تنبيه وتحذير ...إلى أهالينا الكرام..!!
********************************
(فلنضع هذه الأماكن المشبوهة في دائرة الخطرالاجتماعي...ولنمنع أبناءنا من ارتيادها!!)
*******************************
في مقالة سابقة كنت قد أرسلت تنبيهاً وتحذيراً إلى أهالينا الكرام،يوصيهم بمراقبة أولادهم الذين يذهبون إلى صالات البلياردو،لأنّ ماجرى، ويجري فيها من عبث،واختلال ببعض القواعد العامة للسلوك الاجتماعي،واكتساب أطفالنا بعض العادات السيئة كتعلّم(التدخين) مثلا، نتيجةارتيادهم لمثل هذه الأماكن المشبوهة، كلّ ذلك، يفرض على أولى خلايا المجتمع، أي: الأسرة، أن تراقب سلوك أبنائها،وأن لاتسمح لهم دخول مثل هذه الصالات،إلا إذا كانوا برفقة أحد أفراد الأسرة الواعين،فتربية الأطفال تربية صالحة واجب وطني،قبل أن يكون واجباً اجتماعياً وأخلاقياً،لأنّهم وببساطة أولادنا،وفلذات أكبادنا،والسّهر على تنشئتهم وتربيتهم تربية صالحة من أولى اهتمامات أيّة أسرة، أو مؤسسة تربوية، أو تعليمية،منذ وضعهم كبراعم صغيرة في رياض الأطفال..واليوم سوف أضع بعض الأماكن الأخرى المشبوهة في دائرة الخطر الاجتماعي، التي تفرض علينا كأفراد في هذا المجتمع ،أن نمنع المراهقين من شبابن،ا وبناتنا من ارتياد بعض المقاهي التي تخالف قواعد وشروط ترخيصها،وتقيم حفلات رقص جماعية لشبابنا المراهقين،وتمنع دخول الشاب إليها، إلا إذا كان برفقة فتاة،وفي هذه الحالة يختلط الحابل بالنّابل،وتمتلىء صالات هذه المقاهي بمختلف الفئات والنّوعيات ذات الأهداف البريئة،والشريرة،ومن يعلم،ماذا يجري في داخل هذه الصالات..؟؟وماذا تقدّم لزبائنها الكرام ـ الذين هم أبناؤنا وبناتناـ من مشروبات باردة، وساخنة..؟؟
فهل بعدكلّ هذا.. نقف متفرجين على ما يجري حولنا، وفي بعض هذه المقاهي والأماكن المشبوهة..؟؟أم نكتب ،ونحذّر فخطر الحريق يحيط بنا من كلّ جانب،بل قل: أصبحنا في قلب أتون النّار،التي لن ينشر لهيبها إلا الدمار، هذا، إن لم يكن الخزي والعار..!!
وكنت لاأريد أن أتحدّث في هذا الموضوع الاجتماعي الذي يمسّ سمعة، وكرامة بعض شبابنا المستهتر الطائش،الذي لاهمّ له إلا تقليد الصرعات الأجنبية،
والسّير في طريق وعرة،مليئة بالأنفاق المظلمة،
والأوكار الموبوءة، والخبيثة،والتي لا تقود شبابناإلا إلى نتائج قاتلة،وتوقعهم في نّدم مرير حين لاينفع النّدم..!!إلا أنّ ماهمس به أحد الأصدقاء الشباب في أذني، وأسرّه لي،راعني، وأفزعني،وحفّز فيّ مشاعر الكرامة القبلية،و وجعلني أرتجف كالمبرود..!!
قال الصديق: ولسانه يعجز عن التعبير،وقلبه ينفطر أسى وحزناً على شباب، وبنات مدينته المراهقين..
قال:إنّ أحد مقاهي مدينتنا،مدينة الثقافة والفكر،بادر ويبادر إلى إقامة حفلات رقص(ديسكو) جماعية ، في مناسبات معيّنة، أو بدون مناسبة..!! يتنادى إلى حضورها فتيات في عمر الورود، وشباب مراهقون من أبناء مدينتنا،وطبعا، بدون إذن مسبق من أهاليهم وبدون معرفتهم، وبعيداً عن مراقبة أعينهم،ولما كان هذا العمل يسيء إلى سمعتنا، وكرامتنا كمجتمع شرقي، مايزال محافظاً ،ومتمسكاً في بعض عاداته وتقاليده،رغم كلّ رياح التغيير التي جلبتها معها العولمة الحديثة،ورغم الصرعات و(الموضات)التي تسري في كيان مجتمعنا ،كما تسري النّار في الهشيم،فلنحرص على أن نضع هذه الأماكن المشبوهة ضمن دائرة الخطر الاجتماعي،ولنحذّر أولادنا ونمنعهم من ارتيادها،ولنطلب من الجهات الإدارية التي تشرف على قواعد ترخيصها،وشروط مزاولتها للمهنة التي رخصّت فيها،أن تدقّق (مشكورة) في قواعد وشروط ترخيصها،و تبيّن للقائمين على مثل هذه الأماكن، وبوضوح تام،ما يسمح لهاأن تقدّمه لزبائنها الكرام،ومالايسمح لها به..!!
ونحن لانريد أن نكون سبباً في سدّ السّبل أمام ارتزاق النّاس،ولكن كلّ ما نطلبه أن يكون السبيل المسلوك لطلب زيادة الدّخل مشروعاَ من الناحيتين: القانونية والأخلاقية..
حفظ الله شبابنا وبناتنا من كلّ سوء،وأبعدهم عن ارتياد مثل هذه الأماكن المشبوهة، التي وضعناها في دائرة الخطر الاجتماعي،وكلّ الشكر لأهالينا الكرام الذين سوف يتجاوبونا مع تنبيهنا وتحذيرنا،فأبناؤهم هم أبناؤنا، وما يمسّهم ، ويؤذيهم،يمسّنا، ويؤذينا..
وحسن الختام في هذا التحذير،هو تمسّكنا وعملنا بمضمون قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت == فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما
وقوله أيضاً:
إِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت == فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الكاتب :حيدر حيدر
سلمية في /4/12/2010