موضوع: «ثقافــــة البلــــوغ».. مــــن أجــــل مراهقــــة آمنــــة وطبيعيــــة الإثنين يناير 10, 2011 5:10 am
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
يمر الانسان بمراحل متعددة في حياته بدءا من المرحلة الجنينية مرورا بمرحلة الطفولة ثم مرحلة المراهقة والبلوغ ومرحلة الشباب ومايليها من مراحل يقطعها الفرد خلال مسيرة حياته، ولكل مرحلة من المراحل أهميتها وطبيعتها وخصائصها وتبدلاتها ومشكلاتها التي تميزها عن غيرها، إلا أن المرحلة الأهم والأخطر في حياة الإنسان كما يجمع خبراء علم النفس والاجتماع هي مرحلة المراهقة والبلوغ التي تمر في حياتنا بصمت وخجل شديدين وكأنها مرحلة خارج التسلسل الزمني للطبيعة البشرية لاحتوائها على الكثير من التغيرات الفيزيولوجية التي يخشى ويستحي المراهق من البوح بها بسبب قلة الثقافة المجتمعية حول هذا الموضوع... «ثقافة البلوغ» كان عنوان الندوة التي أقامتها الجمعية الوطنية للتوعية الاجتماعية في المركز الثقافي في كفرسوسة والتي شارك فيها الدكتور ياسر جاموس الأستاذ في كلية التربية والدكتورة أمينة رزق رئيسة قسم علم النفس في كلية التربية بجامعة دمشق. نهاية مرحلة الطفولة.. استهل الدكتور ياسر جاموس حديثه بتعريف «البلوغ» بأنه مرحلة من مراحل النمو الفيزيولوجي العضوي التي تسبق المراهقة وتحدد بدايتها وفيها يتحول الفرد من كائن لا جنسي الى كائن جنسي بإمكانه أن يحافظ على نوعه واستمرار سلالته ويتأكد البلوغ عنده بنضوج الغدد التناسلية واكتساب معالم جنسية جديدة تنتقل بالطفل من مرحلة الطفولة الى مرحلة الرشد، مضيفا أن البلوغ هو نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة ويترافق بتغيرات فيزيولوجية معينة تخبرنا بمرحلة المراهقة وهذه التغيرات إما ننظر إليها من ناحية ايجابية أو سلبية، منوها أن المجتمع يهيئ الفتاة أكثر من الذكور للاستعداد لهذه المرحلة لأن الأمهات اقدر على الحديث مع أبنائهن من الآباء بخصوص هذه المرحلة. دور الوراثة.. من جهتها اعتبرت الدكتورة أمينة رزق مرحلة المراهقة أنها مرحلة من أكثر المراحل بعد المرحلة الجنينية التي تحدث فيها تغيرات فيزيولوجية «جسمية وعقلية وانفعالية وأخلاقية» مضيفة أن البلوغ يحدد بداية هذه التبدلات لكنه غير قادر على تحديد نهايتها إلا عندما يصبح الفرد إنسانا مستقلا بذاته قادرا على الاعتماد على ذاته بشكل جيد، وبينت رزق ان هناك فروقا فردية بين المراهقين في دخول مرحلة المراهقة تختلف حسب البيئة والتنشئة الاجتماعية والوسط الجغرافي كالبلوغ في المناطق الباردة يتأخر عن المناطق الحارة والمراهق في البيئة الريفية يمكن أن ينهي مرحلة المراهقة قبل المدينة بالإضافة الى أن الوراثة لها دور كبير ببدء البلوغ فإذا كان الوالدان بلوغهما مبكر فيمكن للأبناء ذكورا كانوا أم إناثا أن يبدؤوا البلوغ في مرحلة مبكرة أيضا. وأشارت رزق الى أن مرحلة المراهقة يمكن تقسيمها الى ثلاث مراحل اولها مرحلة المراهقة المبكرة التي من البلوغ وحتى الرابعة عشرة ومرحلة المراهقة المتوسطة وتمتد من الرابعة عشرة وحتى الثامنة عشرة وأخيرا المراهقة المتأخرة وتمتد من الثامنة عشرة وحتى الواحدة والعشرين. أحلام اليقظة.. وأوضحت رزق أن هناك عدة تغيرات تحدث عند المراهق في هذه المرحلة أهمها التغيرات الجسدية حيث يحدث فيها تغييرات في حجم الجسم ونسب أعضائه ونمو الخصائص الجنسية الأولية وازدياد وضوح الفروق بين الجنسين وظهور الخصائص الثانوية. وعن أثر هذه التغيرات الجسدية على سلوك المراهق قالت رزق: إننا نلاحظ عند المراهق نوعا من التعب والكسل وتغيرا في عادات الطعام وعدم التآزر الحركي والفيزيولوجي ونشاط إفراز الغدد الدهنية وظهور حب الشباب نتيجة تغيرات الغدد الصم. ومن التغيرات التي تحدث عند المراهق في هذه المرحلة أيضا التغيرات العقلية حيث يكون تفكيره منطقيا ولكنه غير واقعي وذاكرته تصبح أكثر اتساعا وعنده قدرة كبيرة على التذكر ولكنه لا يوظف هذه التبدلات العقلية للأشياء التي يريدها بالإضافة الى ذلك يصبح مرهف الإحساس والانتباه والإدراك من وجهة نظره الذاتية