكم فيه الكمبيوتر والانترنت ؟ بالتأكيد لا ، إلا أن المقصود من ذلك هو أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن المعلومة الصحيحة تصل الى الطفل ، تتمثل في تدريبه على استبعاد المواقع غير المطلوبة وغير المفيدة ، واختيار الصحيح والجيد منها ، كما يعني أنه يجب على الآباء والأمهات تدريب أبنائهم على استغلال الوقت بشكل صحيح عن طريق مشاهدة البرامج التعليمية في التلفزيون مع الوالدين ، ولا ننسى البرامج الثقافية الجدية التي تلعب دوراً مهماً في تثقيف الطفل وتعليمه بدلاً من البرامج الخيالية ، لأن مثل تلك البرامج الثقافية تصور البيئة المحيطة بنا كما هي في الحقيقة ، وليس كما تصورها برامج الرسوم المتحركة والأفلام الخيالية ويمكن للوالدين كذلك قضاء بعض الوقت على الانترنت لإيجاد بعض المواقع التعليمية المفيدة والشاملة ، ومن ثم إضافتها لقائمة المواقع المفضلة لتكون مرجعاً مفيداً للطفل ليرجع إليها من أجل إيجاد المعلومات التي يحتاجها بكل سهولة دون الحاجة لزيارة كل المواقع الأخرى .. وهذا لا يعني أن يقوم الأهل بتقييد حب الاستطلاع والفضول لدى الطفل ولذلك يجب على الأهل السماح لأبنائهم باكتشاف وإيجاد بعض المواقع الأخرى بأنفسهم ، ولكن بعد أن يتمكنوا أولاً من التوصل للمعلومة التي كانوا يبحثون عنها وبعد الانتهاء من أداء الواجبات المنزلية .