(أيّها الأصدقاء: كلّ عام وأنتم بخير..)
******************************
أولاً:التهنئة بعيد رأس السّنة الميلادية.
بمناسبة إطلالة العام الميلادي الجديد. 2011 ..أبتهل إلى الله أن يكون عاماً سعيداً وفاتحة خير وبركة، لكلّ أصدقائنا على هذا الموقع، زوّاراً كانوا، أم كتاباً، أم مشرفين. كما أتمنّى له التقدّم والازدهار في كلّ المجالات ، وأن يظلّ غنيّاً بموضوعاته الأدبيّة، والثقافية،وأن تبقى نجومه ساطعةو مشرقة ومضيئة في سماء هذا الفضاء الكوني الواسع من عالم الفكر والمعرفة..قال ابن زيدون:
وَبُشراكَ عيدٌ بِالسُرورِ مُظَلَّلٌ == وَبِالحَظِّ في نَيلِ المُنى مُتَكَنَّفُ (1)
بَشيرٌ بِأَعيادٍ تُوافيكَ بَعدَهُ == كَما يَنسُقُ النَظمَ المُوالي وَيَرصُفُ
ثانياً:وظيفة الأدب..!!
أيّها الأصدقاء:بوركت يد كلّ مبدع: كاتباً كان، أم شاعراً ،خطّ بيراعه أثلاماً وارفة الخضرة والظلال، في ثرى آدابنا من نثر وشعر،فأينعت ثمرا يانعاً،وقطوفاً شهيّاً،مجتنىً لكلّ طالب علم وأدب..!!لأنّ الأدب وكما تعلمون له جمالياته اللأسلوبية، وذائقته الفنيّة،وله مضامينه الفكرية والاجتماعية والسّياسيّة،وله وظائفه في رصد وكشف وتعرية كلّ الظواهر السّلبية التي تعاني منها الأمة،وما يكابده المجتمع..وكلّما يتذكر صرخة الشاعر ابراهيم اليازجي في وجه الاحتلال الذي كان يعد بالاستقلال ولايفي بوعوده:
تنبَّهوا واستفيقوا أيُّها العـربُ==
فقد طمى الخطبُ حتّى غاصت الركـــب
فيمَ التعللُ بالآمـال تخدعكم==
وأنتم بين راحات القنـا سُلُـــبُ
ثالثاً: تهنئة العرب والمسلمين..
وبهذه المناسبة السّعيدة يطيب لي أن أهنىء الأمّتين العربيّة ،والإسلامية بإطلالة العام الجديد،متمنيّاً لقدومه أن يكون مفتاح سلام وخير وبركة عليهما..
رابعاَ:استشراف آفاق العام الجديد..!!
أيّهاالأصدقاء:بعيداً عن حسابات الفلكييّن،وتوقعات المنجّمين،تعالوا نستشرف آفاق العام الجديد،وماذايحمل لشبابنا العربي من مسؤوليات جسام،وماذا يخبّىء لهم من أمان معسولة..!!
فالشباب هم الجسر الذي نعبر بواسطته نحو المستقبل،وهم الثروة والثراء، والخضرة والنّماء..قال الشاعر ابراهيم طوقان يزفّ لوطنه عطاء الشباب المتجدّد:
وطني أزُفُّ لكَ الشَّبا == ب كأَّنهُ الزَّهَرُ النَّدي
لا بُدَّ مِن ثَمرٍ لهُ == يُوْماً وإنْ لمْ يَعْقِدِ
ريْحانُهُ العِلمُ الصَّحي == ح وروُحهُ الخلْقُ الحسنْ
وطَني وإنَّ القَلْبَ يا == وَطني بِحبَّكَ مُرْتَهَنْ
لا يَطمَئِنَّ فَإنْ ظَفِرْ == ت بما يُريدُ لكَ اطمأنْ
خامساً: هواجس... وأمان للوطن..!!
ومن منطلق،حبّ الوطن، والاطمئنان على مستقبله، وتحقيق أمانيه القوميّة في العام القادم، أخصّ وطننا العربي بهذه الأماني:أتمنّى أن ترفرف رايات التحرير، والوحدة في سماء العروبة:تحرير كلّ الأراضي العربيّة المغتصبة في الجولان وجنوب لبنان..وغيرهما،وتوحيد كلّ طاقات، وإمكانات الأمة، والمقاومة البطلة في مواجهة أعدائنا الصهاينة، ومن يساندهم من الدول الاستعمارية المستغلّة،الذين يسعون إلى إضعافنا وتجزئتنا عن طريق تفتيت العراق، والسودان، ولبنان إلى دويلات ومزق،يسهل لهم بعدها توجيه سهامهم الطائشة،وأسلحتهم المدمرة نحو صدورنا ..دويلة ..دويلة..والله لن تنتصر أمّتنا العربيّة إلا في وحدة شعوبها، ومقدّراتها..قال الشاعر(الطغرائي) يوصي بنيه، عندما حضرته الوفاة، ويحثّهم على التضامن في مواجهة نوائب الدّهر:
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى == خَطْبٌ ولا تتفرقُوا آحادَا
تأبَى القِداحُ إِذا اجتمعْنَ تكسُّراً == وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا
والعدوّ يعرف ذلك قبل الصديق،لذلك يسعى دائماً إلى تفرقتنا وتشتّت قوانا، حتى يسهل عليه طعننا في صدورنا، أومن وراء ظهورنا..!!
