سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: الخجل ......بين سلبيات وإيجابياته الأحد يناير 16, 2011 4:51 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
ما من أحد منا إلا وتنتابه في لحظة من اللحظات مواقف يشعر فيها بالخجل في بعض الأحيان وهو أمر طبيعي، ولكن عندما يتجاوز هذا الخجل حده الطبيعي فإنه سيؤدي إلى الكثير من المشكلات في حياتنا حيث قد يصبح حالة مرضية تؤثر سلباً في سلوكنا سواء على الصعيد الشخصي أم على الصعيد الاجتماعي. فمن الصعب تحديد الخجل ولكن يمكن وصفه بنوع من أنواع القلق الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث مشاعر متنوعة تتراوح بين القلق والتوتر البسيط إلى مشاعر رعب وهلع واضحة تصنف في علم النفس حسب رأي خبراء الصحة في إطار أمراض القلق والتوتر لأن النهاية الطبيعية للخجل هي الشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع، ما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للفرد حيث ينتهي به الحال إلى مرض الاكتئاب. من أعراضه الخجل شأنه شأن أي ضغط نفسي يؤدي إلى ظهور مجموعة أعراض منها ما يكون سلوكياً لقلة التحدث والكلام بحضور الغرباء والنظر دائماً لأي شيء عدا من يتحدث معه وتجنب لقاء الغرباء والأشخاص غير المعروفين له ومشاعر الاضطراب للبدء بالحديث وعدم القدرة على الحديث وشعوره بالإحراج إذا كلف بالحديث مع الأشخاص والتردد في أداء مهام فردية أو جماعية مع الآخرين. ومن الأعراض يمكن أن تكون جسدية كاحمرار الوجه وتورده ومشكلات في المعدة وزيادة النبض وتسرع دقات القلب ورطوبة اليد وجفاف في الفم والحلق والارتجاف والارتعاش اللا إرادي. وأما الأعراض الانفعالية الداخلية ففيها ينعدم الشعور والتركيز على النفس وعدم الشعور بالأمان والإحراج والابتعاد عن الأضواء والشعور بالنقص وهذا ما يؤكده خبراء الصحة النفسية بأن المصاب بالخجل يكون لديه حساسية مبالغ بها تجاه النفس وما يحدث لها بحيث يكون محور الاهتمام والتركيز على الآخرين والشعور بمشاعر الآخرين ولذلك يزداد العزل الاجتماعي الذي يعاني منه الشخص المصاب بمرض الخجل. إن الخجل حسب رأي خبراء الصحة يرجع إما لعامل الوراثة ويكون سبباً مباشراً لذلك، وإما لفقدان المهارات الاجتماعية وكذلك لنظرة سلبية للنفس والذات وتقدر الدراسات والإحصاءات بأن نحو 10 - 15٪ من الأطفال يولدون ولهم استعداد وميل لأن يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية وما تبقى يصبحون خجولين إما لعدم إشغالهم بمهارات اجتماعية وإما لسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين لهم أو الخوف من تعرضهم للسخرية من الأشخاص الآخرين وذلك ما يعدم الثقة بالنفس والذات. - طرق العلاج الخجل ظاهرة مرضية في مجتمعنا ومشكلة اجتماعية منتشرة ولذلك يؤكد خبراء علم الاجتماع على تركيز جهودهم على إيجاد طرق ووسائل لمعالجة هذه الظاهرة ويتم هذا العلاج بتعليم وتدريب الشخص المريض على اكتساب مهارات اجتماعية فردية والاتصال والتفاعل مع الأشخاص الآخرين وتعليم وتدريب الفرد على زيادة ثقة المريض بنفسه وقدراته وإدراكه بأنه شخص مهم في المجتمع وتعليمه أنماط التفكير السليم والمنطقي في التعامل مع الآخرين ومواجهة وإزالة أسباب الخجل من خلال ممارسة المريض تدريجياً لخبرات اجتماعية إيجابية ومن الطرق مثلاً ما يسمى التمثيل أو تقمص الأدوار والمواقف بحيث يقوم المريض بالتظاهر بتمثيل دور إيجابي في مواقف تسبب الإحراج للمريض كتظاهر المريض بالاتصال مع الآخرين وبدء حديث معهم وبمرور الوقت يتحول التظاهر والتمثيل إلى سلوك في الحياة الواقعية العادية وتدريب المريض الخجول على تولي زمام المبادرة في مساعدة نفسه على التخلص من الخجل من خلال الإقدام على أداء شيء معين إما يحب أن يقوم به أو يجب أن يقوم به ولكنه خجول. وحسب رأي البروفيسور فيليب زيمباردو بعد رجوعنا لكتابه (الخجل) نجد أن الخجل عندما يكون مناسباً للوقت يعتبر ميزة وصفة إيجابية ويعكس مواصفات الأدب والتهذيب والخلق الكريم إضافة إلى مواصفات الذوق والتواضع واللطف وكل هذه المواصفات تعتبر إيجابية، بينما الخجل السلبي كما يسميه المؤلف هو ما يحدث في السلوك الاجتماعي للفرد لأنه خجل غير مبرر وله عواقب نفسية سيئة على الفرد منها تدهور الحالة الصحية والنفسية له. وأخيراً نجد أن الخجل والحياء عبارة عن مرض نفسي اجتماعي يعاني منه الكثير من أفراد المجتمعات الإنسانية والتخلص من ذلك بالتفاعل مع الآخرين وتنمية المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس والآخرين
| |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: رد: الخجل ......بين سلبيات وإيجابياته الإثنين يناير 17, 2011 4:06 pm | |
| | |
|
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: الخجل ......بين سلبيات وإيجابياته الثلاثاء يناير 18, 2011 5:08 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي الطائر الفينيقي ردّ جميل...موفّق بارككم المولى
| |
|