موضوع: نشاطات الخير..... تشع من روضة المكفوفين الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:08 am
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
ما إن تدخل روضة المكفوفين الواقعة في قبو منزلي في منطقة المجتهد حتى ترى أطفالاً في كامل حيويتهم يلعبون ويمرحون رغم ضيق المكان غير آبهين بإعاقتهم البصرية حتى يخيل للمشاهد للوهلة الأولى بأنهم أطفال عاديون لولا بعض الصدمات وعندما ألقينا السلام عليهم كانت الإجابة بالتهليل والترحيب. الآنسة جمانة الشعار متطوعة وإحدى النشيطات في عمل الخير في فريق نذر نفسه لخدمة هؤلاء الأطفال تحدثت عن عملها في الروضة قائلة: كما تشاهدون فإن مكان الروضة لايتسع لأكثر من ثلاثين طفلاً وهؤلاء الأطفال في أمس الحاجة إلى الرعاية والاهتمام في هذه المرحلة العمرية الحساسة لذا نعمل كفريق من المتطوعين مع الكادر التدريسي وجمعية رعاية المكفوفين التي أنشأت هذه الروضة بإمكانياتها المحدودة لرفع سويتها التعليمية والخدمية وخاصة في مجال رفع سوية الآنسات غير المؤهلات للتعامل مع الإعاقة البصرية واللواتي يشكلن الغالبية العظمى وللعلم فإن هذا هو المكان الوحيد لهؤلاء الطلاب ولكن كما قلنا لايمكن قبول طلاب جدد أو عدد أكبر لضيق المكان وهو ما دفعنا لعدم قبول أكثر من مئة طالب كفيف. وعن المسرحية التي تقام في كل عام حددت الآنسة الشعار أهدافها بالقول: نسعى من خلال هذه المسرحية أولاً إلى نشر المعرفة عن هذا الطفل بحيث يخرج الأهل أطفالهم المكفوفين إلى المجتمع ويلغى التأهيل اللازم والكفاءة الحياتية الضرورية لجعله فاعلاً في المجتمع لا عالة عليه وثانياً: يستطيع المجتمع التعامل مع هذه الإعاقات وبالتالي دمجها في مجتمعها وثالثاً: من خلال هذا الدمج يعرف حقوقه وواجباته وبالتالي نهيء له المكان الصالح وبذلك تتغير نظرة الشفقة والإحسان تجاهه. بالنسبة لعمل الفريق التطوعي هو فريق تكافل اجتماعي مؤلف من 10 متطوعات يعملن على رفع رواتب معلمات الروضة والعمل على تأمين مقر أكبر يتسع لطلاب جدد هم بأمس الحاجة لتأمين هذه الخدمة وتأمين باص لنقل الطلاب وهي مشكلة من ناحية الأجور وكذلك طول وقت الرحلة الذي يستمر أحياناً أربع ساعات ذهاباً وإياباً وتقديم رحلات للأطفال ووجبة طعام أسبوعية والعمل على توجيه المجتمع نحو مساعدة هؤلاء الأطفال ونحن من أجل ذلك استطعنا تأمين طبيب لمتابعة الأطفال/د. صندوق/ ونسعى للاختصاصات متعددة للتعامل مع هؤلاء كاختصاصين اجتماعين وتربية ورياض أطفال.. وغيرهم ما يدعم توجهنا لرفع سويتهم العلمية والتأهيلية بدورها الآنسة بشرى البكار مديرة الروضة قالت: توجد في القطر روضتان للمكفوفين في دمشق روضتنا والثانية في حمص لذا فهذه الفئة مظلومة بعض الشيء ولذلك الأعداد التي لا نستطيع قبولها كبيرة والسبب هو ضيق المكان وكذلك عدم تأمين المواصلات فلدينا باص تملكه الجمعية وينقل طلابنا والثاني مستأجر لحين تأمين البديل ونخدم منطقة كبيرة في دمشق وريفها وأحياناً في محافظات أخرى وهذه الروضة تتبع للجمعية بدمشق ونحن في هذه الروضة نفتقر إلى الخبرات الأكاديمية ونعتمد على الخبرة التراكمية مع الوقت وأغلب المدرسات يحملن شهادة البكلوريا فقط لذا نحتاج إلى الكادر التدريسي الأكاديمي المؤهل للتعامل مع الظروف الخاصة لهؤلاء الأطفال أو نحتاج إلى تدريب المدرسات اللواتي يملكن الخبرة المكتسبة وتأهيلهن لتقديم أفضل الخدمات خاصة مع غياب الوسائل التعليمية الضرورية المتطورة والتي ترفع من كفاءتهن علماً بأن/ المكفوفين/ قريبون جداً من المستوى العلمي والصحي