سـافر عدد من طلاب برنامج الدراسـات العليا في الدراسـات الإسـلامية والإنسـانيات إلى إسبانيا لزيارة عدد من المعالم التي درسـوها ضمن مادة العمارة الإسـلامية. تبحث هذه المادة، التي تدرّسـها الدكتورة تاليا كيندي، في الأشـكال والوظائف والمواضيع التي يمكن إيجادها في العمارة في المجتمعات المسـلمة.
في غرناطة، أمضى الطلاب يومـاً كـاملاً في قصر الحمراء، الذي بُني في القرنين الثالث عشـر والرابع عشـر في عهد سلاطين السلالة النصرية، وهم آخر حكام الأندلس المسـلمين. من أبرز محطات زيارة الطلاب إلى المدينة المسوّرة كانت حدائق جنات العارف (Generalife)، وزخارف المقرنس في القصر النصيري، ونقش "لا غالب إلا الله" باللغة العربية مكررٌ في كافة أرجاء المجمّ.
كما سـافر الطلاب شـمالاً لزيارة مسـجد قرطبة الكبير الذي بناه الحكام الأمويون الذين اسـتقروا في إسبانيا في القرن الثامن للميلاد. هذا المسـجد هو من أهم صروح المسلمين التي لا تزال حاضرة في أوروبا. وبالرغم من أن فيرديناند الثالث احتله عام ١٢٣٦ وتم تحويله إلى كاتدرائية المدينة، إلا أن الكثير من معالمه الأصلية كمسـجد لا يزال يمكن مشـاهدتها.
فلا زال البناء المرفوع على صفوف من الأعمدة والمليء بالجدران والأقواس المدعَّـمة بالأعمدة موجوداً وكذلك الأمر المحراب والمنبر. وسيكون بإمكان الطلاب الذين أمضوا الصيف في سـوريا لأجل تقوية لغتهم العربية أن يقارنوا بين العمارة الأموية في كل من دمشـق وإسـبانيا.
وفي آخـر يوم، استمتع الطلاب بوقت حُرّ زاروا فيه معالم مدينة غرناطة وتذوقوا أكلها. ومشـى كثير منهم في شـوارع الحي المسلم القديم في المدينة حيث تنتصب المآذن القديمة إلى جانب أوّل مسـجد جديد يُبنى في غرناطة منذ أكثر من خمسـمائة عـام.