سادساً:دور الشباب العربي في تغيير الواقع الرّاهن، واستنهاض الهمم لاسترجاع الحقوق المغتصبة..!!
أيّها الشباب العربي:وحتى نتنبّه لهول الأخطار المحيقة بنا كعرب وكمسلمين، علينا أن نستيقظ من كبوتنا،وعلينا التمسّك بقيمنا الرّوحية،وثوابتنا الأخلاقية النّبيلة، ونقرأ التاريخ جيّداً،ونستفيد من تجارب الأمم التي تعرّضت للظلم والاضطهاد، وسلب ونهب لثرواتها وخيراتها، بفرض المحتلّ عليها أهدافه عن طريق القوّة والغطرسة،ونفهم من حقائق ذلك التاريخ البطولي لمناهضة ظلم، واستبداد ،وتقييد حريّة الشعوب، مغزى عظة واحدة ألا وهي:
(ما أخذه العدوّ بقوّة السّلاح، لايستردّ في ميادين البطولة والتضحيةإلا بقوّة السّلاح).
سابعاً: كيف تواجه أمتنا التحدّيات..؟؟
ونحن أمّة تدعو إلى التعاون، والمحبّة، والسّلام بين كافة أمم الأرض،ولكن على أساس من النّدية، واحترام حقوق الآخرين في أوطانهم،مادام الآخرون يحترمون حقوقنا في أوطناننا،وحتّى نفرض على الآخرين هذا الاحترام،ونجعل العدوّ يتخلّى عن أطماعه، وحقده،علينا أن نعزّز صمودنا بترسيخ الإيمان، والثقة بأنفسنا أولاً،وثانياً:نعدّ أجيال شبابنا الإعداد الواعي،لكلّ مايحاك لهم، وللوطن من مؤامرات،ومايزرع في طريق وثوبهم من ألغام، ومكائد.حتى يبقوا يقظين متنبّهين للخطر الدّاهم..!!
أيّها الأصدقاء القرّاء على ساحة وطننا العربي الكبير،تعالوا.. ومع بداية سنتنا الجديدة، نبحث في ذاتنا، ومحيطنا الواسع عن أسباب ضعفنا، وتقصيرنا، وننقد ما مضى من مسيرة نضالنا، لعلّنا نهتدي إلى أفضل السّبل ، التي تخرجنا من النّفق المظلم الذي نسير، ونتخبّط فيه،إلى عالم كلّ ما فيه نور في عامنا القادم، بعون الله وتوفيقه..!!
ثامناً:تفاءلوا بالخير تجدوه..!!
تقول الحكمة التي تعبّر عن التفاؤل بالمستقبل، لا التشاؤم فيه
تفاءلوا بالخير تجدوه...!!).وإن شاء الله سنحصد بتفاؤلنا، وصبرنا هذا الخير المكنوز في وهاد، ومهاد عامنا القادم.. وبفضل عزم، ونضال وتضحيات شبابنا. يحقّق وطننا مايصبو إليه من أمان معسولة، قال الشاعر:
عَزم الشَباب == قُوةٌ لا تُغلَبُ
وَلا يَهاب == أَيّ هَولٍ يركبُ
لا يَنثَني أَو == يَجتَني لِلوَطنِ
ما يُطلَبُ
وبفضل العمل الجاد، والكفاح الدّائم والدّائب، نحيي في نفوسنا الأمل في جني ثمار المستقبل، ومن يزرع الخير، والفضيلة، يحصد الأماني الطيبّة، قال الشاعر:
إِن العَمل == يَحيي الأَمل
سرُّ الوجود == فِيه نَسود
في العالمين
أيّها الأصدقاء: أسعدتم أوقاتاً، أينما حللتم ،وكلّ عام وأنتم بألف ..ألف خير، وسعادة، وسلام.
كلّ عام، وقد تحقّقت آماني الأمتين: العربية والاسلامية في التضامن، والوحدة، والتحرّر والسّلام.
ملاحظة: (1) مُتَكَنَّفُ:ما أحيط به من كلّ جانب.
الكاتب: حيدر حيدر
سلمية في /23/12/2010/