للأطفال الأصحاء ومن الصعوبات التي تواجهها هي أن الطفل تتم إعارته لوحات الكتابة والأحرف ونستردها صيفاً أثناء العطلة وبذلك يبقى الطفل ثلاثة أشهر بدون تأهيل مما يجعل عودته للروضة وتكيفه العلمي معها صعباً والسبب هو ضعف الحال المادي فالجمعية لا تستطيع تقديم أكثر من ذلك لمحدودية مواردها تبقى الاشارة إلى دور الأهل ووعيهم حيث نجد دلالاً زائداً أو إهمالاً زائداً للطفل وهو ما يجعل دورنا صعباً في التعامل معهم. المتطوعة لبنى طباع منذ أربعة أشهر تحدثت عن دورها كمتطوعة سابقة في جمعية بنا ومن هنا أحبت العمل التطوعي لهذه الفئة رغم عملها في مجال التصميم الاعلاني لأنهم أطفال بحاجة للحنان حساسون يحبون الهدية واختراع الأشياء البسيطة لهم تجعلهم في سعادة كبيرة وتنمي معارفهم الحياتية. بينما آلاء فارس خريجة رياض الأطفال حالات خاصة فقد رأت أن التعامل مع هذه الشريحة له مكنوناته والذي يجب أن يكون منظماً وأكاديمياً فهي قد تدربت على اعاقات أخرى ولم تتعامل مع المكفوفين لكنها عندما بدأت التعرف عليهم هي على استعداد لتقديم كل شيء من وقتها وخبرتها وحتى تدريسهم مادة اللغة الانكليزية التي تتقنها وكما قالت هي بحاجتهم أكثر مما هم بحاجتها إنه عالم جميل تقدم لهم منهاجاً دراسياً متماشياً مع رياض الأطفال المبصرين مع تعويض البصري بسمعي أو بوسيلة ايضاحية أخرى. المتطوعة هنادي تركماني تطوعت لطبخ وجبة غذائية اسبوعية فهي الأم التي تعرف ما يحبه الأولاد وهدفها هو تقديم هدف سامٍ أي تقديم خبرة واستخدام المهارات في الطعام وخبرات الأكل الأنسة نوره سباعي كفيفة منذ 4 سنوات تقوم بتعليم طريقة برايل فتقول إن المكفوف يعتمد على القراءة باليد بدل العين فالمنهاج نفسه والقراءة نفسها لكن لا إمكانيات مادية هنا لتأمين كل شيء وعند توافره يمكن تطوير العمل فالمكفوفون غير موفورين بالاهتمام الاعلامي مثل غيرهم فالاعلام دوره هام جدا وتسليط الضوء على جهة معينة يصبح الاهتمام أكبر والموارد أكثر وعندما يصبح العمل أكثر وأفضل فمثلاً هناك الأطفال ضعاف البصر أي من لديهم بقايا بصرية يمكن تعليمهم بشكل جيد حتى لو تعلموا كتابة بسيطة أو تلويناً ما عند ذلك تغذي لهم حاستين هما: حاسة اللمس وحاسة البصر بالقليل من تلك البقايا وهذا ما تفعله روضة المكفوفين في حمص إضافة إلى فرز مدرسات خاصة بهم وهذه الطريقة تساعد الطفل ضعيف البصر بتوصيل المعلومة أكثر من غيره فيتخيلها ويشاهدها كما ويتعرف على اللون والذي له دور كبير في ذلك وعن استفادتها من دراستها الجامعية في قسم علم الاجتماع بينت أن دراستها الجامعية لم تعطها الكثير بسبب عدم التركيز على هذه الفئة بالذات بيد أنها كمكفوفة استطاعت الاستفادة من تجربتها الشخصية وتجارب الآخرين مثيلاتها بإيصال المعلومة إلى هؤلاء الأطفال رغم عدم وجود الوسائل اللازمة بعدد الأطفال الموجودين في الروضة مثل وسائل التكبير والمكبرات وغلاء الوسائل الضرورية لتلك العملية. وأخيراً: إذا كان الله قدر لهؤلاء الأطفال الأبرياء وتلك النسائم الهادئة التي تطفو على بحر الحياة فمن واجبنا كمجتمع محلي كل في مكانه ومركزه مساعدتهم حسب استطاعتنا لتبقى تلك النسائم مشاعل نور في بلدنا الحبيب ولنجعل من تلك البسمات البريئة واحدة من أياد كثيرة تعمل لبناء مجتمع سليم معافى قادر على البناء والتطور.
علي نور الدين مشرف عام
عدد الرسائل : 3567 تاريخ التسجيل : 06/02/2009
موضوع: رد: نشاطات الخير..... تشع من روضة المكفوفين الأربعاء ديسمبر 22, 2010 3:24 pm
الإثنين سبتمبر 11, 2023 8:10 am من طرف الاسماعيلي اليامي
يا 