يظهر إحساس الشباب العالي بمسؤوليتهم بأشكال مختلفة ويتجلى في مبادرات تستحق الاهتمام، وهذا ما نراه في مجموعة الجزيرة السورية، وهم عدد من خريجي وطلاب الجامعات عملوا على تقديم يد العون لمن أجبرهم الجفاف وشح الطبيعة على النزوح إلى دمشق تاركين بيوتهم،
إلى مخيمات ينقصها الكثير من مقومات الحياة، بدؤوا قبل سنة بحملة على الفيس بوك ثم انتقلوا إلى أرض الواقع، فنفذوا عدة مشروعات صغيرة، منها حقيبة الشتاء قبل عيد الأضحى والتي تحوي ملابس شتوية لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و15 سنة. شملت 200 خيمة فيها أكثر من 500 طفل وطفلة.
تم التحضير لحملة «أكياس الدفء» بشكل دقيق إذ تم إحصاء عدد العائلات وأفرادها في المخيمات داخل المناطق المستهدفة، لذلك سيكون لكل عائلة كرتونة مكتوب اسمها عليها، ولكل طفل كيس مكتوب عليه اسمه. هذا المشروع يحاول تخليص 500 طفل من برد شتاء هذا العام، من خلال تقديم أكياس الدفء لهم، يحمل كل كيس: «بنطالاً وكنزة وحذاء وجاكيتاً». علماً أن عدد العائلات التي نزحت في عام 2010 أكثر من خمسين ألف عائلة. بحسب أرقام الأمم المتحدة.
ولا تقف نشاطات المجموعة هنا فقد أعدوا فريقاً لتعليم الأطفال وتحدثنا المتطوعة آلاء عن تجربتها معهم فتقول: ما أقوم به من تدريس الأطفال هنا جزء من مسؤوليتي تجاه مجتمعي، ومشاركتي هنا فرصة لأمارس هذه المسؤولية، وأكثر ما أثر في أن طالباً في الصف الخامس يحمل أخاه الأصغر على ظهره يومياً لأن الأب والأم يذهبان إلى الزراعة ويهتم به كأب وهو طالب مجتهد ما جعلني أشعر بمسؤولية أكبر.
وكانت المجموعة بدأت بتدريس الأطفال منذ آذار الماضي وسمعت المشروع «الحبابين» الذي يدرس ستين طفلاً القراءة والكتابة إلى بداية شهر تموز، كما أقاموا معرضاً باسم «مؤقت»، قدم 22 صورة من المخيمات في «شام محل- آرت كافيه». ويقول عامر حلاق سنستمر بالعمل لأنه في كل يوم يأتينا متطوعون جدد ومساندون ريثما تحل قضية الجفاف.