وتنمو لديه أحلام اليقظة وتصبح كبيرة جدا فالأشياء التي لا يستطيع الوصول لها في الواقع يلجأ إليها في الخيال بشكل كبير. الغضب الشديد والعدوانية.. أما عن تأثير هذه التغيرات العقلية على سلوك المراهق قالت رزق إن المراهق وفقا لهذه التغيرات يبدأ بمناقشة المواضيع والأمور العقلية وتتغير نظرته نحو المواد الدراسية حيث كان في الماضي يتقبل أي درس لكنه الآن يصبح يحب بعض المواد الدراسية ويكره بعضها الآخر ويقوم بتقييم المادة الدراسية وأستاذها بناء على علاقته وتواصله معه ومعها وبالتالي تنضج لديه ميول واهتمامات يصبح تركيزه بدورسه ليس مثل المرات السابقة. وقالت رزق: من التغيرات التي تطرأ على المراهق ايضا في هذه المرحلة التغيرات الاجتماعية حيث يتوجه المراهق نحو أقرانه لتأكيد ذاته في أشياء ويحاول تقمص شخصية محبوبة له.. اضافة الى انه يبدأ بالاهتمام بالجنس الآخر ويقاوم السلطة الاسرية عليه ويحاول الميل للاستقلال الناتج عن العناد ولكن عناده هذا ليس بهدف العناد ولكن من أجل الاستقلالية.. واضافت أن هناك أيضا تغيرات انفعالية تحدث عند المراهق أهمها الغضب الشديد والعدوانية التي قد تكون نحو الأشياء أو الذات أو الآخرين وقد تكون مباشرة أو غير مباشرة وعنده صراعات لم تحل. صراع المراهق مع ذاته.. وعن صراع المراهق مع نفسه ذكرت رزق أن هناك عدة أسباب لهذا الصراع أبرزها: سوء معاملة الوالدين كونهما في أحيان كثيرة يصران على معاملته كطفل وفي أحيان اخرى يعاملانه كراشد الأمر الذي يدفعه الى الصراع مع ذاته وصراعه هذا يكون بين الميل نحو الاعتماد على نفسه والاعتمادية على غيره مع الأخذ بعين الاعتبار أن إمكانيات المراهق في هذه المرحلة تكون متواضعة وطموحه يكون عاليا جدا وهنا يتوجب على الأهل إعطاؤه نظرة موضوعية عن قدرته وإمكاناته لان الأهل يبالغون أحيانا في تقدير إمكاناته وقدراته فينشأ المراهق وهو لا يملك نظرة موضوعية عن قدراته وإمكانياته كما أن الأهل يلجؤون أحيانا الى التعويض عن الأشياء التي لم يحصلوا عليها من خلال أطفالهم ويكون ابنهم ليس لديه هذه الإمكانيات لان طموحه شيء وإمكانياته شيء اخر.. ومن اسباب صراع المراهق مع نفسه أيضا قالت رزق ان للمراهق حاجات جسدية كبيرة جدا اهمها الحاجات الجنسية التي تتضارب مع ضوابط المجتمع مما يجعله يعيش هنا نوعا من الصراع بين هذه الأشياء. وكيف يمكننا معرفة وكشف الصراعات التي يعيشها المراهق قالت رزق ان هناك مؤشرات كثيرة تدل على وجود هذا الصراع أهمها التردد والتراجع عن قرارات معينة اضافة الى مزاجه المتذبذب والمتغير وتمرده الدائم وحساسيته الزائدة ومخاوفه الوهمية حول بعض المشكلات وكذلك الحياء المبالغ فيه أمام الجنس الآخر. تقبل المراهق.. وأوضحت رزق ان هناك إشكالا عدة للتكيف عند المراهق كالتكيف الناجح والتكيف البائس، أما التكيف الناجح فهو يساعد المراهق على تخطي مشكلته بالاضافة الى اعداده لاستقبال هذه المرحلة وللتغيرات التي تحدث فيها سواء في مدرسته أو داخل أسرته.. وأما البائس حيث يكون هناك مشكلة بتثقيف المراهقين ويكون تكيفهم سيئا جدا ويوصلهم الى جنوح الأحداث. وعن صفات التكيف الناجح عند المراهق أوضحت رزق ان المراهق يكون فيه راضيا عن ذاته واثقا من نفسه يستمتع بصحبة الآخرين ويستفيد من وجود الناس ولا يحب العزلة ويعيش في الواقع وطموحه يتناسب مع إمكانياته أما التكيف السيىء ففيه يسيء الظن بالآخرين ويتخذ مواقف النفور والكراهية ولا يوجد دافعيه للعمل لديه وقراراته مترددة وسريعة وهو مشاغب ومتطرف في سلبيته. وختمت الدكتورة رزق حديثها بالقول:إن المراهق يحب من والديه ان يتقبلانه كما هو وأن يحترما رأيه ويكره من أهله الانتقاد والمقارنة مع أخوته وكذلك تدخلاتهما غير المبررة بالكثير من شؤونه في البيت والمدرسة كتدخلهم بأكله وملبسه وإكراهه على القيام بتصرفات معينة
سوا ربينا عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 100 تاريخ التسجيل : 04/02/2010
موضوع: رد: «ثقافــــة البلــــوغ».. مــــن أجــــل مراهقــــة آمنــــة وطبيعيــــة الإثنين يناير 10, 2011 9:08 am