أجمع المؤرخيين الذين عاصروا الإمام (( نزار بن معد )) العزيز بالله أن عهده كان من أزهى التعصور وأعظم العهود التي مرت بها الخلافة الفاطمية
حيث عم البلاد اليسر والتسامح الديني وبلغت الثقافة الفكرية والعلميةاقصى درجات الانتشار والاذدهار
كان الامام العزيز با لله اديبا شاعرا عالما مستنيرا و قائدا شجاعا و حالما ومدبرا وخليفة عادلا كريما يعفو عند المقدرة حسن الخلق قريب من الناس
كانت ولادة العزيز بالله نزار بن الامام المعز لدين الله ابي تميم معد في يوم الخميس 14 محرم سنة 344في مديتة المهدية قدم الى القاهرة مع ابيه الامام المعزلدين الله وولي عهده في 4 ربيع الاخر سنة 365هجربية وهو في الثامنة و العشرين من عمره
في عهده رقعت الدولة الاسماعيلية من بلاد المغرب شرقا الى ساحل الاطلسي غربا ومن اسيا شمالا الى بلاد النوبة جنوبا
وفي ابامه اذداد خطر( القرامطة وافتكين) في الشام
فحاول ان يستميل افتكين بالطرق السلمية واعدا اياه بالمكافئة اذا ترك الشام لكن افتكين تحالف مع القرامطة واعلن الثورة على الامام
فارسل الامام جيشا بقيادة القائد العظيم جوهر الصقيلي فسار اليه سنة 366 فدخل جوهرمدينة رملة و احتلها و هر ب القرامطة الى الاحساء ثم توجه الى دمشق و حاصرها فتمكن افتكين من الهرب الى طبرية
حيث انضم الى فلول القرامطة واعاد تنظيم جنودهم و جمعوا المؤن وعادوا لمقاتلة جوهر الصقلي
مما اضطره للعودة الى مصر واخبر الامام بذلك فخرج الامام بنفسه لمحاربة القرامطة وافتكين وفي 13محرم سنة 368
تلاقى الجيشان وانتصر الامام العزيز و تمكن جيشه من اسر افتكين وعددكبير من جنوده لكن الامام العزيز عفى عن الاسرى واحسن استقبال افتكين والحرس واسكنه دار فسيحة واغدق عليهم الاموال
هكذا اصبحت سوريا بعد القضاء على هذه الفتنة الخطيرة ولاية فاطمية عاصمتها دمشق
وجه الامام العزيز العناية الزائدة واختارغلامه ((بنجوكت ))التركي لفتح حلب
كما اصطدم جيشه مع البيزنطيين على ضفاف العاصي فهزم جيشهم و اسر قائدهم وقتل منهم الكثير
بعد ان استتبت الاوضاع في جميع انحاء الدولة الفاطمية راء الامام ان يحول جهوده الى النواحي الاصلاحية و انشاء المباني و الجسور و تقوية الجيوش وزاد عدد الاسطول وحسن المرافئ وقوى الجيش
كما عين يعقوب بن كلس وزيرا له واهتم الامام العزيز بالله بانشاء دوور للكتب وشجع العلماء و المؤلفين والشعراء وخصص لهم المنح والعطايا وجعل الجامع الازهر مدرسة علمية
و مهم اوتي المرء من قوة التعبير لا يسطيع ان يوفي هذا الامام حقه لما تملى به من الشمائل النادرة والاخلاق الحميدة التي حبته جميع القلوب
توفي الامام العزيز بالله في مدينة بليس في يوم 28 رمضان سنة 389 وهو في 44 ودفن في مقبرة القصر مع اباه وكانت مدة خلافته 21 سنة 5 اشهر ونصف
كان نقش خاتمه ((بنصر العزيز الجبار سينصر الامام نزار))
عهد لابنه ابو علي المنصور باالامامة