| الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه | |
|
+4waseemtc صمت الروح علي نور الدين سقراط 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 8:33 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
أحاول في مرات عديدة الاندماج بالحياة ليس فقط بدور المتفرج فلا أخوض غمارها، ولا أعاني مآسيها وهمومها مما يبقيني على درجة من الهدوء الذهني يسمح لي اكتشاف ما تحتوي هذه الحياة من جمال، في الواقع إنني أنتمي إلى غير هذاالعالم الظالم الرديء حيث السلاح وسيلة للدفاع عن الباطن في الحقيقة أنا آخذالحياة الآن عن جد، بل اعتبرها مسرحية ترغمني أحياناً عن دور المتفرج فحسب. مهمة الكاتب أن يصف الحياة ولكي ينجح في ذلك يجب أن يترك مسافة بينه وبينها كالمصور الذي يبتعد قليلاً عن المشهد،ويظل خارجاً عنه، كما عليه أن يحتفظ بروح الطفولة المليئة بالحماس، المهيأ دائماً للدهشة، والزاخرة بكنوز هائلة لدرجة إن الإنسان الذي يفقدها لا يبقى له شيء، وأن يملك بنفس الوقت القدرة على التعبير عن هذه الروح وترجمتها إلى أثر فني، فالدنيا منظوراً إليها بعين الطفل هي دنيا الشعر، مثلاً أنظر إلى راع صغير وهو يرعى قطيعاً من الغنم يعود عشية إلى القرية، فنراه يتفاخر حماساً، ويشير بيديه نحو الأغنام،لقد شعر بجمال اللحظة، التي تمر بنا نحن البالغين دون اكتراث، ولو استطاع هذاالطفل، الذي يعيش، بنوع من الأبدية المسحورة ولا يعاني مثلنا من وطأة الزمن والذي يملك عدسة عجيبة ينظر من خلالها إلى الكائنات والأشياء، ولو استطاع أن يعبر عن مشاعره لكان شاعراً كبيراً، لكنه للأسف عاجز عن ذلك. إن وظيفة الأدب هي إشباع الحاجات الروحية لدى الإنسان وهنا تكمن مأساة الأديب أنت تملك سلعة مادية تقايضها بسلعة مادية أخرى، تعطي صندوقا من التفاح مثلاً وتأخذ مكانه كيساً من القمح، تستبدل قطعة قماش بقطعة جلد ، تستعيض عن كومة من التراب بكومة من الحجارة تبيع صفقة من الحديدوتشتري بثمنها صفقة من الخشب تقدم خدمة مادية وتتلقى مقابلها خدمة مادية أخرى. لكن عندما نكون من أهل الروح وعندما لا تكون السلعة التي تحملها من إنتاج هذه الأرض، كيف تتوقع أن تنال عنهابديلاً حسياً، عندما توفر غذاء روحياً للناس كيف تنتظر منهم بالمقابل طعاماً لجسدك،المادة والروح صنفان لا يتجانسان ولا يصلحان للتبادل والمقايضة.الاعتراف بأن الأدب يعنى بالشؤون الروحية، ليس نظرة مثالية بل ظاهرة فنية تثبتها التجربة، متى نكتشف الجمال؟ الجواب: عندما نتحرر من الزمن ونعيش في حلم الأبدية أي عندما ننظرإلى الكون بعين روحنا لا بعين جسدنا، الأدب إذاً هو الحياة الحقيقية الأصيلة، بماأنه خادم الروح التي هي وحدها وجود وكل ما عداها عدم، والتي هي بالتالي أقصى غايات الإنسان، نعم، لا يجوز للأديب التخلي عن مهمته الجوهرية، وتسخير فئة لخدمة أي أغراض أخرى، بل يجب أن ينصرف إلى التعبير عن حقيقة الإنسان الذي كانه، وان يترك صورة صادقة عن التجربة التي عاشها في جميع مراحل عمره، مؤدياً شهادة دقيقة وأمينة عن الأسرار التي نقشتها الطبيعة في أعماقه،متيحاً للآخرين أن يقرؤوا لغة قلبه، ويفهموا اللغز المبهم الذي ينطوي عليه،والنموذج البشري الذي يمثله، والذي تحجبه عنهم عادة المظاهر الكاذبة، والاصطلاحات المزيفة، وتعجز المحادثة اليومية والكلام المبتذل عن الإفصاح عنه، هكذا يتيح لأشباهه أن يتعرفوا على ذواتهم ويسمح لسواهم أن يكتشفوا كيف يشعر ويفكر شخص آخر،وان ينتقلوا إلى عالمه الخاص ويروا الكون من خلال وجهة نظره، محققاً معهم اتصالاًمباشراً يظل مستحيلاً بدون الفن، متحولاً إلى شاشة تعكس ظلاً عن النفس البشرية تساهم مع الظلال الأخرى التي يعكسها بقية الفنانين، إلى أن تجعل الإنسان يعي ذاته. إن لحظة الأبدية هي التي تفتح لنا أبواب الجمال، بل هي ذاتها التي تقودنا إلى الله سبحانه ..... يولّد فينا الروح التي تعيش أبداً، الذي يعيش ويموت هو الإنسان، فننتقل من هاوية الدقائق المظلمةإلى الجنة السرمدية الموعودة، من حشرجة الموت إلى فرح الحياة، من قلق الوجود إلى طمأنينة الوجود ،نعم ، هي لحظة مباركة من لحظات الفرح، عندما يفتح القلب على مصراعيه للحب، وتدفع الغبطة من حنان، تسطع نجمة الإيمان في عتمة النفس فيحدث الإنسان نفسه أنه مع الله سبحانه ويؤمن به، لأنه ذاق عناقيد كرمه، ولأنه خبر لحظات الحب عندما يرتبط بالله سبحانه بخيط من نور تتصل به دقائق الزمان المبعثرة على مسافات العدم،إذ يولد الإنسان روحاً بواسطة الإيمان، يطأ الموت، بطرح ساعة الفناء القديمةبعيداً ويبقى عبر الزمان خالداً في قلب الوجود. أن تؤمن هو أن تشعر أن الله موجودفي أعماق قلبك، الذي يخفق بشدة لرعشة النشوة التي تسري فيه، غبطة مفاجئة لم يسبق لك اختبارها من قبل، لقد كنت تعيساً ولم يكن في حياتك ثمة ما يبرر هذه السعادة الطويلة