يقولون لي كم تجيد الهجاء
ونشر المعايب والافتراء
وشتم الأناسي بدون خجلْ
حرام عليك ! تأمّل وجوه الحسان .. جمال الورود
وصوت البلابل .. ولحن الغزلْ
عجيب لهذا الزمن
كلّ مافيه صار زيفاً وكلّ اللطافة محض دجلْ
يراودني الحلمُ في داخلي
وأشتاق أكتب شعر الغزلْ
ولكنّ كلّ خلايا دمي
تثور عليّ ...تؤنبني :
ذاك حبٌّ ضحِلْ
فكيف تغنيّ لسمر الشفاه
وأنت تقاومُ ثوباً سمِلْ ؟
وتشربُ كأسَ المخاوف والجوع
وتهربُ من عاهرات الجُمَلْ ؟
***
يؤرقني البحرُ والذكرياتُ
وليلٌ تمطّى جواداً أغرّ
طفقتُ أدندنُ لحنَ الحنين
وأستقبلُ الريحَ . أينَ المفرّ ؟
وأسرجتُ صوتي لأجل الرحيل
وما بي شوقٌ لطعمٍ أمرّ
وتصرخ بي شمسُ الأصيل : توّقف ! توّقف!
أجبتُ : أنا بانتظار القادم المنتظر !
ألا أيّها القادمُ المنتظر !
ألا أيها الدائم المستقر !
متى الركبُ يمضي ؟ سئمتُ الوقوف
ولون الرّماد .. كفاني صبر .
***