سم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى
(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره . ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ))
, كل حركة فكرية كانت أم عضلية يقوم بها الإنسان يكون لها نتائج , وقد لا يرى النتائج في الدنيا إلا أنها موجودة ..
ولكن أين تكمن المشكلة ؟
المشكلة ان الإنسان لا يتعامل إلا مع الحقائق المادية ..
ويغفل عن الجانب المهم في حياته ألا وهو جانب الغيب أو عالم الماورائيات ..
فلو أنّ الإنسان نظر إلى المقدمات وما انبثق عنها
من نتائج لغيّر من سلوكه وأفكاره وأعماله ..
فالإنسان يقوم بالكثير من الأعمال التي لا يرى نتائجها أو لا يشعر بها ,
كأن يصلي صلاته أداءً وفي أول الوقت.. في يوم ,,,
وفي اليوم الآخر.. يصليها قضاء فلا يشعر بالفرق
ولا يرى نتيجة لأن الجانب الروحي ضعيف عنده,
فكما في الرواية أن الإمام الصادق ع كان مع أبي بصير في الحج فقال له أبو بصير : يابن رسول الله ما أكثر الحجيج ..
فقال له الإمام ع : ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج .. فمسح الإمام ع على عينيه فنظر إلى حقيقة الناس فما تحمّل , فمسح الإمام الصادق ع مرة أخرى على عينيه .
فعالم الغيب عالم ليس من قدرة الإنسان العادي أن يطّلع عليه ..
ما من شيء في هذه الدنيا حدث من باب الحظ أو الصدفة ..
فالله سبحانه وتعالى يقول (( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً تره )) أي مهما كان هذا العمل ضئيلا فسيعود عليك بالخير ..
والعكس (( ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره )) ..
فأيها الإنسان إلى أين تذهب ؟ وأين أنت من الله الذي يراك أينما كنت ؟
يجب أن يكون توجهك إلى الله تعالى وإلى أهل البيت عليهم السلام ...
هناك قصة جميلة تقول :
أن تاجران من بغداد قدما إلى كربلاء لزيارة الإمام الحسين ع
وكان برفقتهما رجل مسيحي فجعلوه ينتظرهم في الخارج
بعد أن أخبراه أنه لا يستطيع الدخول .. وما إن انتهوا من الزيارة وخرجوا حتى شاهدوا الرجل يبكي وعينه محمرة ويقول : دلوني على الإسلام ..
فسألوه عن القضية فقال : عندما دخلتم إلى الحرم
جاءت نفحة باردة من الهواء فغفوت ,
فنظرت في عالم الرؤيا إلى الإمام الحسين ع
ومعه ولد كأنه ولده علي الأكبر فيقول له الحسين ع : سجل أسماء زواري ..
فيسجل أسماء شخص شخص من الزوار حتى وصلوا إلي ,
فقال علي الأكبر لأبيه : أبي هل أسجل اسم هذا ؟
فقال له الحسين ع : نعم ولدي علي , هذا أيضاً من زواري ألا تراه في حرمي ؟!
فقال : أبا عبد الله ولكن هذا الرجل مسيحي
فقال عليه السلام : وإن يكن , فقد جاء في حمايتي فسجله من زواري .. فنوّر الحسين ع قلبه وأسلم ..
هذا هو الحسين عليه السلام .. وهكذا هم اهل البيت عليهم السلام ..
فكن معهم طوال السنة ليكون
نورهم في قلبك وتكون عاقبتك
خيرا...