التي لا يمكن تجاوزها، أنك تنهض بين الحين والحين ساجداً و داعياً ومخاطباً الله في أعالي السماء، فتجد أنك لست مخدوعاً في هذه الحياة الطيبة، وأن ثمة ما يهز كيانك من وهم السراب والضلال اللذين لا يدومان كل هذا الوقت المديد،هنا في هذا السجود والدعاء ، وحيداً مبتهلاً إلى الله في خلوتك الليلية تحس بهذه النعمة التي آسرك بها، والتي نلتها دون أن تبذل من جهتك أي مجهود. دون أن تتميز بأي كفاءة ربما أنت حسود ، أناني، متكبر، تحب الظهور والعظمة. لكنك ستسعى من الآن فصاعداً أن تكون خليقاً بذلك الإله الذي التفت إليك، ورأف بحالك، لقد أصبح لحياتك هدف، وستنذرنفسك ،وتكرس كل طاقتك لخدمة إلهك الحبيب وحمل الآخرين على الإيمان به ومحبته،والاعتذار منه لأنك في فترة من حياتك أخطأت ، واسترحامه بأن يقوي عقلك وإرادتك أنت الضعيف كي تقوم بواجبك نحوه ونحو نفسك، الوقت يمضي وأنت مبتهج كما لم تكنه قط. وها أنت تنظر إلى الناس بعينين ملؤهما الحب الممزوج بشفقة رقيقة ،وتصبح طويل البال لا يضيق صدرك بمخلوق ولا ينفذ صبرك لأي محنة، وها أنت تنظر من النافذة إلى الليل والسكون المخيمين على الكون والسماء المتلألئة النجوم، فتأخذك الرغبة في مناجاة الله برقة وأمل ..لأنك لست وحيداً، هناك في السماء أب رحيم و رؤوف وجبار ينشر حمايته عليك وتتضاءل جميع آلامك، وما أكثرها ، .....في حضوره الآسر سبحانه.هي لحظات تجلٍ صوفية أجدني اليوم أبثها للمحبين من حولي متناسياً تلك الغيوم السوداء التي تنذر بالعواصف وهياج الأمواج، لأنّ السكينة في الذات تنتصر على كل شيء. | |
|
| |
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 6:41 pm | |
| ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقراط
دقيقة صمت في حضوركم المميز
تحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صامتة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة | |
|
| |
صمت الروح عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 140 تاريخ التسجيل : 29/07/2010
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 8:09 pm | |
| وأنا أشارك أخي علي هذا الصمت في حضوركم يا علي مدد | |
|
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الأربعاء نوفمبر 17, 2010 5:08 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي علي نور الدين أختي الروحيّة الغالية صمت الروح شكراً لكما على الردود الجميلة والمتابعة بارككم المولى | |
|
| |
waseemtc عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 727 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 03/01/2009
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الأربعاء نوفمبر 17, 2010 8:57 am | |
| المولى يبارك فيك خيي سقراط
| |
|
| |
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| |
| |
الصقر مشرف عام
عدد الرسائل : 2581 Localisation : ا لمحبة العادية هي مجرد شعور صبياني تافه وسخيف ولعبة حسنة للمراهقين --- علينا ان ننمو ونسمو من هذا المستوى الاعمى الى حقيقة المحبة الروحية تاريخ التسجيل : 21/06/2009
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الخميس نوفمبر 18, 2010 5:49 am | |
| - اقتباس :
- أن تؤمن هو أن تشعر أن الله موجودفي أعماق قلبك، الذي يخفق بشدة لرعشة النشوة التي تسري فيه، غبطة مفاجئة لم يسبق لك اختبارها من قبل،
اشكرك ايها الحكيم | |
|
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الخميس نوفمبر 18, 2010 7:19 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي الصقر شكراً لكم على الرد الجميل والمتابعة بارككم المولى | |
|
| |
زهراء ديب مشرف عام
عدد الرسائل : 2275 Localisation : _________________ قوة الارادة ليست الا نتيجة لسلسلة من عمليات التاديب والتدريب ان قوة الارادة صفة ؟؟؟ لا يرثها المرء عن ابائه واجداده انما يجب ان يدفع قيمتها ليكسبها ............ تاريخ التسجيل : 28/09/2009
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه الجمعة نوفمبر 19, 2010 6:13 pm | |
| | |
|
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه السبت نوفمبر 20, 2010 7:55 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخوتي الروحيين الغوالي وسيم الطائر الفينيقي زهراء شكراً لكم على الردود المميّزة والمتابعة المستمرّة بارككم المولى | |
|
| |
ميرنا عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 314 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 14/06/2010
| موضوع: رد: الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه السبت نوفمبر 20, 2010 8:05 am | |
| | |
|
| |
| الحياة ..الأدب.....و الطريق إلى الله سبحانه | |
|