الشباب ....واستقلاليتهم...

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد

يشتكي الشباب دوماً أنهم بعيدون عن استقلاليتهم في اتجاهات حياتهم إن كان في القضايا المصيرية أو القضايا الحياتية اليومية، إن كان في مجال التعليم واختيار المهنة أو اختيار الأصدقاءوآلية حياتهم اليوميةالبسيطة، ونتساءل هنا هل الشباب على حق في تذمرهم أم أن هناك ضرورة لتدخل المحيط بهؤلاء الشباب اليافعين الحديثي العهد في الحياة والتجربة والخبرة وهل من معيارتربوي يضبط هذه الحالة بحيث لا يشعر ذاك الشاب بتدخل الأهل على أنه انتقاص من حريته وشخصيته واستقلاليته في نفس الوقت الذي يفترض فيه الاستفادة من حصيلة تجربة وخبرةالأهل، فالعلاقة بين الأهل والشباب إشكالية مستمرة ومتواصلة إذ تحتل الحيز الأهم في البحوث والدراسات التي تهتم بالمشكلات الشبابية، هذا عدا الواقع المكتظ بحالات ومشكلات كبيرة في هذا الجانب كما أن الإعلان المستمر والشكاوى الصادرة من الشباب بهذا الخصوص دائمة مثلاً الشابة نور سليمان سنة أولى قسم تربية تقول: لنعترف نحن كشباب بأن كل مسارات حياتنا يوجهها الأهل في التعليم وغير التعليم فنحن نستجيب لكلما يطرحه الأهل أحببنا أم كرهنا ذلك وكل من هو في محيطنا يعيش بنفس الآلية، بغض النظر إن كانت الآلية صحيحة أم خاطئة وقد يكون ما نصحونا به هو ما نميل إليه ونرغبه لكن بتلك الطريقة لا ندرك أنه خيارنا فهذا الكلام هو نموذج وموقف يتكرردوماً وحاضر في العلاقة ما بين الشاب وأهله حول هذه العلاقة واستقلالية الشاب وآلية ضبطها بالشكل السليم والإيجابي تحدث الاختصاصي الاجتماعي والنفسي الأستاذعيسى شعبان فقال: تدخل الأهل حالة ضرورية لكن يجب أن تكون حذره ومدروسة مثلاًبالنسبة لقضايا التعلم، التدخل سائد عندنا بشكل كبير فإن كان هناك محامٍ ناجح يجبرابنه على دراسة الحقوق والمحاماة ومثله الكثير من المهن ذات المكانة الخاصة في مجتمعنا كالطبيب والمهندس وغيره هنا تكون ردة الفعل سلبية لأنه قد ينجح الشاب في المجال الذي اختاره الأهل لكنه لن يكون مبدعاً فعلى الأهل أن يعرفوا مقدرات أبنائهم وإمكانياتهم وميولهم وبناءً عليه يوجهونهم بمعزل عن أي مفاهيم دارجة أوالتمسك بالمهن ذات المردود المادي دون غيرها، أما بالنسبة للقضايا الحياتية والاجتماعية الأخرى يجب أن يتدخل الأهل في حياة الشاب لكن بحذر لأن آلية الفرض القسري هي من أعسر حالات التعامل التي نطلب منها من الشاب أن يتقبلنا فلا يجوز مثلاً أن أفرض عليه الابتعاد عن صديق ما أو انتقده أو أوجه كلمات قاسية حوله فهذا لايجوز تربوياً ومطلوب مني أن ألمح بطريقة غير مباشرة وبآلية تحترم مواقفه وإلاستكون ردة الفعل التحدي والرفض فالأسلوب يجب أن يكون مدروساً ولا يخدش شخصيةومشاعر ذاك الشاب لأن التدخل شيء والتوجيه شيء آخر فالتعامل الحذر ضرورة في القضايا الحساسة التي تهم عاطفة الشاب وعلاقاته فالتوجيه القاسي المباشر يؤدي إلىنتائج عكسية وعلى الأهل أن يراقبوا بحذر ويعطوا رسائل غير مباشرة وبالتلميح والتوضيح يتم إعطاؤه كل الملاحظات الضرورية حتى يتاح له الاختيار الرفض أو القبول لذاك الصديق مثلاً أو أي حالة أريد التوجيه لها، فالشكل غير المباشر ضروري حتى ينتبه هو ويحاكم هو كيف يختار فالمراقبة ضرورية لكن بالحذر الشديد حتى يمكن لذلك الشاب التمتع باستقلاليته مع التأكيد على المعرفة بكيفية اختيار الوقت الصحيح والمكان الصحيح وكيف نوجه الملاحظات تلك التي تخلو من أي إهانة لكرامته أو مكانته بين الأصدقاء أو الأقارب، يجب أن نبني الشباب بالشكل الصحيح ثم نعطيهم الحرية بثقةودون خوف من مواقفهم لأنه هناك صمام أمان يحميهم يتمثل في البناء السليم والتربيةالسليمة ثم الحرية.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
يا الله يا محمد يا علي
الأخ الروحي الغالي سقراط المحترم
موضوع قيم وهام وأساسي
ونريد أن نشكركم بتقديم الرابط
https://read.forumalgerie.net/montada-f11/topic-t8517.htm#49833
تحياتي

ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقراط

هل أنت نكهة صيقية أم شتوية

هل أنت الماء أم الهواء

هل أنت قمر أم شمس

نطلب منك المزيد والمزيد

من دفء وضوء ونكهة فصول السنة

تحــــــــــــــــــــــ تقدير وأعجاب بالمتابعة والحضور المميز ـــــــــــــــــــــــــة

موضوع شيق أخي سقراط
مشكور

بوركت جهودك خيي سقراط flower

بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي مدد
أخوتي الروحيين الغوالي
مهنّد
علي نور الدين
صمت الروح
الطائر الفينيقي
زهراء
شكراً لكم على الردود اللطيفة والاضافات الرائعة والمتابعة
بارككم المولى