سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: التربيــــة البيئيــــة....ليست ترفاً ولا احتفالية!! الأربعاء يناير 19, 2011 5:12 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد
في مثل هذه الأيام من العام الماضي عقد في دمشق مؤتمر عن التنمية المستدامة، وكانت وزارة التربية شريكا أساسيا فيه، حضره موجهون تربويون من مختلف المحافظات وشاركوا في مختلف الجلسات وورش العمل، وكانت النقاشات والتوصيات تؤكد على دور المدرسة. فهل يبدو التربويون مجددا مسؤولين إلى حد كبير عما يعتري الأرض من تلف بيئي و خلل في التوازن الطبيعي , و تراجع في مستوى نوعية الحياة؟ والاجابة ربما نعم، حتى لو كنا نؤمن أن أصحاب المال من العيار الثقيل هم من يساهمون بتخريب كوكبنا للحصول على المزيد من الأموال، سواء بسبب صناعاتهم أو حروبهم. وما يتم الحديث عنه على أهميته الفائقة من إبداع البدائل الصناعية , والمخططات التنموية , و الأنشطة الاقتصادية الموالية للبيئة يظل قاصرا دون تحقيق مصالحة بين الانسان و بيئته , ما لم تصحبه ضرورة تشكيل وعي بيئي يسهم في تعديل سلوك الناس و يجعلهم مجددا في اندماج مع الطبيعة . اذا قضية البيئة هي تربوية وسلوكية/ مجتمعية , وهو ما يفسر الحضور المبكر للبعد التربوي في سلسلة اللقاءات الدولية حول البيئة .فإذا كان مؤتمر استوكهولم 1972 علامة فارقة في الفكر البيئي , فقد شكل تقرير المؤتمر الدولي للبيئة في تبيليسي 1977 منطلقا للبحث عن الصيغ الكفيلة بالادماج الفاعل للتربية البيئية في المنظومة التربوية الدولية . ومنذ ذلك الوقت ونحن نشارك ونقيم الندوات والمؤتمرات ونتابع المستجدات المطروحة على مستوى الندوات العلمية و الحلقات الدراسية ، وأدرجت فعلا في المناهج الدراسية حصص حول المنظومة الطبيعية « ماء, هواء, كائنات حية» لكن هل يكفي ذلك ؟ ومامعنى أن يحفظ الطفل في مرحلة التعليم الأساسي الهرم البيئي والغطاء النباتي دون أن تستحضر طريقة التدريس التأثير المتبادل بين المحيط البيئي و إفرازات النشاط الانساني ,وربطها بالضرورة بالجانب الأخلاقي والسلوكي. تمضي حصة البيئة داخل قاعة الصف كما تمضي السنة الدراسية دون أن يمارس الاطفال نشاطا في باحة مدرستهم أو في محيطها القريب، حتى لو كان رؤية النباتات التي تعيش في محيطه القريب. واذا عدنا الى تعريف المنظمة العربية للتربية و العلوم و الثقافة 1987 للتربية البيئية نجدها : «منهاج لإكساب القيم و توضيح المفاهيم التي تهدف الى تنمية المهارات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات التي تربط بين الانسان و ثقافته وبيئته الطبيعية و الحيوية و تعنى بالتمرس في عملية اتخاذ القرارات ووضع قانون للسلوك بشأن المسائل المتعلقة بنوعية البيئة » . اذا هي تعويد الناشئة على بدائل سلوكية تخفف من وطأة التدهور البيئي منسجم الى حد كبير مع غايات أي نظام تربوي من منطلق أن التربية – أي تربية- تروم في النهاية تعديل السلوك الانساني . وهذا ما يدفعنا الى السؤال عن فاعلية برامج التربية البيئية أو عن عجزها عن خلق التفاعل المطلوب بين اتجاه الفرد و سلوكه , و تمكينه لتؤهله للمشاركة الايجابية في حل مشكلات مجتمعه . ومما يخفف من فاعلية المدرسة الأنشطة البيئية التي تقيمها وزارة البيئة بالتعاون مع غيرها من المؤسسات والتي يغلب عليها الطابع الاحتفالي وارتباطها زمنيا بمناسبات بيئية محدودة فحملات التشجير الموسمية, ومعارض رسوم الأطفال قاصرة عن إرساء الوعي البيئي اللازم لمواجهة التحديات و الأخطار المقبلة . منذ سنوات ونحن نسمع عن حملة لاستبدال أكياس النايلون بالورق، كذلك الاطفال سمعوا ولكن على أرض الواقع ماهي الاجراءات التي تمت؟ وأكياس النايلون ليست الخطر الوحيد، لكنها مثال سهل ، لم نر حتى اليوم تعاونا حقيقيا بين وزارتي التربية والبيئة لاعتماد أسلوب الملاحظة المباشرة في دراسة المعطى البيئي عند الأطفال، و هو ما يتطلب تكثيف الزيارات الميدانية للمرافق البيئية, وإجراء حصص تعليمية في الهواء الطلق , وربط المعارف المقدمة بإشكالية بيئية ذات صلة بمحيط المدرسة أو البيت، اجتثات الغابة , تصحر, نضوب الموارد المائية. وربط ذلك بالأخلاق الحميدة بالنظر إلى الصلة الوطيدة بين الحفاظ على البيئة و بعض المشاعر الإيجابية كالأمانة و الصدق والولاء والمواطنة, والتربية على المسؤولية
| |
|
--- الطائر الفينيقي --- عضو بلاتيني
عدد الرسائل : 2838 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| |
سقراط مشرف عام
عدد الرسائل : 4740 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: التربيــــة البيئيــــة....ليست ترفاً ولا احتفالية!! الخميس يناير 20, 2011 4:59 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم يا علي مدد أخي الروحي الغالي الطائر الفينيقي هام جدّاً ان نُعلّم أبناؤنا الحفاظ على البيئة بارككم المولى
| |
|