قرأت لكم كتاب (الإسلام تاريخ وعبر ) لمؤلفه : آية الله محمد تقي المدرسي , منشورات دار نشر المدرسي للطباعة , باللغة العربية , عدد الصفحات 392 , المجلدات 1 , عدد الفصول 3 , الطبعة الخامسة .
يتحدث الكتاب عن جانب هام من تاريخ الأمة , وهو الصراع من أجل الحرية السياسية والدينية . والحركات الرسالية التي تناضل من أجل الحرية في عهود الحكام الطغاة في العهدين الأموي والعبّاسي , ففي الفصل الثالث تناول المؤلف مسيرة الحركة الرسالية في العهد العبّاسي , ومن تلك الحركات التي تحدّث الكاتب عنها :
- تطور الحركة الإسماعيلية , متحدثا ومحاولا بكل الأدلة التاريخية أن يثبت ما أدعاه المؤرخون أو شككوا في نسب ميمون القداح ووصايته على الإمام محمد بن اسماعيل , وصلته بالإمام محمد الباقر ومن بعده الإمام جعفر الصادق , ودوره في تنظيم الحركة بطريقة دقيقة وبارعة , ثم ينتقل المؤلف ليتحدث عن مسائل متعلقة بإخوان الصفاء , ويتحدث باختصار عن منهجهم الفكري الذي يمثل المنهج الفكري للإسماعيلية باعتبار أن الإمام هو الذي كان يوجههم ويقودهم في تأليف رسائلهم , ثمّ يتناول الباحث منهج الغيبة عند الإسماعيليين باعتباره منهجا دقيقا استطاع أن يحمي الحركة ويدفع عنها خطر العباسيين , بما اتصفت به من سريّة العمل والحركة للإمام وأتباعه المقربين إليه , ثمّ يتناول المؤلف عللاقة الحركة الإسماعيلية مع أشراف الأئمة من الطالبيين , ويذكر شاهدا شعريا للشاعر الشريف الرّضي , الذي يتحدى الخليفة العباسي بقوله :
ما مقامي على المذلة وعندي ..... مقول صارم وأنف حميّ
أجرع الذلّ في بلاد الأعادي .... وبمصر الخليفة العلويّ
ويذكر المؤلف أن الخليفة العباسي أغرى الشريف المرتضي أخا الشريف الرضي ليسحب قصيدته , لأن في القصيدة تكذيب لدعوى الحكام العباسيين بحقهم في وراثة بيت النبوة , والتشكيك بنسب الفاطميين في مصر , وينتقل المؤلف أخيرا إلى الحديث عمّا حققت الإسماعيلية عبر التاريخ , فيرى أن دور الإسماعيلية كان دور حماية وقوة ودعم للحركات الرسالية الأخرى كونهم كانوا أقوياء , وشجعان يضحون بأرواحهم في سبيل الحق , ملتزمين خط الإمام الحسين عليه السلام الذي علّم البشرية كلّها كيف يضحي بدمه في سبيل كلمة الحق , مما جعل العباسيين يخففون من وطأة ظلمهم على الشيعة بشكل عام والطالبيين بشكل خاص , فحصل الطالبيون على مساحة كبيرة من الحرية في فترة الخلافة الفاطمية , وما فعل ذلك العباسيون إلاّ خوفا من الفاطميين , ونوعا من تحسين وضعهم أمام الحركات الرسالية التي كانت في العهد العباسي .
ملحوظة : لمن أراد الاطلاع على الكتاب موجود على موقع محمد تقي مدرسي .